غادر العنوان

مَاذَا أَرَى ! ! ! 

هَلْ هُوَ حَقِيقَةٌ أَمْ حَلَم يَقَظَة 

رِسَالَة وَارِدَةٌ مِنْك بَعْدَ طُولِ الْغُيَّاب ! ! ! 

وَلَم اقْصِد غِيَاب الْأَيَّام وَطُولِهَا وَالشُّهُور لَكِن غِيَاب الرُّوحُ فِي جَسَدٍ الْكَلِمَات ، غِيَاب الْحُضُورِ فِي إحْسَاس الْحَرْف 

فَإِنَّا لَمْ أَكُنْ اِهْتَمّ وَلَا أُرِيدُ أَنْ أتلقي مِنْك رِسَالَة كروتين يُومِئ أَوْ عَادَةً تَمارَس بِلَا شُعُورٌ وَلَا الْحَيَاةِ مَعَ لحظتها 

كَانَت الرِّسَالَة مِنْك بَعْدَ مُرُورِ شَهْرٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ 

حِين أتلاقها بِرَغْبَة مِنْك وَقَرَار بالتواجد وَشُغِف وَلَهَفَه لِلِقَاء رَوْحٌ كلماتي بِرُوح إحساسك تَكْفِينِي لأَشْهُر ! 

لَكِنْ بَعْدَ أَنْ غَابَتْ لهفتك وشغفك لَمْ تَعُدْ لرسائلك أَيْ مَعْنَى بَلْ كَانَتْ تؤلمني لَا تشعرني بِالْفَرَح لَا تَتَسَارَعُ دقات قَلْبِي لفتحها وَقِرَاءَتُهَا ، وَحِين غَاب الْحَرْفِ لَمْ أَتَأَلَّم إلَّا عَلَى غِيَاب الرُّوح وَذَلِك الشَّغَف 

الْيَوْم تِلْكَ الرِّسَالَةِ مِنْك ! ! ! 

بَعْدَ غِيَابِ رَوْحٌ وَحَرْف 

حِين رَأَيْتهَا أَتَعَلَّم بِمَاذَا شَعَرْت ؟ ؟ مَا الَّذِي حَدَثَ لِقَلْبِي ؟ ! 

تَخَيَّلَ أَنَّ دُمُوعِي سَقَطَت ورافقتها اِبْتِسَامَةٌ منتهده ! ! 

وَقَلْبِي كَطِفْل أنْهَكَه الْجُوع فَلَم يَقْوَى عَلَى أَنَّ يتلهف لِلِقَاء لُقْمَة تُسَدّ جُوعَه وَكَأَنَّه اعْتَاد الْجُوع وَخَافَ أَنْ يَعُودَ لِأَلَم انْتِظَار مايسد جُوعَه ! ! 

حَدَثَت الْبَرِيد وَقُلْت لَهُ لَقَدْ تَأَخَّرَت كَثِيرًا أَتَعْلَمُ مَا كَانَتْ تعنيه لِي تِلْكَ الرِّسَالَةِ مِنْ قِبَلِ كَانَتْ تُشْبِهُ قَطَرَات الْغَيْث لِأَرْض عَلَى وَشْكِ الْجَدْب كَانَتْ تُشْبِهُ طَوْقٌ نَجَاةٌ لِإِنْسَان يُصَارِع الْغَرَق تَرَى مَا نَفَعَ الْغَيْث بَعْد تَصَحُّر الْأَرْض وماجدوى طَوْقٌ النَّجَاة بَعْد الْغَرَق 

لَمْ يَكُنْ إحساسي مزيفا وَلَكِن أَلَم وَوَجَع وَقَسْوَة الصَّمْت وَالتَّغَيُّر وَالتَّحَوُّل الْغَيْر مُفَسَّرٌ جَعَلْتَ ذَلِكَ الشُّعُور ينتحر وَهُوَ فِي بِدَايَتِهِ قَبْلُ حَتَّى إنَّ يَزْهَر . 

مَاذَا يُوجَد بِتِلْكَ الرِّسَالَةِ هَل نَوْعٌ مِنْ الْمُعْجِزَاتِ يعيدني لِلْأَيَّام ماقبل الْغُيَّاب وَيَمْحُو كُلُّ مَا أَحْدَثَهُ مِنِ اِنْصِهار فِي قَلْبِي وفكري ! ! ! 

هَل ستشعر ذَلِكَ الْمُرْسَلِ بِذَات النِّيرَان الَّتِي ، أشْعَلَهَا وغادر 

واطفئتها بِدُمُوع رُوحِي تَارَة وَدُمُوع قَلْبِي تَارَةً أُخْرَى ! ! 

أَخْبَرَنِي أَيُّهَا الْبَرِيد مَاذَا جَاءَ فِيهَا ؟ ؟ ! ! 

هَل نَدِم ! ! ! وَهَلْ يُعِيدُ النَّدَم مَيِّتًا ! ! 

هَل ضَعْفٌ بَعْد مُكَابَرَةٌ وَقَسْوَة ؟ ! 

وَهَل ضَعْفٌ السُّيُوف يَبْرَأ جِرَاحِهَا ! ! ! 

أَخْبَرَنِي هَل ستعيدني تِلْكَ الرِّسَالَةِ لأماني الْأَوَّل وراحتي وسكينتي بِحُضُور كَلِمَاتِهَا أَم ستزيدني خَوْفًا مِنْ أَنَّ أُعَوِّدَ لِذَات الْوَجَع وَذَات الفجيعه بِالصَّمْت الْغَيْر مُبَرِّر ! ! 

أَخْبَرَنِي هَل ستعيد ثِقَتِي بِالْكَلِمَات هَل ستمحو آثَار الْأَفْعَال ! ! 

إذَا لِمَاذَا تَأْتِي مُتَأَخِّرَةٌ لتعيد سَيْرِه الْأَلَم 

ذَلِكَ الْأَلَمِ الَّذِي جَنَاه قَلْبِي بِسَبَبِ صَدَقَةٍ وعفوية مَشَاعِرُه وتلقائية إنفعالاته ذَلِكَ الْأَلَمِ الَّذِي كَانَ لِأَنَّ تِلْكَ الرُّوحُ لَا تُحْمَلُ سِوَى نَقَاء الْإِنْسَانَ لَا تَحَايُلِه 

فَكَانَت مذنبة ومتهمه بِأَكْثَر الصِّفَاتِ الَّتِي لَا تُطِيقُهَا 

التَّمْثِيل وَالْمَصْلَحَة وَالدَّهَاء الْمَاكِر ! 

مَاذَا لَوْ أَنِّي رَحَلْت عَنْ هَذِهِ الدُّنْيَا 

مَا مَصِير تِلْكَ الرِّسَالَةِ أَيُّهَا الْبَرِيد 

تَرَى كَيْفَ ستصل إلَى ؟ ! 

أَيُّهَا الْبَرِيد لِمَاذَا يَثِق النَّاس بوجودنا ويتجاهلون إنَّنَا عَلَى قَيْدِ انْتِظَار الرَّحِيل فِي أَيِّ وَقْتَ وَأَيّ لَحْظَة 

فَلِمَاذَا يأجل النَّاسَ الْخَيْرَ ويستعجلون بِالشَّرّ ! 

لِمَاذَا يأجلون الِاعْتِذَار ويستعجلون الْخَطَأ ! 

لِمَاذَا يأجلون الشُّعُور ويستعجلون مَوْتِه ! 

لِمَاذَا يأجلون الْحُضُور ويستعجلون الْغُيَّاب ! 

لِمَاذَا يأجلون الْبِدَايَة ويستعجلون النِّهَايَة ! 

أَيُّهَا الْبَرِيد نَحْن نَمُوت بِمَوْت مَشَاعِرِنَا فَمَع كُلّ شُعُور يَرْحَل جُزْء مِنَّا يَرْحَل مَعَه 

فَارْجِع برسالتك لمرسلها 

وَقُلْ لَهُ عَظْمٌ اللَّهُ أَجْرَكَ بِمَن أَرْسَلْت لَهَا 

فَتِلْك الَّتِي كَانَتْ لَيْسَتْ كَمَا كَانَتْ !

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٨ ص - عاهد الزبادي
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١١:٠٠ م - Mohamad Choukair
ديسمبر ٩, ٢٠٢١, ٣:٣٢ م - بلقيس محمد
نوفمبر ٢٥, ٢٠٢١, ٤:٥٨ م - وريد فواز
About Author