صدم شخصاً بسيارته ليلاً ولم يتوقف وعندما عاد إلى المنزل كانت المفاجأة

كانت ليلة شتاء ممطرة، ودقت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة صباحاً، بينما وقفت هذه السيدة العجوز تنظر إلى ساعتها فى قلق وتوتر، وكان من الواضح أنها تنتظر شيئاً ما، وبدأت أطرافها ترتجف بسبب برودة الجو والتوتر معاً، فوضعت شالها على كتفيها وجلست بجوار المدفأة.

على الجانب الأخر كان هناك شاب يقود سيارته بسرعة جنونية وهو فى حالة سكر، وكانت الأمطار تضرب زجاج السيارة الأمامي بقوة، كان الطريق خالياً حتى من الكلاب الضالة التى فضلت أن تختبأ من هذه الأمطار الغزيرة.

بدأ عقل الشاب يسترجع أحداث حياته وكأنها فيلم سينمائي يعرض أمامه، تذكر والداه اللذان لم يهتما بشيء فى حياتهما سوي أنفسهما، وتذكر طفولته البائسة، وكيف أرغمته الظروف على الإنتقال والعيش مع جده وجدته بعض أن انفصل والداه وقررا التخلي عنه، فسافر والده إلى إحدى الدول الأوروبية، بينما تزوجت والدته من شخص أخر.

انهمرت الدموع دون إرادة من الشاب، وزاد من سرعة السيارة وكأنه أراد أن يصل إلى مقصده بأقصي سرعة ويهرب من تلك الذكريات التى تلاحقه، وفجأة وجد شخص أمامه وكأنه ظهر من العدم، بالطبع لم يستطيع الشاب من كبح فرامل السيارة واصطدم بهذا الشخص وأطاح به فى قوة.

أصابت الصدمة الشاب بالارتباك الشديد، وبدأ عقله يستيقظ ليخبره بوقوع كارثة، وتردد الشاب هل يتوقف ليري ماذا حدث لهذا الشخص، فربما استطاع إنقاذه، ولكن خوفه منعه من التوقف وزاد من سرعة السيارة أكثر وأكثر.

توقف الشاب أمام إحدي المنازل ودخله مسرعاً، فوجد جدته تجلس بجوار المدفأة وقد ملأت الدموع عينيها، حتى أنها لم تلاحظ أن حفيدها فى حالة يرثي لها، تماسك الشاب وسألها عن سبب جلوسها لهذا الوقت المتأخر من الليل، فأخبرته أن جده أصيب بحالة إعياء شديدة، وقد اتصلت بالطبيب المعالج له وتنتظر حضوره.

أخبرته أن الطبيب تأخر وطلبت منه الإتصال به مرة أخري، طلب الشاب رقم الهاتف عدة مرات دون إجابة، انتظر لحظات وعاود الإتصال مرة أخري وهنا أجابه شخص يخبره بأنه وجد صاحب هذا الهاتف ملقى على جانب الطريق ويبدو أن سيارة قد صدمته.

وطلب من الشاب الحضور أو إخبار أحد أقاربه، لأن الطبيب قد توفي، نعم لقد صدم الشاب الطبيب الذي كان فى طريقه لانقاذ جده، وهنا دخل الشاب فى نوبة من البكاء الهيستيري بينما وقفت الجدة مذعورة لا تدري ماذا حدث، وزوجها يصارع الموت فى غرفته.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٤ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - عبد الفتاح الطيب
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
About Author

كاتب ومدون