جزء من كتابي "ها أنذا أتكلم"

ما هو الوقت يا ترى ، كيف لي مواكبته بينما يجري بثوان وأجزائها ... العالم أصبح مكان موحشا بالنسبة لي ...

أو بالأحرى هو منذ نشأته وهو بهذا الشكل لا يأبه للمخلوقات فوق أرضه....لا تستطيع تغيير الماضي لأنه مضى ولا المستقبل لأنه لم يأت بعد ، أما الحاضر فأنت لا تستطيع تغييره في اللحظة التي تقرأ فيها هاته الكلمات... إلا أنك قادر على خداع القدر و الحظ و توقيف الزمن عن طريق وضع حد لحياتك..... تمادت هذه الأفكار في دواخلي،  في الحقيقة لم تكن كذلك منذ البداية إنها تتسرب شيئا فشيئا حتى تنفجر ، آمل ألا أصل إلى ذاك الحضيض ، فإن وصلته سأعلن نهايتي ، و ها أنذا في حرب مع ذواخلي ، في كل ذرة من جسدي رأي و موقف والصراخ بينهم يعلوا ليثقل دماغي الذي يكاد يستوعب شيء حتى يتراكم عليه كل شيء، الآن أنا مسطح تماما،  حتى الكلمات أكتبها بشقاء كبير لأنها لا تريد الخروج من رأسي ، لقد سكنته واستقرت هناك وهي عاجزة بالكامل عن الخروج لولا اصرار يدي اللتان تكتبان بمرارة ما يحدث في الداخل، أنا فقط أردت أن أكون حرة فقط لا غير..... لكن، لكل شيء ثمن ، وأنا دفعت ثمن شيء لم أحصل عليه بل سلب مني شيء آخر أهم مما أريده لقد خسرت نفسي.... الآن أنا مجرد أشلاء ممتلئة بعمر الخامسة والعشرين و بعقل عجوز شهداء وكأني عشت الدهر كله و مررت بتجربات لم تنسى من ذاكرتي ، يقولون لي الناس في سني هاد هم الأكثر حظا لأنهم ناضجون وفي نفس الوقت مفعمون بالشبابية،  أما انا فمنذ أن ولدت وانا أفكر بفضول في كل شيء يقال بأن الفضول يقتل القطط ، لكنني لست قطة فأنا لا زلت على قيد الحياة ، لا بأس سأكون بخير فأنا جبانة ولست شجاعة كفاية لأتمم ما بدأته ، لكنني أحاول ولا زلت أحاول حتى نهاية الأمر ، احلامي هو أن أموت من التعب بدلا من أن أموت من الملل. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author