رواية الموقع القاتل (الجزء الثاني)

تحرك سمير مسرعا للخارج ووجد امامه الكثير من المارين فقال إلى النادل:

-هل تعرفه؟ 

-لا انها المرة الاولى التي اراه فيها

-وما هي ملامحه؟

-يرتدى نظارة سوداء وقميص رمادي. 

 

فأسرع سمير يبحث حول المكان عن هذه المواصفات دون فائدة وبعد ذلك عاد إلى مكتبه يفكر في تلك الاحداث ويسأل نفسه ويبحث عن اجابة

السؤال الأول هل اس بريء؟ ام مذنب؟!

ما جعلنا نشك ب اس هو ذلك الحرف الذى كان بجوار الجثة وهذا ما ورطه بالأمر، اذن الاحتمال الاكبر هو ان اس حقا برئ، وهذه القضية ملفقة له لتشتيت الشرطة وصرف انتباهها على القاتل. 

 

السؤال الثاني مَن الذى سرق الحقيبة ولفقها ل اس؟

يبدو انه احد زبائن المقهى وسمع المحادثة وراقب والد سلمى وسرق الحقيبة، المشكلة تكمن فى ان عدد الزبائن كثير. 

 

وفى صباح اليوم التالي كانت اجازة الضابط سمير واستيقظ في وقت متأخر وتناول الفطور وجلس يفكر في تلك القضية واثناء تناوله بعض الفاكهة سمع رنين جرس شقته وذهب ليرى مَن هذا الشخص، وعندما فتح الباب وجد أمامه مدير فريق كرة السلة والد فريدة فرحب به سمير واحضر له عصير وبدا يسمع سبب هذه الزيارة فقال والد فريدة:

-الحقيقة اخذت عنوانك من مكتب الشرطة عندما سمعت ان اليوم اجازتك واعتذر عن الازعاج.

-لا تقل هذا، اخبرني بسبب الزيارة.

-الحقيقة التي أخفيتها هي ان خطيب ابنتي فريده لم ينتحر

-لم ينتحر؟!

-نعم، فقد كان كل شيء مثل الانتحار وهذا ما ظنناه انا وفريدة حتى وجدت ورقة مرسوم عليها حرف اس وادركت انها جريمة من فعل صاحب الموقع فخبئت الورقة لأنى خشيت ان تعلم فريدة وتبلغ الشرطة وعندها قد تكون ضحية اس القادمة وبعد ذلك سقطت الورقة منى ورأتها فريدة فأخبرتها بالأمر.

-وماذا فعلت فريدة؟

-تواصلت مع اس وبعد فترة قالت لى انه بريء ولم يكن القاتل.

-وكيف تأكدت من هذا؟!

-لم تخبرني وقالت انه سر.

-حسنا هل يمكنني التحدث معها عن هذا الامر الآن؟

-نعم يمكنك فلتأتي معي بسيارتي. 

 

واثناء سيرهما بالسيارة كان هناك سؤال يدور برأس الضابط سمير وهو ما سر افصاح والد فريدة عن هذا الامر؟! وبعد قليل وصلا إلى المنزل، وكانت فريدة بالحديقة تقرأ إحدى الروايات البوليسية واثناء القراءة قالت:

-يبدو يا ابى انك لم تأتى بمفردك واصطحبت معك الضابط؛

ثم أدرت وجهها ووجدتهما أمامها فقال الضابط سمير بتعجب:

-كيف علمتي انه انا على الرغم من اننا كنا خلفك؟

-من رائحة عطرك، فلدى حاسة شم وذاكرة مميزة.

-وماذا بظنك سبب الزيارة؟

-يبدو من ارتباك والدى انه حكى امر سر وفاة خطيبي.

-تبدين ذكية اكثر من اللازم.

-هذه الحقيقة فلدى نظرة ثاقبة ورأي خاص عن كل شخص

-غريب.

-وما الغريب؟

-هذا عكس رأي شهاب فقد أخبرني انه صديق فقط لسلمى وان خيالك واسع. 

 

ضحكت فريدة وقالت:

-ان اكثر ما يخيف الناس الذين يخفون امورا هو أمثالي من يقرأ افكارهم ويشعر بخباياهم.

-هناك سؤال واحد اريد منك الاجابة عليه.

-سأجيب قبل ان تسال، لقد تواصلت مع اس بشخصية وهمية وطلبت منه قتل شخصا ما مقابل مبلغ كبير فرفض وقال ان هذا الموقع للسخرية فقط ومساعدة الفتيات المراهقات وعندها ادركت ان هناك شخص يلفق التهمه إليه.

-ومَن الذى طلبتي منه قتله؟

-تحدثت بشخصية وهمية وطلبت منه قتلى انا.

-هل اس سخر من شخصا ما بالنادي؟

-نعم، انه اسماعيل هو أول ضحايا الموقع.

-هذا يعني ان بينه وبين اس عداوة.

-نعم، هذا مؤكد فقد سخرت منه بعض الفتيات كونه اول شخص وكان السبب في شهرة هذه الموقع واثبات مصداقيته.

-هذا يعني ان كل مَن بالنادي يعلمون هذا؟

-نعم، ونصيحة إذا وجدت سلاح الجريمة ستصل إلى اس.

-حسنا هذا يكفى شكرا لكِ. 

 

عاد الضابط سمير إلى منزله وبقي يفكر في شخصية اسماعيل وعلى ما يبدو انه شخص يؤذى من حوله وهدفه اغاظة الاخريين فاذا تعرض للإحراج مثل ما فعله اس معه

كيف سيفكر؟ ربما الانتقام من اس عن طريق كشف هويته وأذيته والسخرية منه ولكن لماذا قُتل اسماعيل؟

هل اس قابله وحدث نزاع فقتله اس؟ ام هناك شخص يستغل ما يحدث لتوريط اس؟! 

 

ثم سمع رنين جرس شقته وتوجه إلى الباب فلم يجد احد واثناء اغلاقه باب الشقة وجد بالأسفل طرد فأخذه واغلق الباب وفتح الطرد وكان هناك رسالة "اس هو القاتل، وهذا الدليل"

وفتح المغلف وكان بداخلها سكين وعليها دماء فقال سمير فى نفسه وأخيرا وجدت سلاح الجريمة ولكن مَن أرسله؟ ولماذا الآن؟ وعلى الفور ارسله للمعمل الجنائي وانتظر نتيجة الفحص. 

 

وكانت النتيجة كتالي:

الدماء الموجودة على السكين تعود للضحية اسماعيل،

وتم مطابقة السكين مع الجرح،

وهناك بصمة واحده على السكين وهى تطابق بصمات شهاب

وتم اصدار امر بالقبض عليه على الفور. 

 

كان شهاب جالسا بالمقهى واذ يتفاجأ بالقبض عليه بتهمة القتل وعلى انه اس الشخص المجهول، وكان شهاب متفاجئ للغاية وانكر التهمة وبعد تأكده من ان بصماته على السكين قال إلى الضابط سمير:

-انا بريء، انت تحقق مع الشخص الخطأ.

-يكفى بصماتك على سلاح الجريمة.

-هذه السكين موجوده بالمطبخ المجاور لغرفة الاستراحة بالنادي نستخدمها في تقطيع الطعام والفاكهة وهناك اكثر من سكين، ولعل احدهم سرقها بعد استخدامي لها وقام بالجريمة واراد توريطي.

-أين كنت وقت ارتكاب الجريمة عند الساعة العاشرة مساءا؟

-كنت نائم بشقتي كما اخبرتك من قبل.

-لا يوجد دليل على هذا.

-وما ذنبي بهذا، لم اعلم ان وقتها ستحدث جريمة.

-انت تذهب إلى المقهى كل يوم فى هذا الوقت تقريبا، كيف تنام فجأة وقت الجريمة؟ 

 

بقي شهاب صامت فقال سمير:

-سيتم نقلك إلى الحجز الان.

-حسنا حسنا سأخبرك اين كنت.

أخرج شهاب هاتفه وجعل سمير يقرأ رسالة وصلته قبل الجريمة:

"انا اعلم سرك انت وسلمى لذا لا تذهب إلى المقهى اليوم وانتظرني حتى آتى إلى منزلك في العاشرة مساءا"

فقال سمير:

-وما هذا السر؟

-ألن تكتبه بالتحقيق؟

-اطمئن.

-انا وسلمى إخوة.

-كيف؟

رواية الموقع القاتل الجزء الثالث

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author