كيفية كتابة عمل روائي ناجح

     بادءا دي بدأ وأنت قد عزمت أنفا على إخراج مولودك الأدبي لحيز الوجود ورأية لأشعة الشمس المنسدلة. ألم تتبادر إلى ذهنك مجموعة من الأسئلة؟  من بينها: ماهي "الرواية"؟
حسنا إذن ماهي الرواية في نظرك؟ وما التعريف الذي تحمله عنها؟

     "الرواية" : *هي عبارة عن صحن أدبي رفيع، تُصبّ فيه أحداث مختلفة، وذلك من خلال شخصيات متعددة وفي أزمنة وأمكنة مختلفة أيضا*.

     وهذا كتعربف شامل ومبسط لمصطلح "الرواية". وما ينبغي معرفته هو: أن الرواية تختلف من حيث المجال الذي تندرج فيه الأحداث وتجري فيه، أو بتعبير آخر. تتنوع "الرواية" على حسب الوقائع ضمنها. إذ نجد روايات واقعية تمتزج بالواقع وتجسده، وأخرى خيالية وكذا تاريخية، علاوة على ذلك هناك روايات إجتماعية ورومانسية، بلإضافة إلى نوع أخر يتضمن الفانتازيا.
     ومما سلف ذكره فهو يمثل أنواع الرواية، وما نحن بصدد ذكره اللحظة هو أهم شيء في الرواية. حيث سنتحدث عن العناصر الأساسية لبناء الرواية على أتم وجه.

⬅عناصر الفن الروائي :
🔹_الحدث.
🔹_التشخيص.
🔹_البناء.
🔹_الزمان والمكان.
🔹_السرد والحوار والوصف.
🔹_الهدف.

     حينما تمسك قلمك وتتجهز لبدء رحلت مغامرتك في كتابة روايتك، فإنك ستنتقل من ميدان إلى أخر مغاير حتما، حيث أن هناك تغير في المشاهد والزمان والمكان، بالإضافة إلى تطور واضح في التشخيص، وذلك من خلال البناء التصاعدي للرواية الذي يعطيها رونقا فنيا يقتل ملل القارئ ويجعله يتابع الأحداث ويتمايل مع مجرياتها وينغمس فيها إلى أن تنتهي، وهذا التطور ليس مقتصرا على التشخيص  فقط، بل عليك أنت أيضا، ستتطور مع الرواية وتتصاعد بأحداثها وستزيد من لذتها، وكذلك ستلعب على شغف القارئ وتشوقه وفضوله ومشاعره تصاعدا.
     لذلك عليك أن تكون كاتبا مندمجا مع عالمك الجديد، ومنغمسا فيه، تشعر به وتتحسسه وتلامسه وتتذوقه وتستنشقه وتعيشه بكل ماتحمله الكلمة من معنى. ومن الأفضل أن تضع مخططا لروايتك، من فصول متعددة وانت تكتب في كل فصل الأحداث التي أنت بصدد ذكرها فيها، حتى تصل إلى النهاية، والفصل الاخير لتكتب فيه نهاية روايتك والتي توقعتها في ذهنك، وإن حدث وأن طرأ تغيير في خطتك فهذا شيء طبيعي جدا، فقط تعرف كيف تتعامل معه.
     وأود أن أنبهك إلى أمر رئيسي ومهم وهو أنه عدد صفحات الفصل الأول يكون مساويا لعدد صفحات الفصول الأخرى، حتى يكون هناك تنسيق وترتيب واضحين، وبالنسبة لمكان الرواية، إختر الأماكن التي تعرفها ذلك حتما انك ستصفها في كل شيء حتى روائح شوارعها وجزيأتها وتفاصيلها الصغيرة، أما عن ااشخصيات فاختر الشخصيات المناسبة ولكل دوره في الرواية، طبعا هناك شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية، حاول أنت أن تربط بين أدوارهم بعناية وعدم إهمال أي منهم حتى يكون عملك متكاملا وبدون خلل أو نقص. وحاول أن تختار شخصيات تتسم بالواقعية والإقناع حتى لا يفقد القارئ ثقته بك.
     من الجميل أن يكون الضمير المستخدم في الرواية هو ضمير" المتكلم ". لماذا؟ لأنه يهدف إلى تعميق وتوضبع الرواية على نحو غير محدود،  بل وحتى توسيعها واستخدام الضمائر الاخرى كالغائب مثلا؛ ليس عيبا لكنه يحتاج كاتبا بارعا في وصف أفكار وأحاسيس شخصياته الغائبة.
وهذا ليس استصغار أو التقليل من قيمتك ككاتب، إلى أنه يحتاج إلى خبرة وحنكة وتعامل وجهد في التفنن والرقص على الأحاسيس والمشاعر بأسلوب رفيع، أي أن يفرض أسلوبه بالطريقة التي سيحب القارئ التبحر فيها، ﻻأنه تكون لديه فكرة مسبقة عن رأي القارئ وأفكاره وانتقاداته وفضوله ومشاعره وميولها ويتمكن من التلاعب عليها كيفما يشاء.
     وفي الختام أود أن أقول لك يامبدع، أن تركز وتنتقي الكلمات والعبارات والمصطلحات حتى تزيد "الرواية" جمالا وجاذبية ورونقا وإعجابا فريدا من نوعة، وتميزها عن غيرها. كما عليك أن تختار الوقت الذي تكتب فيه في الصباح الباكر مثلا أو في وقت متأخر من الليل، لأنه يكون الوقت الأنسب للكتابة واستحضار الإلهام، لا ضجة ولا صخب ولا إزعاج، وأن تختار عدد الصفحات التي ستكتبها كل يوم.نعم قد تجد بعد الصعوبات والمعيقات في البداية، لكن تذكر جيدا أن البداية دائما تكون صعبة بعض الشيء، لكن بعدما تتعود، تصبح أسهل من السهولة، كما أنه عليك ألا تتركها تختلط عليك، حدد ماتريده منها ومالذي تود الوصول إليه لكي تسهل عليك  والا تمنحها الفرصة لتضعك في دوامة لامتناهية وتضيع مجهودك وتجعل كتاباتك مملة وغير جاذبة وغير شغوفة.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

الإسم الكامل: محمد الشقوري. اللقب :القيصر. العنوان:سيدي حجاج واد حصار المجموعة 6 رقم المنزل 5 البيضاء/المغرب. رقم الهاتف :0631974671 رابط حساب الفيسبوك: https://www.facebook.com/don.sibastyan.salvadour.n1 المؤهل الدراسي: طالب جامعي في كلية الحقوق بجامعة الحسن التاني. كاتب ناشئ وشاعر موهوب ورائي وناقد. بدأت موهبته الشعرية منذ الصغر إلا أنه لم يحترفها ولم يقدم لها أي إهتمام إلا بعد عامه الثاني في الثانوية، صحيح أنه كان ينشر ويشارك على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من قصائده إلا أن شغفه في الكتابة هو من إرتقى به وبمستواه حتى أوصله إلى ماهو عليه الأن. ولد وترعرع في أسرة منفتحة وتدعم براعمها في إختياراتهم وتوجهاتهم ومواهبهم. بالرغم من كثرت الإنتقادات التي حصل عليها من المحبطين والمشجعين المزيفين ومن السؤولين عن دور الطبع والنشر. لكن ورغم كل ذلك فهو يعتبر نفسه أنه مازال في البداية.