غيابٌ أبدي

 

استيعابُ العقلِ لا يكفي لتقبل هذا الغياب الأبدي

 

 مشاعِر دُفنَت وبكاءً فاض وهِجرَتَك باتت كلعنةٍ

 

لا يمحوها يومٌ ولا شهر ولا شيءٌ من جنسِ الدَهر

 

أتذكرُ كل ليلةٍ وأنا أضعُ على قبرِكَ الزهر

 

هل سأنسى يومًا ما كلَّ ما مر؟

 

هل كان تاريخُ وفاتَك أم حكمُ الإعدامِ عليّ أثناءَ الحياةِ؟

 

مع الجميع أصبح الشعور السائِد هو اللامبالاةِ

 

كيف أُبالي وقد دُفنت مشاعري معكَ تحتَ الترابِ

 

أحلامي أصبحت كالجري وراءَ السرابِ

 

هربتَ بلا أسباب وأُغلقت الأبواب

 

وجلست صغيرتُكَ تبكي على ما صابها من خراب

 

عدتُ لبيتِنا  والصخبُ يتعششُ لرأسي

 

كُنا نضحك على هذا الكُرسي

 

منذ حينها كلما أراهُ أشعر كما لو أنَّه يقوم بوَخذي

 

كم أنَّ الوقت سريعًا يمضي

 

أشرقت الشمسُ بنورِها على القبرِ

 

وأستيقظتُ حينها من نومي

 

رائحتك لازالت بالأنفِ لا تستطيعُ مفارَقتي

 

 لمَ لا تأتِ؟ إلى أحلامي يا سندي

 

ستظل السند في الحياةِ وفي الموت

 

لا زالت ضحكاتك تملئ بيتَنا ولازالَ يترددُ الصوت

 

ورغم كل ما حدث لازلتُ أبتسم لتَذَكُرِكَ في صمت

 

حتى لو زيَّن هذه الابتسامة دموع الشوق

 

يكفي أنَّ مفهوم الأمان عندي مقترِن بِك

 

رحلَ الأمانُ وبقى الأرق في النومِ وفي الغسق

 

وجروحٌ كُتبَت على الورق

 

دعائي لكَ عندَما يفيضُ الودق

 

لم أعلم متى كانَ الفُراق والآن أيضًا لا أعلم متى يكونُ اللقاء

 

وماذا لو أنني لم أتخطى؟

 

وللحزنِ لو لم أتصدى؟

 

جرحٌ سيستمرُ لأعوامٍ

 

وكأنَّ وحشًا ورائي يصيبني بالسهامِ

 

وهربتُ إلى شجرةٍ فلم أجد لها أغصان

 

وما وجدتُ سوى أشواكًا ما زادتني إلا آلام

 

لا بأس ستزول، ليست المحنة أقصد أن لن يطولَ المكوث

 

في هذه الحياة التي لا أستطيعُ وصفها إلا بذاتِ الوجه العَبوس

 

لا تتأنى في جلبِ الصدوع لقلبِكَ بل تتأنى في جلبِ السرور

 

ودعائي الأخير يا الله فلأكن المُفارِق وليسَ الموَّدِع

 

فلأكن الراحل لا الباقي

 

فلن أتحمل أن أبكي وحدي مجددًا في الليل الداجن

 

فلأكن المدفون لا الدافن

 

فلستُ جبلٌ كي أتحملَ هذه الأحزان

 

قد اقتربَ عقلي من كونِه يُحَصِل الجِنان 

 

ألم يقترب للقائِنا أوان؟

 

كوردةٍ أتاها الخريفُ فأصابها الذبلان

 

فانقلبَ كيانَها وانقسمَت قِسمان

 

وجهٌ يضحك والآخر ذبلان..

 

 

 

لهاجَر عبد الصمد الزيني..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٦ ص - Mahmoud Magdy
مايو ٤, ٢٠٢١, ١:٢٣ م - زهور
مارس ٤, ٢٠٢١, ١٢:١١ م - Hager Abd Elsamad
يناير ٢٨, ٢٠٢١, ٣:٢٣ ص - Ahmad hussam khalid abed
يناير ٢, ٢٠٢١, ٤:٠٣ م - امل سلامه
About Author