قصة الفقير الذي أغناه الله من فضله بسبب دعاء

قصة الفقير الذي أغناه الله بسبب دعاء

 

 

تقول راوية القصة :

كان والدي يصول و يجول في أرجاء المنزل .. واضعاً يديه خلف ظهره .. يضرب أخماساً بأسداس .. و كأن هموم الدنيا كلها على ظهره..

حزنت لحاله كثيراً .. 

سألته : ما أصابك يا والدي ؟ خيراً إن شاء الله!

 

أجابني : يا ابنتي .. لقد تكاثرت الديون في رقبتي .. لم أعد أستطع المرور في الشارع .. فالكل يطلب دينه .. الخباز .. البقّال .. اللّحام .. صاحب الدّار .. 

تلك العربة التي أجرّها في حر الشمس بين الأزقة ..لا تكفي لسداد أي شيء من الديون .. فما أبيعه لا يكفي إلا دواءاً لوالدتك و رغيف خبز وبعض الخضار  ..

صاحب الدار أمهلنا أسبوعاً لدفع الأجرة المتراكمة ..

 

اااااه..  لماذا تُسدّ كل الأبواب في وجهي ؟ لماذا يتعسر رزقي ؟

 

قلت له :لا عليك يا والدي .. لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمراّ .. ربنا الذي خلقنا سيرزقنا لا محالة فقط اعمل وتوكل.. واصبر على ما أصابك .

قال  : و نعم بالله .. وحسبي الله و نعم الوكيل .

 

بعد قليل اتصلت بجدتي و أخبرتها بما قاله لي والدي والحال الذي وصل إليه من الاستياء .. و طلبت منها إيجاد حلّ فطمنتني و قالت لا عليك اليوم سآتيكم ..

 

في المساء  طرقت جدتي الباب ، فتحت لها وقبلت يدها وجبينها...

ثم دخلت على والدي وسلمت عليه..

 

ثم سألَته: ما حالك يا ولدي؟ لمَ يبدو عليك الهم و الغم؟

تنهّد والدي و قال لا شيء يا أمي، لا تشغلي بالك...

 

قالت جدتي :يا بني  كيف تغفل عن قول الله عز وجل : "ادعوني استجب لكم"

"و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"..؟

 

كيف تغفل عن قوله أيضا : " وقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّاراً.. يرسل السماء عليكم مدراراً.. و يمددكم بأموال و بنين و يجعل لكم جنات و يجعل لكم أنهاراً"

 

أكثر من الاستغفار يا بني فهو كفيل بفتح الأبواب المغلقة..

 

كيف تنسى  قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً) و الفاقة تعني الفقر و الحاجة ..

 

ألا تعلم أن رسول الله علمنا دعاءاً لو كان عليك ديناً بحجم الجبل لقضاه الله عنك ؟

 هذا الدعاء الذي علمه رسول الله لأصحابه : ( اللَّهمَّ اكْفِني بحلالِكَ عَن حَرَامِكَ، وَاغْنِني بِفَضلِكَ عَمَّن سِوَاكَ)

 

كرره يا ولدي كل يوم أنت وزوجتك وأولادك ، و سترى الفرج بإذن الله تعالى ..

 

انفرجت أسارير أبي و شعر بالتفاؤل و بفرج الله القريب..

 

 بدأنا بتنفيذ ما قالته لنا جدتي .. قرأنا سورة الواقعة و أكثرنا من الاستغفار و الصلاة على رسول الله و كررنا الدعاء في كل يوم ..

 

و بعد ثلاث أيام وإذا بطارق يطرق الباب .. تنهد والدي وقال لعله أحد المطالبين بالديون ..

 

عندمت فتح الباب وجد شيخ المسجد  يقول له .. كيف حالك يا أبا محمد .. لقد فرجت بإذن الله .. 

 

قال أبي : كيف ذلك ؟

 

قال : جاءني اليوم شخص من أغنياء الحي وقال أنه يبحث عن معسرٍ عليه دين ليقضيه عنه ،لعل الله يشفي ابنته المريضة ..

وقد تكلمت عنك و ذكرت له حالك .. و قد أرسل لك هذا المال علّ الله يفك ضيقك ..

 

بكى والدي و شكر الله تعالى على كرمه وفضله ..

فقد استطاع أن يسد الأجارات المتراكمة و اشترى أدوية والدتي المريضة ..

 

من ذلك اليوم لم نتوقف عن تكرار هذا الدعاء .. كل يوم نردده نحن ووالدي علّ الله  يرزقنا رزقاً حلالاً طيباً و يغنينا بفضله عمن سواه..

 

كان والدي كل يوم يخرج بعربته يبيع الخضار يتنقل من حي لحي .. و من مسجد لمسجد ..

 

ولله الحمد ابتدأت بضاعته بالازدياد شيئاً فشيئاً ..

 

حتى فكر باستئجار دكانة صغيرة ليستغني عن الوقوف تحت الشمس ..

 

وبعد عدة أشهر، توسعت تجارته بفضل الله واستطاع شراء الدكان الذي استأجره .. 

 

و في يوم من الأيام مرضت جدتي كثيراً ..

 

و هي على فراش الموت .. قالت لوالدي : يا بني وصيتي لك ألا تنسى ما علمتك إياه .. فمن يتق الله يجعل له فرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب ..

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ٢:٠٣ ص - Momen
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٥٢ ص - صانعة السعادة
يناير ١٠, ٢٠٢٣, ١:٣٧ ص - anis
أبريل ١٣, ٢٠٢٢, ٣:٥٥ ص - Mohamed
مارس ١٨, ٢٠٢٢, ٣:٣٢ م - Sarora Fayez
فبراير ١٢, ٢٠٢٢, ١٠:٥٣ م - مريم حسن
About Author

كاتبة محتوى إبداعي .. خريجة بكالوريوس اللغة عربية و آدابها ..