الطفل العنيد... لكل مشكلة حل

ينظر الناس إلى الطفل العنيد بصورة نمطية تتسم بالسلبية بل والعنف في بعض الأحيان، لكن صفة العناد لدى الطفل ليست سوى انعكاسا لمشكلة تربوية يحاول بعض الآباء الالتفاف عليها بالضرب والإهانة وإذلال الطفل بما لذلك من أثر سلبي مدمر على عقل الطفل وتصرفاته، كل ذلك تنفيساً للوالدين وتسليةً عما يعتبرونه مصاباً جللاً. 

 

إن التعامل مع الطفل العنيد على النحو السليم يقود إلى حل جذري لتلك المشكلة التي أرَّقت الكثير من الآباء وكدَّرت صفو عيشهم ومُتعهم. ومن هذه الأساليب التي لا بد من اتباعها في تلك الظروف ما يلي:

 

1. إن عملية التواصل السليم بين الطفل ووالديه هي مفتاح سحري لمشكلة العناد من خلال الاستماع لرغبات الطفل وتجنب التصادم معه قدر الإمكان ومحاولة مناقشة آراء الطفل وتقريب أوجه الاختلاف بما يسهم في حل المشكلة والابتعاد عن صفة العناد والتمرد والتحدي التي قد يلجأ إليها الطفل في حال عدم الاستماع له.

2. استعمال طيب الألفاظ وتجنب الخبيث منها وكذلك رفع الصوت والتهديد والوعيد الذي قد يصدر عن أحد الوالدين أو كليهما، حيث إن اللجوء إلى تلك الأساليب يزيد من هوة الخلاف وشدة المواجهة، كما أن اللين وطيب الحديث يشعر الطفل بالراحة والأمان فيزيد من الوالدين قرباً ومن العناد والتحدي بعداً وتركاً. 

3. على الأم أن لا تجعل التركيز ينصب على الخلاف بقدر النظر في كيفية إلهاء الطفل وتشتيت انتباهه عن المشكلة بما يسهم في حلها ويحول دون تفاقهما، كما يمكن حل الخلاف بصورة جماعية من خلال أفراد الأسرة جميعا ليسود الترابط والتفاهم بين أفرادها، وكما يقال "تسعة أعشار العافية في التغافل عن الزلات". 

4. إشعار الطفل بحريته في اتخاذ القرار والسيطرة على تصرفاته بعيداً عن الأوامر من الوالدين وما ينتج عنها من التحدِّي والغضب، على أن لا يقلل ذلك من سيطرة الوالدين على الطفل، بل يتم تقاسم هذه السيطرة بين الطرفين لتحقيق التوازن والمنفعة.

 

وفي النهاية لا بد للآباء من التواصل مع أطفالهم وتفهم مشاعرهم وعدم التعامل مع حالاتهم كمشكلات، بل لا بد أن يسود الحب والوئام بين أفراد الأسرة الواحدة بما يسهم في تجاوز الخلاف ونشر الفضيلة والرقي.

 

 

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author