العام القادم بلا انترنت

أصبح الإنترنت بمثابة الشريان الذي يغذي قلب العالم ولم يعد جديدا إن قلنا أن ملايين الناس حول العالم اليوم يبدأون يومهم مع خدمات شبكة الانترنت ومن جهة أخرى أمسى الانترنت آخر نشاطات اليوم قبل الذهاب إلى النوم.

لقد تطور الإنترنت ونما بشكل متزايد حتى أصبح أكثر الوسائط الشائعة المستخدمة في التواصل والاتصال بين الناس وتبادل المعلومات فيما بينهم فضلا عن الاكتفاء به وبما يتيحه عن كثير من النشاطات الواقعية والميدانية والاستعاضة بمحركاته عن التحركات الاجتماعية الاعتيادية أو كما كانت اعتيادية!
إن الشبكة العنكبوتية عمل ضخم من أجهزة الكمبيوتر المتصلة ببعضها البعض التي تتيح لنا تبادل المعلومات مع الغير في أي وقت وأي مكان.

وعندما يختفي الإنترنت ستختفي معها سهولة الحصول على المعلومات "بضغطة زر" كما تعودنا بوجوده وستجد نفسك مضطراً للذهاب إلى المكتبة المحلية للبحث عن المعلومة التي تريدها وقد تنعدم فرص العثور على ضالتك من المعلومات أو الأخبار خاصة الأحدث منها.

مع اختفاء الإنترنت سينقلب كل شيء في مكان عملك رأساً على عقب خاصة إذا كان عملك معتمداً على الإنترنت بصورة كبيرة قد تغلق شركتك أبوابها وإذا كان استخدامك في العمل محدودا للإنترنت كأن تراجع عليه الإحصائيات وستتحول المهمة السهلة التي تستغرق ثوانٍ قليلة إلى عملية معقدة تكلفك جهداً ووقتاً كبيراً.

أكد المحللون أن خسائر القطاعات المتمثلة بالفنادق وشركات الطيران وشركات السمسرة والبورصات العالمية ستبلغ مئات المليارات بسبب انقطاع الإنترنت في العالم وستتوقف حركة الطيران والسياحة والسمسرة كلها كما وستنهار شركات مثل غوغل وأمازون وعلي بابا وقد ترى شركات أخرى مثل مايكروسوفت تفقد أقسامًا هائلة من عملياتها وميزات كثيرة أيضا كما وأن التأثير الاقتصادي على البلدان والشركات الخاصة والحكومية سيكون كارثيا وستكون خدمات البريد الالكتروني والدفع الالكتروني ومكالمات الفيديو والرسائل الفورية أمورًا مستحيلة.

يقول ويليام داتون: "المشكلة تكمن في أن الناس يستبعدون فكرة انقطاع الإنترنت، وفي الوقت نفسه لا يدركون مدى تغلغل الإنترنت في كل جوانب حياتهم تقريبا".
على ما يبدو فإن احتمالية اختفاء الانترنت فرضية لا يمكن تجاهلها ولكن مصالح العالم اليوم تحتاجها ولهذا فإن قوة دفع هذه المصالح ستعمل على التخفيف من أثر هذه العوامل حتى وإن ظلت مهددات لا يمكنننا أن ننكرها أو أن نتجاوز عنها.

إذا اختفت شبكة الانترنت فسوف تضطر إلى التعامل مع واقع جديد تبدأه بشراء اشتراك لصحيفتك اليومية وبكل تأكيد ستكون زائرا مألوفا وسط طوابير تسديد الفواتير وأمام صرافي البنوك وستجد بعض أصحابك معك في طوابير مكتب البريد وشركات الخدمات والأهم انك ستستيقظ يوميا دون أن تعانق عيناك شعارات "قوقل" "فيسبوك" "انستغرام" كما أنك لن تسمع بعد اليوم رنة "الماسنجر" الساحرة وهي تنبهك لتلقيك رسالة أو غيرها.

بالنسبة لي أرى أن اختفاء الانترنت من حياتك سيجعلك أكثر صحة نفسية وسيكون سببا في استعادة الدفء لروحك وبدنك وسيجعلك أكثر قربا مع من هم حولك.
فضلا عن أنك ستكون أكثر هدوئا وأقل تشتتا وتركيزا وستعيد تنشيط هواياتك ومهاراتك.
وقد يصعب عليك إضاعة وقتك من غير إنجاز يشغلك.
ستجد وقتا أكثر لتفهم نفسك وتفهم الآخرين حولك ، وستكون أكثر صلابة في اتخاذ قراراتك والحفاظ عليها.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author

لا الدنيا أقبلت إليّ ولا الزمانُ أدبر