رواية ضحية الأصدقاء (الجزء الثالث)

عند ركوب سيارة عمرو، قالت عالية:

- ما هذه الأسئلة يا عمرو؟

- أي أسئلة؟ لا أفهم.

- حقا لا تفهم؟ ما شأنك أنت من تزوج أو لا؟ ويبدو أنك كنت مقرب من سهام في الماضي؟

- هل تمزحين؟ سهام زميلتي وحديثي معها كزميلة ورباب زميلتك وصديقتك وقد حاولت الوفاق بيننا في الماضي، فليس بيني وبينها أية علاقة سوى للقرب منك.

- ولمَ يبدو من نظراتكم وتبادل الكلام أن هناك مشاعر بينكم؟

- تقصدين سهام؟ لقد عرفت سهام قبلك وكانت أمامي لو كنت أرغب بالزواج منها لما تقدمت إليك.

- حسنا ولكن أحذر ربما هذا الكلام بالنسبة لك.

- وما يهمك هو أنا، لا علاقة لي بمشاعر غيري.

- أخبرك فقط أنك تحفظ حدودك في التعامل.

- أنا أعلم حدودي جيدا، اعلميها أنتِ أولا.

- ماذا تقصد؟ متى تعديت حدودي؟

- تعلمين قصدي.

- لم أكن أعلم بمجيء مدحت في تلك المرة، متى ستصدق؟

- لا يهم، ولكن احذري.

غضبت منه ثم قالت: سأفتح هذه الهدية لأرى ما بها.

وجدت ساعة يد أعجبتها كثيرا ولم تلحظ الخاتم حتى وقع منها، فشعرت ان هناك شيء وقع فبحثت حولها ووجدت خاتم في قمة الجمال ويبدو غالي الثمن، لم تصدق عالية وتعجبت من هذه الهدية باهظة الثمن ولبست الخاتم وقد أعجبها ويبدو ساحر في يديها، فقال عمرو:

- ما كل هذا؟ ما سبب هذه الهدايا.

- لا أعلم، هذه صديقتك ويبدو أنها تريد أن تتباهى بهديتها هذه، كم هي ماكرة حقا، لا ارتاح لها أبدا.

- هذا بدل أن تشكريها؟ تعملين بشركتها قبلت هديتها الثمينة ثم تقولين هذا، منذ متى وأنت ناكرة الجميل؟ الغيرة عمت عينيك.

- كفى هذا الكلام وسأقوم بإعادة هذه الهدية لها.

- فقد قبلتيها بالفعل لا يجوز إعادتها، من الممكن أن تهديها شيء مثله.

- لا أريد أشتري لها شيء، إن استطاعت سأشتري لها أسوار لحبسها بالسجن.

ضحك عمرو وقال: الغيرة ستحرق قلبك. 

وظل شجار الغيرة لا ينتهي بينهم حتى وصلوا منزل ماجدة والدة عالية، عند عودت عالية لتأخذ ابنتها سألت والدتها: 

- هل عذبتك ميرنا؟

- ماذا تقولين؟ هي جميلة جدا وتسليني كثيرا.

ابتسمت عالية وشعرت براحة تجاه ابنتها، وحينما أرادت أن تأخذها، قالت ميرنا:

- أمي، لقد انتظرتك طويلا.

- أعذريني ابنتي، هيا نذهب.

أمسكت عالية بميرنا ولكن ميرنا صرخت وتركت يديها، قالت عالية:

- ماذا هناك يا ميرنا؟

- لقد شعرت بشوك في يدي.

- ماذا؟ ربما خُيل لكِ، هيا أعطيني يديكِ؛ وأمسكت يديها مرة أخرى.

- لا، لا أستطيع مسك يديك؛ وأسرعت تجاه جدتها.

قالت عالية بعنف:

- ماذا هناك يا بنت؟

قالت ماجدة والدة عالية:

- عامليها بلطف يا ميرنا، لا تجعلي إرهاق العمل يضيق صدرك مع ابنتك.

- ألا تسمعين ماذا تقول؟

- ربما أمسكتها بشدة.

- لا أمسكتها كالمعتاد.

- لا عليك، سأذهب معك لتوصيلها للأسفل، أليس عمرو بالأسفل؟

- نعم، يا أمي، ولكن ما الغريب بهذه البنت؟

- لا شيء غريب ولكن يبدو أنكِ متوترة ولا تستطيعين التعامل معها، فقط ارتاحي وعامليها بلطف.

- حسنا، لنرى، هيا يا ميرنا تعالي مع جدتك.

أمسكت الجدة ميرنا ولم تعلق ميرنا وأوصلتها للأسفل ثم صعدت للأعلى، تضايقت عالية من تصرف ميرنا وشعرت بشيء غريب بابنتها ولا تعلم ماذا هناك؟! لاحظ عمرو ملامح عالية وسألها: ماذا هناك؟ فأجابته: لا شيء.

شعرت عالية أنه لا جدوى من أن تحكي ما حدث فربما أخبرها عمرو بترك العمل وهي ترتاح أن تعمل.

حاولت عالية أن تمسك يد ميرنا مجددا عند النزول من السيارة ولكن برفق شديد والعجيب أنها صرخت بوجهها عاليا وركضت تجاه أبيها، فتعجبت عالية ولم تفهم شيئا، ظن عمرو أن عالية ربما وبخت ميرنا لذلك تركتها غضبا منها، حاولت عالية تجنب لمس ميرنا حتى لا تصرخ بوجهها مجددا، فسرت عالية ما حدث أنه ربما ميرنا غاضبة بسبب ترك عالية لها فترة طويلة بعيدا عنها وهذا غير معتاد بالنسبة لها، وربما لاحقا ستعتاد الأمر ويعود كل شيء لطبيعته.

قامت عالية بالراحة قليلا ثم بدأت في تحضير الطعام ولكن لم ترغب بميرنا بتذوق الطعام ورمت الطبق على الارض، لم تتحمل عالية تصرفات ميرنا المزعجة ووبختها بعنف شديد، فقام عمرو باحتضان ابنته وقال إلى عالية:

- لماذا تعاملين ابنتك هكذا؟ 

- ألا ترى تصرفها؟

نظر عمرو إلى ميرنا وقال:

- لماذا فعلتي هذا يا ميرنا؟

- أشعر بشيء يخنق عنقي، وأريد البكاء.

- حسنا، اهدئي قليلا.

بدا عمرو بالأكل وشعر بطعمه السيء ثم قال:

- ما هذا لقد أحرقتِ الطعام.

- لا فهو طبيعي.

- حسنا، كليه وحدك، البيت أصبح لا يحتمل.

خرج عمرو ومعه ميرنا ليأكلون خارج المنزل، أما عالية أكلت دون أن تشعر بأي طعم غريب، ظلت تبكي ولا تعلم ماذا يحدث، ذهبت للنوم لتنسى ما حدث، وعندما جاء عمرو نام عمرو وميرنا بالغرفة الأخرى، واستيقظت عالية فجأة أثناء الليل وسمعت أصوات تطلع على السلم ولكن لا يوجد سلم بالمنزل، ثم قالت: يبدو أني أتخيل؛ فسمعت صوت فتح الباب فأغمضت عينيها وقالت في نفسها: ربما عمرو جاء ليعتذر مني، فسأنتظر يأتي لمصالحتي.

انتظرت كثيرا ولم يأتي ليوقظها أحد فأدارت وجهها لترى من فتح الباب فرأت الغرفة فارغة والباب مغلق، فتعجبت وأكملت نومها، استيقظت عالية ووجدت ألوان على يديها وبجوارها لعبة ميرنا، ضحكت وقالت: هل كانت ميرنا من تعبث بغرفتي وتلون يدي.

استيقظت وذهبت لتحضن ميرنا ولكن ميرنا نفرت منها وصرخت وقالت: 

- الشوك، انتِ تشوكي جسدي كله، ابتعدي عني.

- شوك ماذا؟ ميرنا ألم تأتي غرفتي وترسمين على يدي.

- لا أنا أخاف الظلام، كيف سآتي غرفتك وحدي؟

- نعم، لديك حق، إذن ما هذا؟!

رواية ضحية الأصدقاء الجزء الرابع....

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author