تقليدي أم عن حب ؟! آفاق حياة

لا زال هناك سكينة زوجية يبحث عنها كل من يريد دفء العائلة واستقرار الحياة .. وقد قال تعالى:" ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها" إنك لا تسكن بها فليست فندقا ولا معها فليست صاحبة بل سكون كل منهما للآخر فهو هدوء النفس واستقرارها، بيد أن الزواج هو حل ما بين رهبانية تقهر النفس وإباحية غوغائية البناء ...

 

  وأمام هذا كله يبدو السائل القائم: هل أتزوج عن حب أم بزواج العادات والتقاليد؟ أي مؤسسة هي الأنجح؟ جامعات أم صالونات؟ 

 

قبل هذا الإطار لا بد أن أبين الموقف الشرعي حتى لا يكون عقبة عن التفكير في حل لهذا السؤال حيث أن الحب في ذاته شعور لا يلحق به حل أو حرمة إلا ما جاء عنه أو تسبب به، ففرق بين من يتعرض للحب أو يعرض نفسه للحب، فرق بين من يقف يريد الحب أو من يطرأ له دون فكر وإن تم فالنبي-صلى الله عليه وسلم- قال: "لم ير للمتحابين مثل النكاح" رواه ابن ماجه بسند صحيح، وإذا وقع الشعور هذا فليس عليه أو له أن يكون في الطرق الخلفية أو أماكن الريبة بل كما حدد النبي-صلى الله عليه وسلم- الزواج فما الحب الشريف إلا دقتان: في القلب ثم على باب بيت المطلوب.

 

فإذا تجاوزنا هذا عرفنا أن السؤال عن حب أو صالونات كان سببه اقتحام حياة لا معقولة عندنا نهايتها واحدة فأنت في الزواج عن حب سينتهي بك المطاف لنفس الجلسة التي ستجلسها في الصالون وتتزوج في الحلين بذات الطريقة، لكن لم برز هذا السؤال؟ حقيقة إن الميول الفطرية في تصنع كل شخص للآخر تعمدا أو في باب اللاشعور الذي يبرزه كل إنسان للآخر خاصة بين الجنسين فالزواج عن حب أصبح محفوفا بالمخاطر لأنه لا يأخذ الشكل العقلاني، ويغلب عليه عدم الواقعية والمصارحة لذلك فإنه لا زال تحت علامات الإستفهام. 

 

فما الحل؟ الحل أن لا تفكر ابتداء كيف أتزوج عن حب أو عن صالون ...أو غيره بل فكر بالزواج ذاته ما تريد منه وما الطريق الموصل لك به بل حتى إن النبي-صلى الله عليه وسلم- حينما أشار بقوله: "من ترضون دينه وخلقه" يريد الإشارة أن الخلق لا يغني عن دين والدين والتعبد لا يصلح للحياة دون خلق والتكامل بينهما هام لأن صاحب الدين إذا أحب زوجه ملكها ولكن إن لم يحبها لم يظلمها، وصاحب الخلق ينحني حلما ورحمة ولا يدفعه حسن خلق إلا إلى التجمل في لغته وكلمه ومعاملته.

 

فإن نهاية الموضوع أنه من الخطأ وضع فرضية مسبقة في خطط الزواج والاستقرار أو أن تمشي وراء نزوات أو شهوات أو عواطف دون تمعن كذلك 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
مارس ٢٤, ٢٠٢١, ١١:٣١ ص - Mohammad Saidawi
مارس ١٨, ٢٠٢١, ١٢:٣١ ص - eng.Ayah bs
مارس ٨, ٢٠٢١, ٦:٠٦ م - Amal ahmad
About Author