شايف نفسك فين بعد ٥ سنين؟

   السؤال الذى يطرحه مسئولى المقابلات الشخصية للمتقدمين إلى العمل بالشركات ، والمتقدم للعمل دائما مايشغله هذا النوع من الأسئلة لصعوبة الأجوبة التي تقنع مسئول الإنترفيو ؛ " حضرتك شايف نفسك فين بعد ٥ سنين " ؟ 

   حقيقة هذا السؤال مضحك للغاية ، ولو سمع المسئول  الأفكار التى تدور فى الخلايا الدماغية للمتقدم لقدم استقالته على الفور ، أحد الأصدقاء حينما سئل عن رؤيته المستقبلية المهنية بعد خمس سنوات قال للموظف " اقعد مكانك واشوفك مكانى " ، لا تسرح بخيالك ياعزيزى فقد كانت فكرة فى عقله فقط ، فقد انهال صديقى بجمل تعبيرية رنانة ومؤثرة كما يفعل السياسيون وقت الإنتخابات ، بينما صديق آخر كان حاد الطباع وواقعى فحينما سئل عن نفسه بعد خمس سنوات رد بحزم "انا أصلا مش عارف أمى هتغدينى النهاردة ولا لأ هعرف بقى هكون ايه  بعد ٥ سنين ! " وعلامات الدهشة التى ظهرت على ملامح الصديق التى دلت على غرابة السؤال ، العجيب ياعزيزى أن صاحب العبارات الرنانة لم يتلقى من الشركة اتصالا حتى الآن ، بينما الآخر صاحب مبدأ لا يعلم الغيب إلا " الله " ، ولا أقرا الكف ولا أعرف افتح المندل بمجرد أن وصل منزله تلقى اتصالا من الشركة بالقبول ويمكنه استلام العمل فى الغد ،،،قد يرجع القبول الى ذاتية المسئول عن الإنترفيو والحالة النفسية والمزاجية التى كان عليها ، وقد يرجع القبول لمصداقية صاحبنا بالقول مما اقنع المحاور ، وقد يرجع القبول إلى القضاء والقدر .

   ‏حقيقة جميعنا نكره أن نسأل هذا السؤال ، لأننا ببساطة "لا نعلم " ففى خلال السنوات الخمس القادمة تتحول شخصياتنا لشخصيات أخرى ، والظروف تتحول الى ظروف أخرى ، اليوم نعيش هنا ، والغد نعيش هناك فى مكان آخر ، قد تزيد مهاراتنا وخبراتنا خلال الخمس سنوات وقد تقل أو تتلاشى ، ولا أعلم ما المغزى من وراء الشركات لطرح تلك الأسئلة على المتقدمين ، هل لصنع حوار يجعل المتقدم يتحدث ومنها يمكن تقييم قدراته اللفظية ، ام لإرباكه ووضع الضغوط عليه ، أم هو سؤال متداول بين الشركات والمؤسسات وجب إلقائه على المتقدمين مهما كانت الإجابة .

   ‏ولماذا خمس سنوات لما لا تكون اربعة أو عشرة أو اثنى عشر سنة ، هل فرضت خمسة على المتقدم للعمل لكى يرى نفسه فيها . وماذا لو لم يسأل هذا السؤال ؟؛ اتساءل هل حقا تهتم الشركات بموقف المتقدم للعمل من طموحاته المستقبلية ولا تهتم بإمكانياته العملية ، ومهاراته الذاتية ، وخبراته السابقة ، أم أنها أسئلة لمضيعة وقت ليس إلا ؛ يظل مغزى السؤال فى بطن الشركة .

   ‏إذا كنت  تعرضت لهذا السؤال من قبل ، بماذا أجبت ؟ 

   ‏

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٢ ص - عبد الفتاح الطيب
يوليو ٢٠, ٢٠٢٢, ١٢:٤٤ م - Sarora Fayez
مارس ١٠, ٢٠٢٢, ٩:١٨ ص - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٩ م - Dr. Shahad
About Author