رِسنُ ولِجام

 لَا أَعْلَمُ مَاذَا اُكْتُب ؟ ! 

وَلِمَاذَا اُكْتُب ! ؟ 

 

وَلَكِنِّي أَجِدُنِي مستنجدة بِالْقَلَم حِين اُحْتُضِر بَيْن فكين شُعُور يلوكني بِلِسَان آلَمَه يَمِينًا وَيَسَارًا ويبصقني بَعْدَ أَنْ يَمْتَصّ بَقَايَا طَاقَتَي ويتركني غَيْرَ صَالِحَةٍ لِتَنَاوُل شُعُور آخَر ! ! ! 

 

حِصَانٌ وَلَد بِلِجَام وشكيمة بين فَكَّيْه وَرَسَن يُرْبَط مِنْهُ فِي زَاوِيَةِ مِنْ زَوَايَا الْحَيَاةِ لَا مساحات لَدَيْه سِوَى حُدُود بَصَرِه وإنطلاق رُوحَه بأفلاك بَعِيدَةٍ عَنْ جَسَدِهِ ! ! 

 

كَانَ هُنَاكَ شُعُور فِي أَعْمَاقِه مَا إنْ يَغْمُض عَيْنَيْه حَتَّى يَأْخُذَهُ لِعَالِم لَا حُدُودٌ لرحابتة وَلَا قُيُود وَلَا حَواجِز تَمْنَعُهُ عَنْ الِانْطِلَاقِ فِي أَيِّ اتِّجَاهٌ هُو يَخْتَارُه كَانَ ذَلِكَ الشُّعُور هُوَ مَا يُحَاوِلْ أنْ يَلْمِسَه حِين يَفْتَح عَيْنَاه وَلَكِنَّهُ لَمْ يحسه يَوْمًا قَطّ وَلَمْ يَجِدْ لَهُ تَسْمِيَةً سِوَى إحْسَاسِه الّذِي يَعْرِفُهُ عَلَيْه ! ! حَتَّى فِي وَقْتِ انطلاقته فِي ذَلِكَ الْعَالِم لَمْ يَخْطُرْ فِي ، عَقْلِهِ أَنْ الرَّسَن قَدْ انْفَلَتَ وَلَكِن فَقَط أَصْبَح طَوِيلًا جِدًّا وُجِدَا وُجِدَا بِحَيْث يَتِيح لَه التَّحَرُّك دُون مَنَعَه ! 

 

أَخَذ يُمْضَغ تِلْك الْأَدَاة الَّتِي أُقْحِمَت دَاخِلِ فَمِهِ 

 

ظَنِّ أَنَّهَا شَيّ مِن طَبِيعَتَه وَإِنَّ وُجُودَهَا أَمْرٌ طَبِيعِيٌّ وَخُصُوصًا أَنَّه يَرَاهَا فِي جَمِيعِ مَنْ حَوْلَهُ ، وَلَكِنْ كُلَّمَا كَبَّرَ أَكْثَر زَادَت التساؤلات فِي أَعْمَاقِه 

 

يُفَكِّر تَرَى هَلْ خُلِقَ بِهَا ؟ ! 

 

أَم أَنَّهَا دَخِيلَةٌ عَلَيْه ؟ ! 

 

هَلْ مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ يلفظها أَم أَنَّهَا اِمْتَزَجَت مَع خَلَايَاه فَأَصْبَحَت كَجُزْء مِنْه الِانْفِصَال عَنْهَا مُؤْذِي وَمُهْلِكٌ ! ! 

 

اِسْتَسْلَم وَتُقْبَل مايعاني لِأَنَّهُ ظَنُّ أَنَّهَا لَيْسَتْ مُعَانَاة بَل طَبِيعَتَه الَّتِي عَلَيْهِ تَقْبَلُهَا وَتِلْك الصُّورَة اللَّهَ خَلَقَهَا بِهَا وَمَرَّت السَّنَوَات والسنوات وَفِي صَدَفَة قَدَرِيَّة وَضْعُ إمَامٍ أَجَابَه لتساؤلاتة دُون بحَث وَلَا اجْتِهَادَ 

 

فِي يَوْمِ مِنْ الْأَيَّامِ كَانَ يمطية فَارِسُه ويتجول فِي أَحْضان الطَّبِيعَة وَإِذَا بِمَجْمُوعِه مِن الْخُيُول الْبَرِّيَّة الجامحة الْحُرَّة تَنْطَلِق إمَامِهِ بِلَا لِجَام َوبلا رَسَن وَبِلَا فَارِس ! ! ! كَان منظرهم جَمِيلًا مكتملا صَحِيحًا بِلَا تَشْوِيه ! 

 

تَوَقَّفَت كُلّ مدركاته وَذَاب ذَلِكَ الْجَبَلِ الجليدي الَّذِي كَانَ يصورة لِنَفْسِهِ مِنْ خِلَالِ مَا يَرَى وَيَسْمَعُ وَيَعِيش ! ! 

 

عَاد لزاوية الَّتِي يَسْجُنُ فِيهَا وَقَلْبُه يُعْتَصَر وَعَقْلِه شَل مِنْ هَوْلِ مَا رَأَى ! ! 

 

هَل عَاش عُمْرَة الطَّوِيلِ فِي كَذِبِهِ وَخَدِيعَة ؟ ! 

 

هَلْ كَانَ الْخَطَأُ مِنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ لِعَقْلِه بِالْبَحْث ، وَلَمْ يَتَّبِعْ صَوْت حَدْسِه ؟ ! 

 

هَلْ كَانَ عَاجِزًا لِدَرَجَة أَنَّهُ لَمْ يُحَاوِل الْخَلَاصِ مِنْ ذَلِكَ اللِّجَام وَلَو لمرة وَاحِدَةٍ فِي حَيَاتِهِ ! ! وَلَم تَعْتَقِدُ أَنَّهُ هُوَ السَّبَبُ فِي سَلْبِهِ قُدْرَتِهِ عَلَى الْحَرَكَةِ والانطلاق ! 

 

أَخَذَت الْأَفْكَار تصفعة وَتَجَلُّدَه حَتَّى قَرَّرَ أَنَّ يَتَخَلَّصَ مِنْ ماهُو فِيهِ فَأَخَذَ يَرْكُل الْبَاب بحافرية حَتّى كَسَرَ وَانْطَلَق جامِحا بِلَا وَجْهِهِ وَلَا غَايَةَ إلَّا الْحُرِّيَّة وَجَد مُسَمَّى لِذَلِك الشُّعُور وَأَخَذ يَجْرِي ، وَيَجْرِي وَيَجْرِي حَتَّى بَلَغَ مِنْهُ التَّعَب مُبْتَغَاه فَوَقَف إمَام نَهْر لِيَشْرَب ، وَتَأَمَّل نَفْسِهِ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ وَهُنَا كَانَت الصَّدْمَة ! ! 

 

رَأْيِ أَنَّهُ مَازَال مُقَيَّدًا بِذَلِك اللِّجَام مَازَالَ فِي فَمِهِ مَا يَذْكُرُهُ أَنَّهُ لَيْسَ حُرًّا ! ! 

 

حَاوَلَ أَنْ يَنْتَزِعَهُ بالاحتكاك بِجِذْعِ الشَّجَرَةِ وَلَكِنْ دُونَ جَدْوَى ، حَاوَلَ أَنْ يَرْتَطِم مِرَارًا بِحَجَرٍ وَلَكِنْ لَمْ يُكْسَرْ ! ! 

 

مَرَارَة عبَوديتة مازالَت عالقة بِفَمِه يَنْظُر لِمَنْ سِوَاهُ مِنْ الأحصنة الْبَرِّيَّة لِيَجِد نَفْسِه عَائِدًا لِحَقِيقَتِه وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ حَقِيقَتُهُ الَّتِي وُلِدَ بِهَا بَلْ تِلْكَ الَّتِي فُرِضَتْ عَلَيْه ! ! 

 

كَيْف تُصْبِح الأَكَاذِيب حَقِيقَة ؟ ! كَيْف يُصْبِح الْخِدَاع وَاقِعًا . 

 

كَيْفَ يَكُونُ الشّي هُو ، حِين يَحْتَال عَلَيْهِ كُلُّ ماحوله مِن مُكَوَّنَات لتجعلة يُصَدِّقُ مَا يُرِيدُونَ لَهُ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ لِيَكُونَ هُوَ نَافِعًا لَهُمْ وَلَيْسَ لِذَاتِه ! ! ! 

 

رَغِم أَنَّ ذَلِكَ الْفَرَسَ اِسْتَعَاد حُرِّيَّتِه وَلَكِنَّه مَازَال نفتقد لذالك الشُّعُور الَّذِي كَانَ يحسه حِين يَغْمُض عَيْنَاه كَان الْإِحْسَاس يَحْتَوِيه وَيَجْعَلُه حُرًّا طَلِيقًا مُبْتَسِما أَمَّا الْآنَ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ مُتَحَرِّرٌ مِن لِجَامَه لَمْ يَشْعُرْ بِهِ ! ! 

 

و لَمْ يَجِدْ ذَاتِهِ مَعَ أَحَدٍ الْفَرِيقَيْنِ 

 

لَمْ يَجِدْ ذَاتِهِ مَعَ تِلْكَ الأحصنة الْبَرِّيَّة الَّتِي بِلَا لِجَام وَفَارِس ! 

 

وَلَمْ يَجِدْهَا بَيْن تِلْك الْمُقَيَّدَة والمسيرة لِصَالِح مَنْفَعَة فُرْسَانُهَا ! ! 

 

 

 

لَمْ يَجِدْ فِي هَذِهِ الْحَيَاةَ مِنْ يُمَاثِلُه بِطَبِيعَتِه كُلٍّ مِنْ يَقْتَرِبَ مِنْهُ يَضَعُهُ فِي صِرَاع مَعَ ذَاتِهِ يَجْعَلُه غَيْرُ مُطْمَئِنٍّ وَغَيْر مُتَقَبَّل لِمَا هُوَ عَلَيْهِ وماهو بِالْأَصْل خَارِجٌ عَنْ اسْتِطَاعَتِه 

 

هَل ياترى ذَلِك اللِّجَام هُوَ مِنْ حَدَّد الفَوارق ؟ ! 

 

هَل لِلْحُرِّيَّة شَكْل وَهَيْئَة ؟ ! 

 

 

 

ذَلِكَ الْحِصَانِ الجامح مَازَال يَبْحَثُ عَنْ مَعانِي كَثِيرَةً يُرِيدُ أَنْ يكتشفها وَيَبْحَث عَنْهَا بِنَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَعْتَنِق عَقِيدَتِهَا

 

 رَغِم تَأَخَّر الْوَقْت وفوات الأوان 

 

وَلَكِنْ هُوَ لَا يُرِيدُ أَنْ يُعِيدَ الْخَطَأُ الْأَوَّلُ 

 

وَلَا يُرِيدُ أَنْ يَعِيشَ فِي خَدِيعَةِ بَلْ يُرِيدُ أَنْ يَجِدَ ذَاتِه بَعِيدًا عَنْ تَلْقِينِ الْبَشَر .ومظاهرهم الَّتِي تَتْلُون وَفْق مَصَالِحِهِم الْخَاصَّة ! 

 

رُبَّمَا سيعثر عَلَى كَنْزِهِ الْمَفْقُود مُنْذُ أَمَدٍ طَوِيلٌ وَيَكْفِيه مِنْ رِحْلَتِهِ فِي هَذِهِ الْحَيَاةَ أن يؤمن بما هو علية ويختار ما يشعره بالطمأنينة ويعيد لذاته شعور الثقة بما يقول ويفعل فقط وهذا بالنسبة له هو الكنز الحقيقي! 

 

فالناس والاشياء التي عاصرها، أفقدته الإيمان وتصديق أي شئ وضللت رآه وطمست ملامح أيامة وأوؤدت أحلامة وأنتزعت منه القيمة لأي شي فما تملكة اليوم تتنازل عنه بسهوله غدا ومايبدأ ينتهي، مشوار ذلك الحصان طويل مع ذاته أولا ومن ثم مع الايام المتبقية له على سطح الأرض! 

 

 

 

السؤال هنا 

 

هل يوجد هناك أحد من البشر بلا لجام

 

سواء كان مرئيا أو مخفيا؟! 

 

كاذب من يجيب ب لا!!! 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٨ ص - عاهد الزبادي
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٠ م - Mohamad Choukair
ديسمبر ٩, ٢٠٢١, ٣:٣٢ م - بلقيس محمد
نوفمبر ٢٥, ٢٠٢١, ٤:٥٨ م - وريد فواز
About Author