الحرب وكرة القدم

الحرب وكرة القدم

 

kl_1619927422.jpg

 

لطالما كانت الحروب والنزاعات تندلع بسبب أهداف وأطماع سياسية أو اقتصادية من جانب الأطراف المتصارعة، لكن هل فكرت يوما ما أن كرة القدم قد تكون سببا في إحداث حرب تؤدي إلى مقتل وسقوط الاف الجرحى وصدور بيانات مقاطعة بين الدول، هذا ما ستعرفه صديقي من خلال هذا المقال الذي يسلط الضوء على المباراة التي أشعلت  حربا بين دولتين جارتين هما السلفادور والهندوراس.

لطالما كانت الحروب والنزاعات تندلع بسبب أهداف وأطماع سياسية أو اقتصادية من جانب الأطراف المتصارعة، لكن هل فكرت يوما ما أن كرة القدم قد تكون سببا في إحداث حرب تؤدي إلى مقتل وسقوط الاف الجرحى وصدور بيانات مقاطعة بين الدول، هذا ما ستعرفه صديقي من خلال هذا المقال الذي يسلط الضوء على المباراة التي أشعلت  حربا بين دولتين جارتين هما السلفادور والهندوراس.

 

الأحداث بدأت عندما كان العالم على أعتاب كأس العالم بالمكسيك سنة 1970 لما تواجهت السلفادور والهندوراس ضمن تصفيات كأس العالم سنة 1969 في أدوار خروج المغلوب وكانت تلعب في ذلك الوقت على ثلاث مباريات، في مباراة الذهاب لعبت الهندوراس في السلفادور قبل المباراة توجهت جماهير السلفادور إلى الفندق الذي كان يقيم فيه منتخب الهندوراس بدءوا بإحداث الفوضى من أجل عدم قدرة لاعبي الهندوراس على النوم وهذا ما حدث بالفعل، لما أقيمت المباراة خسر منتخب الهندوراس بهدف لصفر من شدة الإرهاق والتعب النفسي الذي عاشوه قبل المباراة كان وقع الخسارة على الشعب الهندوراسي قوي جدا إلى درجة قيام إحدى مشجعات منتخب الهندوراس تدعى با"ايميليا بولانس"  بالانتحار هذا الأمر زاد من احتقان الشعب الهندوراسي اتجاه السلفادور واعتبروا ايميليا رمزا قوميا آنذاك وأقيمت جنازة ضخمة لها من قبل الحكومة الهندوراسية، إلى أن جاءت مباراة العودة في الهندوراس قبل المباراة فعل مشجعو الهندوراس نفس الشيء أمام فندق السلفادور ولكن بطريقة أكثر عنفا قاموا برمي رؤوس الخنازير والحجارة أمام الفندق ، يوم المباراة خرج منتخب السلفادور من الفندق متوجها إلى ملعب المباراة بعربات مصفحة لأن الجماهير استمرت في رمي الحجارة والقارورات الزجاجية على تلك العربات، أقيمت المباراة وهتف جمهور الهندوراس باكلمة مجزرة وخسر منتخب السلفادور بثلاثة أهداف لصفر ولحسن الحظ خسروا ماذا تتوقع لو فاز منتخب السلفادور؟ كانت ستقام مجزرة حقيقية فاحتقان الشعب الهندوراسي وملامح غضبهم الواضحة كانت كفيلة بأن تجعل المنتخب السلفادوري يتعمد الخسارة لو اضطر لذلك.

في هذه الحالة كان لابد من ان تقام مباراة ثالثة تحسم المتأهل حيث أقيمت في ملعب محايد في دولة المكسيك فازت السلفادور بالمباراة، بعد مباراة مباشرة أعلنت السلفادور قطع العلاقات بينها وبين الهندوراس وقامت بقصف مطار في عاصمة الهندوراس، وهذا ما أدى إلى رد فعل من الهندوراس التي قامت بدورها في بقصف قوات وقواعد عسكرية للسلفادور إضافة إلى قيامها بمجازر في حق المهاجرين السلفادورين  القاطنين في المزارع الهندوراسية استمرت الحرب لمدة أربعة أيام متواصلة إلى أن تدخلت منظمة الأمم الأمريكية لوقف النزاع

من خلال ما سبق قد يتبين لنا أن مجرد مباراة في كرة القدم قد   أحدثت حربا خلفت 3000 قتيل و 15000 لاجئ وكانت ستمتد لسنوات، إلا أن بعد مرور هذه العاصفة صدرت عدة تقارير تدافع عن كرة القدم وأن ما حدث ما بين السلفادور والهندوراس سببها الاعلام السلفادوري الذي كان يهاجم في سياسة الهندوراس بسبب إجراءاتها التعسفية في حق المهاجرين السلفادورين الذين كانوا يعملون في حقول الهندوراس كما أن هذا الهجوم الإعلامي كان قبل التصفيات وهذا ما جعل الكثيرين يرون أن كرة القدم بريئة من هذا الاتهام وأنها كانت فقط الفتيل الذي أشعل الحرب وأن التوتر كان سائدا من قبل بين البلدين.

 


في الأخير كرة القدم كغيرها من المجالات يمكن تسيسها حتى ولو تعارض هذا الأمر مع مراسيم الاتحاد الدولي لكرة القدم وقوانينه فالأطراف المتعمدة لصراع والراغبة فيه قد تجعل كرة القدم سببا لخلق النزاع والعداوة بين الشعوب وتقوم بتفريقهم وبث العداوة بينهم وهذا ما أصبحنا نراه في بلداننا بحيث مجرد مباراة قد تجعلك تخسر صديق أو قريب أو شعب بأكمله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

بشير طالب جامعي تخصص علم اجتماع تنظيم وعمل