ربان السفينة والصياد نضال:

ربان السفينة والصياد نضال: 

عاد  الصياد نضال المحبوب فلسطيني الأصل  بعد اختفائه أربع سنوات في مدينة بعيدة ، بعد أن غرق في المياه الكثيفة ، وما أن اقتربت سفينة منه بعد غرقه ساعات لإنقاذه ، وحين وصل إلى مدينة ثانية لا يعرفها،  تم توقيفه من قبل الشرطة ولكنه لم يتذكر شيئا ألا أن  الشرطة رمته في سجن إسرائيل لا يعرف أحد شيئا عنه ،  ألقى نضال نظرة من بعيد على الناس ،  وأحن إلى الماضي و ذكريات حنين إلى أهله وسكتت ، ونظر إلى كل من حوله ، وقال ما الذي أتى بي إلى هنا صياداً كنت أنا في قرية صغيرة في فلسطين أنا لا أعرف ماذا حل بي غير أني أعرف أن السفينة التي كنت بها مالت ولا أتذكر شيئا بعدها .

انتصار تلك الصبية التي كانت تلعب معه في حديقة أمه  وحبيبته ، قالت أخفيت عنا وجهك أربعة سنوات ومنذ أربعة سنوات ونحن نتلهف لسماع صوتك ونظراتك التي كانت محملة بمعان كثيرة تجعلني أبحث عن تفسيرها  ، ثم أجاب لها قائلاً :  أنا أحب وطني ولكن هناك لحظات تحمل فراق صعب ولكنه قدر وربما نحن لم نبتعد عن بعضنا البعض .

ونظر نضال إلى الناس شبابا وصبايا والذين تبدو عليهم نظرة الغريب ورأى على وجوههم وجوه متعددة ومشاعر مؤلمة وفي عينيهم  ونظراتهم إليه أسئلة كثيرة .

فقال أحدهم: لقد خيبت أملنا ورغباتنا خيبة مريرة  ونرجو منك  فضلاً أن  تكشف عنك  لنا ماذا حدث لك وتتحدث لنا عن أحزانك وأوجاعك ، وأن أصعب إحساس أن تكتم أحزانك ، ولم تمحو من ذاكرتك الأحداث السيئة في السجن .

قال : الحياة عميقة غامضة وكثيراً من الظلم وقليلاً من الثقة ،  وانقطع عن الكلام وسري ورحب  عن حضور الجميع ما كانوا فيه من هم وضيق .

وكان منه أن تركهم وسلك الطريق الذي كان يقود رأسه إلى حديقته التي كانت من قبل حديقة أمه وأبيه وكان هناك أولئك الذين سيأتون من بعده ورأى بألم وحزن أنها مقره الوحيد ، وأنه وحيد فيها إذ لم يبق أحد من أقاربه يحتفل بقدومه ويرجبون به مأدبة الترحيب به على طريقة أهله .

إلا أن أصدقاءه نصحوه قائلاً:  دع  الماضي وأبدا الحاضر وتابع طريقك في الحياة وتحمل ، وقفل حوارهم لأنهم كانوا يعرفون في أمره أنه كان مظلوماً وفقد وعيه ، ولكن انتصار وحدها  كانت تتبعه في كل مكان وبحذر شديد وفيها تتوق ذكرياتها معه  ولم تقل شيئاً ، إلا أنها مشت في طريقها وسيرها نحو بيتها الخاص وفي الحديقة و بكت ولم تدر لم تبكي .

وجاء نضال ولقي حديقة أمه وأبيه ودخلها وأغلق بوابتها بحيث لا يستطيع أحد أن يلجأ أي أحد  بعده  وأقام أسبوع كامل ووحده في ذلك المنزل وتلك الحديقة ولم يفد به أحد إذ كانت مقفلة والكل يعرفون أنه وحيد .

عندما انتهت الأيام  أسبوع بلياليها فتح نضال البوابة وأصبح مستطاع الناس أن يدخلوا .

وجاء أصدقاءه ليقيموا معه في الحديقة منهم من كان  أصدقاءه في اللعب أيام كانوا صغاراً ومنهم من كانوا معه في بحارة من سفينته .

وذات صباح جلس أصدقاءه حوله وكانت عيناه  مليئة بالحقد والكراهية وذكريات بعيدة وأول من خاطبه كان يدعى منتصر حدثنا يا نضال عن المدينة التي كنت بها وعن تلك الأرض التي قمت بها تلك أربعة سنوات .

بقي نضال صامتاً وألقى ببصره بعيداً وبدأ في صمته مشحونا بصراع داخلي ثم قال يا أصدقائي و يا رفاق دربي جميعنا سجناء ولكن بعضنا في سجون بدون نوافذ .

 

وقال أحدهم حدثنا عن هذا الذي يدور في رأسك الآن فنظر إلى مخاطبه وقال عندما تكون عندما تكون صامتا مصغيا إلى ذاتك يستطيع الأنسان أن يتفكر في كل ما يحيط به وأن يعرف  ويحاول بداية كل شيء في نهايته .

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author

https://wp.me/pcIuIv-1N