الإسلاموفوبيا

إسلاموفوبيا!! مفهوم يشير إلى الخوف الجماعيّ المرضيّ من فكرة الإسلام والمسلمين، والذي يقوم أساساً على العنصرية، حيث تترجمه مجموعة من الأفعال والمشاعر والأفكار النمطية المسبقة المعادية للإسلام والمسلمين.

تُظهر العديد من المراجع أن أول استعمال لكلمة "إسلاموفوبيا" والذي يعني "رُهاب الإسلام" كان في بدايات القرن العشرين. بحيث جاء استعمال هذه الكلمة مِن قِبَل علماء الاجتماع الفرنسيين في وصفهم رفض جزء من الإداريين الفرنسيين ومعاداتهم للمجتمعات المسلمة التي كانوا يقومون بإدارة شؤونها إبان الاحتلال الفرنسي في ذلك الوقت.

في حقيقة الأمر أنّ هذا المفهوم النابع من الرفض والكراهية كان أساسه في المقام الأول العنصرية، ثم أسباب ثقافية ونفسية لدى المستعمر الذي تحكم بتلك الدول الإسلامية في ذلك الوقت ونهب خيراتها.

أما عن انتشار هذا المفهوم في العالم فقد ازدهر وكثر استخدامه في بداية الألفية الثالثة، إثر ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية –وهنا نتكلم عن هجمات 11 سبتمبر 2001-، هذه الحادثة التي كان لها أثر عظيم في تحول كثير من العلاقات بين الدول الغربية والإسلامية وعلى إثر ذلك أيضا حصل ما حصل في العراق وأفغانستان من غزوٍ وتدمير.

السؤال الذي لطالما دار في خلدي محاولا إيجاد إجابة منطقية وعقلانية له، هو كيف يُمكن لعاقل –إن كان عاقلاً- أن يُصدِر حكما ما على شخص ما أو جماعة ما دون أنْ يُخالِطَهم أو يتبيّن حقيقة نواياهم؟ كيف له ذلك وهو يُصرّ على أنْ يصمّ أذنيه عن سماع الحقيقة؟ كيف له ذلك دون أن يسعى حتى للبحث عن الحقيقة والتعرف عليها؟ لَم تُخلق العقول في رؤوس الناس عبثاً!!

هنالك أفعال "إرهابية" لا تتجاوز كونها أفعال فردية استغلَّها الغرب في تأجيج فكرة أنّ الإسلام دين إرهاب لا غير، هذه الأفعال التي لا تمتُّ للإسلام بِصِلَةٍ إنْ قام بفعلها شخص ما "مسلم بالهوية" فهذا لا يعني أنّ الإسلام والمسلمين يدعمون هذه الفكرة وهذا العمل ويؤيدونه! كيف عساه يكون ذلك وكلمة الإسلام مشتقة من كلمة السلم! كيف عساه يكون ذلك ونبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم بُعِثَ رحمة للعالمين!

المُضحِك المبكي في الأمر، أنه حالما حدثت حادثة كتلك التي تحدثنا عنها سابقا وكان مُرتكِبها يدين بديانة الإسلام سارع مَرضى النفوس لتعميم اللوم على الإسلام والمسلمين بحجة أنّ هذا الدين –أي الإسلام- هو مَن حثَّه على هذا الفعل الشنيع بتعاليمه وأحكامه، وبناء على ذلك فالمسلمون في ذلك سواء، أمّا وإن كان مرتكب ذات الجريمة شخص يدين بأيّ ديانة أخرى سوى الإسلام فسيُسارع ذوو النفوس المريضة ذاتهم إلى إيجاد مُبرّرات لذلك الشخص على أنه مريض نفسيّ أو مجنون أو هو فعل فردي لا يرقى لأن يُعمَّم!

نِسب الاعتداء على المسلمين وبشكل خاص على النساء في الدول الغربية تزايدت إثر زيادة انتشار هذا المفهوم –إسلاموفوبيا-، حيث تُعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر البلدان التي تشهد جرائم كراهية ضدّ المسلمين فقد شَهِدَت نسبة تلك الجرائم ارتفاعاً بنسبة 67% عام 2015م عن الأعوام السابقة له، أمّا في لندن فقد تعرّضت مجموعة من النساء المحجبات لاعتداءات مشابهة عام 2016م كأعمال الضرب في الشارع وإزالة الحجاب والإنزال من الحافلات العامة عنوةً، أمّا في فرنسا "بلد الحرّيات كما يدّعون" فقد شهدت البلاد  عام 2016م حدوث 419 جريمة تمييز، و39 جريمة مضايقة وتحرّش، و25 هجوماً، و98 حادثة خطاب يدعو إلى الكراهية والاعتداء على المباني الدينية، وشهدت بلدة هينان بومونت شمالي فرنسا عام 2017م اعتداء شخص على امرأة كانت تجلس بجوار طفلها في حديقة عامة، حيث تضمّن الاعتداء إزالة الحجاب وضرب المرأة على رأسها، وغيرها الكثير من الأحداث العنصرية في دول الغرب التي إن أردنا سردها فستطول القائمة على القارئ.

هذه الأحداث العنصرية لم تكُن سِرّا في يوم من الأيام، بل إنّ مرتكبيها يقومون بها جهراً وفي الأماكن العامة وعلى أعين الملأ، فأين أولئك المتشدقون من هذه الأحداث؟!

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
تسنيم عبدالقادر - أكتوبر ٢٨, ٢٠٢٠, ١:٠٠ م - Add Reply

للاسف اي جريمة يرتكبها مسلم ينسبها الغرب للاسلام والمسلمين

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٤٥ ص - Asma
أبريل ١٢, ٢٠٢٢, ٢:٤٨ ص - مستشار دكتور حسام عبد المجيد يوسف عبد المجيد جادو
مارس ٥, ٢٠٢٢, ١٠:٤٦ م - Sarora Fayez
فبراير ١٤, ٢٠٢٢, ١١:٥٥ ص - راجية الجنان
سبتمبر ١٢, ٢٠٢١, ٢:٢٧ ص - Maher
About Author