الزواج في مجتمعنا

ما بالك من مجتمع يقدم كل ما يملك من أجل إنجاح الزواج. ربما تحكم عليه بأنه شيء طبيعي وعادي ولكن الغريب أن كل اهتمامات أهل العروسين بتكاليف الزفاف والمظاهر والطعام والشراب والتخطيط حتى يظهر يوم الزفاف بأبهى صورة أو بالأحرى الأفضل.  كلمة الأفضل تكلفهم ما لا يطيقون لأهل العريس ولكن أهل العروس يصرون على ذلك أيضا.ولا يفكرون بشكل منطقي بأن هذه التكاليف ستعود على ابنتهم بالمشاكل وضيق المعيشه وسداد ديون وعدم راحة بعد الزواج. فقط يفكرون بأن ابنتنا تستحق الأفضل. لا بل بتفكيرهم هذا  يدمرون جزءاً من حياة الصفاء والراحه بداية الزواج. ومن مساوىء نظرتنا للزواج هي أن الأهل يسارعون في تزويجهم ولا مجال لفترة الخطبة. وهذه أيضا مصيبه. أو ربما تكون فترة الخطبة طويلة ولكن ثقافة العروسين بفترة الخطبة ليست على ما يرام. إذ أن الفتاة تظهر نفسها بأبهى صوره أمام خطيبها وكذلك هو. لا يظهران صورتهما الحقيقيه ولا يخططان لمستقبلهما بكل شفافية. إذ أن الخطبة فقط للمزاح، للخروج، للترفيه للضحك، للهدايا وغيرها وكأن الخطبة قناع مصطنع. وهذه أيضا جريمة ترتكب من قبل الطرفين.لأن الأقنعة ستسقط في بداية الزواج. لا أحد يعلم حقيقة الآخر لأن كلاهما لم يصرح بذلك أو لم يظهر ذلك في فترة الخطبة. فيبدأ الصراع الذي ربما يمتد طويلا لعدم تفاهم الطرفين أو ربما ينتهي بشكل قصير حتى يفهم كلاهما الآخر.

وماذا عن تدخل الأهل.... هذه قصة أخرى 

يرى أهل الزوج أن ابنهم أفضل وأجمل من زوجته إذ أنه يستحق الأفضل وبذلك يرون أن ابنهم ينبغي أن ينصاع لأوامرهم بين الفينة والأخرى حتى لا يكون محكوما لامرأة غريبة وكذلك أهل الزوجة إذ أن أهل الزوجه هي أفضل من زوجها وتستحق الكثير وهو لا يستطيع أن يوفر لها ما تستحق. ومن هنا تبدأ التدخلات بين الطرفين وأفكارهم ورغبتهم بعيدا عن مصلحة الزوجين الذي قد ينهي زواجهم بالخلافات الدائمة أو بالطلاق. وهنا يقع الزوجان ضحية آبائهم وأمهاتهم وضحية تفكيرهم الرجعي. 

ما المشكلة وما الحل؟

المشكلة أن الزوجان يتزوجان في عمر لا يكون فيه وعيهم الإدراك ناضجاً وبذلك يلتفتون لكل ما يقال حولهم دون وعي قتراهم يتخبطون في حياتهم. وكذلك جهل بعض الأهالي الذي يدمر حياة أبنائهم بدون أن يشعر بذلك. 

الحل أن يقوم الوالدين بتوعية أنفسهم أولا قبل توعية أبنائهم بأن ابني أو ابنتي يريد أن يبني حياته الخاصة ويتعلم من تجاربة وأخطائة لا من تجاربي أنا وكذلك بأن لهم الحق بأن يتصرفو كما يريدان بلا تدخلات.  والأهم فرض حسن النية من قبل الطرفين.

ينبغي بعد توعية الأهالي لأنفسهم أن يبدأوا بتوعية أبنائهم بأن الزواج استقرار وحب واحترام وتفاهم وتنازلات يقدمها كل منهما للآخر والأهم أنه استقلالية. أي أن تكون الفتاة لزوجها والزوج لزوجته قبل كل شيء بدون الانتقاص من حقوق أهلهم أو واجباتهم تجاه ذويهم.

لو كل شخص انتبه لهذا الشيء كانت حياة أبنائنا خالية من المشاكل الخارجيه التي تفرض عليهم ولكانت حياتهم نابعه من وعيهم وليس وعي غيرهم.. ولكانت كل أسره سعيدة مطمئنة بعيدا عن تدخلات البشر. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author

رئام عبدالله خوالده