رواية عودة مصاص الدماء (الجزء الثالث)

واثناء سيرهم اوقفتهم امرأة عجوز وكانت حالتها مشفقة وقالت وهى تنظر إلى نجوى:

-هل يمكنكم توصيلي إلى المدينة، لقد أضعت الطريق.

-نعم، تفضلي.

وبعد أن تحركت نجوى بالسيارة مرة اخرى قالت العجوز:

-هل سمعتم بما يحدث في المدينة؟

-نعم، جرائم غير مفهومة.

-يبدو انهم مصاصين الدماء.

نظرت نجوى نحو حازم وقالت بصوت خافت:

-انها تعلم بالقصة مثل الضحيتين.

فهز حازم رأسه موافقا على كلامها حتى سمعا المرأة العجوز تقول:

-انا ابحث عن عمل ك خادمة مقابل السكن والطعام، هل يمكنني العمل عندك ايتها الحسناء؟

-حسنا يمكنك.

وقالت إلى حازم بصوت خافت:

-هذا جيد هكذا سأحميها وان ظهر سأتخلص منه. 

 

عادت نجوى إلى المنزل مع تلك المرأة واخبرتها انها تعيش هنا بمفردها لان والدتها رفضت العودة معها من الخارج فقالت المرأة:

-تبدين متعبة، سأعد لكِ العصير.

وعادت بعد قليل ووضعت العصير امام نجوى لتشربه بينما كانت نجوى شاردة الذهن وتفكر عن رابط اخر يربط بين الضحيتين، فكيف يعلم مصاص الدماء بأنهما كانا على علم بالقصة؟!

فنهضت لتذهب مرة اخرى الى والدة الفتاة الضحية الاولى وهنا قالت المرأة العجوز:

-اشربي العصير اولا قبل خروجك.

-شكرا على تعبك، يجب الذهاب الان، اشربيه أنتى.

وبعد ان انصرفت نجوى قامت الخادمة العجوز بسكب العصير وعلامات وجهها اصبحت غاضبة. 

 

عادت نجوى لوالدة الفتاة الضحية الاولى وحاولت سؤالها عن الجامعة التي كانت تدرس بها لعلها نفس الجامعة التي درس بها رامز وبعد سؤال العديد من الاسئلة وجدت انه لا رابط بين الفتاة ورامز وعندما همت بالانصراف وجدت والدة الفتاة تسألها عن حازم:

-لماذا لم يأتي حازم هذه المرة؟

-وكيف عرفتي باسمه؟! اذكر انى مَن تحدث إليكِ بصفتي طبيبة اما هو كان صامت.

-الحقيقة ان حازم وابنتي كانا اصدقاء بنادي للرياضة، وعندما لاحظت تجاهله لي وانكِ خطيبته ادركت الا علي تذكره امامك.

-ألم تقولي أصدقاء؟ لما تخفي الامر؟

-الحقيقة كان ينوى خطبتها ولسبب ما لم يكتمل الأمر.

-حسنا فهمت. 

 

انصرفت نجوى من المنزل وهى تفكر في هذا الحديث

هناك رابط اخر بين الضحيتين وهو حازم، هل هو مصاص الدماء؟ وهل لأنى خطيبته لم يقتلني؟ كيف استطيع احراقه إن كان هو؟! لا لن استطيع،

لا ليس هو فهو يمشي تحت اشعة الشمس يبدو أن عقلي سرح أكثر من اللازم،

ماذا لو كان هو ضحية اليوم وليست تلك الخادمة العجوز؟!

وقبل ان يحل الليل بساعة اتصلت نجوى بحازم وقالت له:-فلتأتي في الحال إلى المنزل.

توجه حازم إليها بعد نصف ساعة وقال:

-ما الامر؟

-الحقيقة اود ان تبقى هذه الليلة هنا ولا تقلق فالخادمة موجوده.

-لماذا؟

-اشعر وكأن مصاص الدماء سيأتي هنا هذه الليلة.

-بسبب الخادمة العجوز التي تعلم بالقصة؟

-نعم، واحضرت الجاز والكبريت لإحراق الشقة عند ظهوره. 

 

وجاءت الخادمة ومعها العصير وقالت:

-اشربوا هذا.

-أنا لم اطلب عصير منكِ، فانا بحاجة إلى فنجان قهوة وانت يا حازم ماذا تريد؟

-قهوة ايضا.

وبدأ الليل يعم المكان وفجأة بدأ حاجب احدهما يرتفع لأعلى وبدأت الانياب تخرج من فم احدهما لا إرادي وقال حازم:

-نجوى؟! أنتى.. أنتى مصاصة دماء؟!!!

وفى تلك اللحظة كانت نجوى في حالة نسيان هويتها ولا تسمع ولا ترى سوى فريسة وحاول حازم الابتعاد ولكن سرعة وقوة نجوى لا مجال لمنافستها في تلك الحالة، وقبل ان تنقض عليه منعتها تلك الخادمة العجوز بنفس القوة ونفس السرعة لتحمي حازم، وامسكت الخادمة ايديها وقالت:

-حازم اسكب ذلك العصير بفمها.

وبعد ان شربت نجوى عادت الى طبيعتها ثم وضعت الخادمة قلادة على رقبة نجوى وبعد ان افاقت نجوى قالت:

-ما الامر؟ لما تنظرون إلى هكذا؟

قال حازم:

-أنتى مصاصة الدماء يا نجوى التي نبحث عنها.

-ماذا تقول؟!!! 

 

ثم بدأت الخادمة العجوز بالحديث بعد زالت وجه التنكر وكانت فتاة حسناء شابة وقالت:

-الحقيقة هي أني والدة نجوى وانا مصاصة دماء ومهارتي الفريدة بإلقاء التعاويذ، وعائلتي احترقت بأكملها في المدينة المحظورة وقبل ان يحترق زعيم مصاصين الدماء القى تعويذة ليبقى خادمه بالمنطقة وهذا الخادم هو شبح منتظر ظهور مصاص دماء لعودة مصاصين الدماء ان بقي ناجي،

انا الوحيدة التي هربت من الحريق وسافرت للخارج وألقيت تعويذة على قلادة لتمنع ظهوري كمصاصة دماء وقت الليل؛ وهنا قالت نجوى:

-وكيف لم تحترقي من الشمس؟

-لأن الوحيدة من بينهم التي والدها بشري لذلك ورثت طبيعة الاثنين، وعشت بالخارج وعشت سنوات وحيدة حتى قابلت والدك وأحببته وأخفيت عنه حقيقتي، وبعد ان تزوجت بوالدك وأنجبتك لاحظت انكِ ورثتي مني طبيعتي، كما لاحظ زوجي عدم ظهور علامات تقدم العمر على وجهى لذلك فكرت بقناع لتكبر ملامحي، وكانت مشكلتي عند اتمامك سن العاشرة لأن حينها تبدأ حالة مصاص الدماء في الظهور ففكرت بتعويذة لحمايتك،

أنتى توقف شبابك عند سن العشرين وعمرك اكثر من مائة عام لذلك كل مدة القى عليكِ تعويذة لتفقدي الذاكرة وهذا كل عشر سنوات وتلك القلادة التي اهديتها لكِ ستوقف حالة مصاص الدماء بداخلك وكأنك بشرية كاملة وهكذا أيضا ستحجب شعور شبح الزعيم بكِ، ويبدو انكِ فقدتي القلادة وشعر الشبح بكِ واستطاع الشبح فك التعويذة من عليكِ وعند سماعي بعودتهم جئت مسرعة لان سرعتنا اسرع من الطائرة وترقبت لحظة ظهورك.

-هذا يعني انى حقا مصاصة دماء؟!

-نعم والان يجب الا تنزعي تلك القلادة.

ثم ألقت والدة نجوى تعويذة ليفقد حازم ذاكرته ونجوى من هذا الحديث وشربا عصير به منوم واعادت والدة نجوى حازم إلى منزله ثم توجهت إلى المنطقة المهجورة. 

 

وظهر المنزل الغريب من وسط الظلام وقابلت والدة نجوى ذلك الشبح الخادم وقالت:

-انت شبح الزعيم إذاَ الذى تنكر بهيئة امرأة عجوز وجعلت ابنتي ترسم اللوحة.

-نعم، ويجب عليكِ العودة إلينا أنتى وابنتك لننتقم من البلدة بأكملها وإلا سأقتلكما.

-لن تخيفيني بسبب تلك القلادة التي تحميني واذا لامستني ستحترق. 

 

ثم قامت بالإمساك بالألوان المسحورة واحرقتها كما احرقت اللوحة والمنزل وقال الخادم الشبح:

-ستندمين على خيانتنا؛ ثم تبخر في الهواء. 

 

وفى الصباح استيقظت نجوى ووجدت والدتها بعد ان وضعت ماسك لتكبر قليلا امام ابنتها وقالت نجوى:

-أمي انها مفاجأة ان تأتي.

-يجب العودة معي إلى الخارج وهذا قرار نهائي.

-اين حازم والخادمة؟! لقد كانوا هنا.

-لقد انصرف حازم عند عودتي كما رحلت الخادمة.

-امي لن اسافر معكِ، انا اشعر وكأنى بمدينتي، لن اسافر.

-هذا قرار نهائي، ليس فيه نقاش.

-وماذا عن خطيبي؟! لن اتركه يا أمي، انا أحبه وأبحث عن الأستقرار.

-هل هذا قرارك الأخير؟ 

-نعم، والأفضل أن تبقي هنا معنا.

-حسنا، لا تنزعي تلك القلادة حتى الموت، تعديني بذلك؟

-اعدك، ولكن كيف عثرتي عليها؟ لقد اضعتها وخشيت ان تغضبي.

-لا تنزعيها تذكري هذا، وهذا الكريم ضعيه كل مساء، انه كريم الشباب الدائم. 

 

وبعد ذلك توقفت اخبار تلك الجرائم وقال الناس يبدو انهم احترقوا مرة اخرى

وبعد عام تزوجت نجوى من حازم وانجبا طفل جميل وكانت مهارته جيدة بلعب كرة القدم، وبعد أن أصبح عمره عشر سنوات جاءته رسالة على الهاتف مضمونها

"لقد سمعنا بأنك لاعب كرة محترف، انضم إلينا بمباراة بالقرب من المنطقة المهجورة" 

وبعد ذلك عادت تلك الحوادث مرة اخرى الغريبة.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author