ماذا لو ابتلع طفلك شيئًا حادًا أو جارحًا؟

 

ماذا لو ابتلع طفلك شيئًا حادًا أو جارحًا؟

يميل الأطفال في المراحل العمرية المبكرة إلى التقام الأشياء التي يجدونها حولهم أو بجوارهم، وهذا سلوكٌ فطريٌ لأنهم يستخدمون أفواههم في تلك الفترة للتعرف على بعض الأشياء التي تجذب انتباههم، وعندها قد يحدث، لا قدر الله، أن يبتلع الطفل شيئًا حادًا أو جارحًا يتسبب في إصابة الطفل بنزيفٍ أو صعوبة في التنفس.

ما سبب كتابتي عن هذا الموضوع؟

في البداية، وحتى تزول دهشة القارئ عن اختياري لهذا الموضوع؛ أؤكد أن ما دفعني إليه هو ما حدث لابتني الصغيرة وريحانة قلبي التي أتمت عامها الأول في نوفمبر الماضي، وللأسف التقمت صغيرتي "توكة" شعر صغيرة على شكل نجمة وبها أطراف معدنية مدببة. لم نكن نعلم ما بها، وظننا أن أحد الأطفال قد أصابها بقدمه أثناء لعبهم بجوارها، وتصاعد الموقف حتى بدأت حشرجتها وتوقفت عن التنفس وبدأت تطرد اللعاب بكثرة من فمها وكان اللعاب ممزوجًا بالدماء، وكان المنظر كفيلًا ببث الرعب في قلب أمها وإخوتها وهروتلهم إلي ليوقظوني من نومي بعد مغرب هذا اليوم، وقمت من نومي فزعًا لا أقدر على التفكير أو التصرف.

كانت زوجتي تصرخ وهي تقول: "الحقني البنت هتموت"، وكنت أحسبني في كابوسٍ مريعٍ، لكني تفاجئت بأن الأمر حقيقي وواقع، وكل ما استطعت فعله هو أني ارتديت شيئًا خفيفًا وأنا احتضن ابنتي وقلبتها لأسفل وطرقت على ظهرها ثم ضغطت على بطنها عدة مرات دون أن يحدث شيء؛ فخرجت أنشد الطبيب.

استغرقنا عشر دقائق لنصل إلى الطبيب، واقتحمنا العيادة اقتحامًا ووضعتها أمامه، فأخرج خشبة الفم الرقيقة من علبةٍ بجواره وفتح فمها، وقال اطمئنوا ستكون بخير. وبعدها قال لقد ابتلعت شيئًا؛ فقالت زوجتي أظنها بلعت "توكتها"، وطلب منا أشعة بعدما أعطاها حقنة مهدئة. وأوصى زوجتي بإرضعاها وإطعامها أي شيء ونحن في الطريق لمركز التحاليل، وبالفعل فعلت وأثناء الرضاعة تقيأت ما رضعته وكان من بين القيئ تلك "التوكة" وكانت حبيبتي تصب عرقًا ونحن في وسط جو الشتاء البارد، ولما عدنا للطبيب طمأننا وأوصانا بالعودة إلى المنزل وزال عنا الروع وزال عن ابنتي المكروه، والحمد لله.

ماذا نفعل عندما يبتلع الطفل شيئًا جارحًا أو حادًا؟

 مضت أيام وبدأت أقرأ عن الإجراءات اللازم اتباعها حال الطفل شيئًا جارحًا أو حادًا، وعرفت أن الإجراءات الأولى أو الإسعافات الأولية يجب أن تكون سريعة بقلب الطفل وطرقه على ظهره مرات عديدة والضغط على بطنه، والاتصال بطبيبٍ واستدعاءه أو الذهاب إليه في أسرع وقت.

ويكون قلب الطفل وطرقه على الظهر والبطن بهدف تحريك الجسم الذي ابتلعه وإخراجه من مجرى التنفس لو كان فيه أو تحريكه لو كان يخنقه ويحول دون تنفسه بشكلٍ كامل. وبعد ذلك، يأتي دور الطبيب بحقن الطفل بحقنة مهدئة حتى ترتخي عضلاته وتهدأ أعصابه فيسهل تحريك هذا الجسم الحاد أو خروجه، وكنت قد قرأت أن الابتلاع التام له واستقراره في المعدة يقلل من خطورة الموقف وبإمكاننا متابعة مكانه وتحركه في جوف الطفل بالأشعة بعد ذلك.

 كيف نعلم أن الطفل ابتلع شيئًا حادًا؟

نعلم أن الطفل قد ابتلع شيئًا حادًا من شعوره بالضيق أو الاختناق وظهوره في حالةٍ غير مألوفه من طرد اللعاب من الفم، أو بتقيؤه دمًا إو بإخراجه لعابًا غزيرًا بكثافة وميل لونه إلى الزرقة أو الاحمرار الداكن، أو شعرنا بعدم قدرته على التنفس وفتحه فمه باستمرار، وعندها يجب أن نعلم أنه يعاني من ابتلاع شيءٍ أغلق مجرى التنفس أو يؤلمه في ابتلاعه، ومن ثم يجب أن نسرع في إسعافه بحمله وقلبه نحو الأسفل والضرب بشكلٍ لا يؤلمه على ظهره، وبالضغط على بطنه عدة مرات، ونحرص على فعل ذلك عدة مرات حتى نصل للطبيب أو حتى يزول الاختناق العارض. وقد أخبرني الطبيب أن ما فعلته في بادئ الأمر كان مفيدًا له، مع التأكيد على ضرورة ضم الطفل وتقبيله لطمأنته وإسماعه أصوات مطمئنة له ومهدئة من روعه، لأنه يكون في حالةٍ شديدة من الخوف والفزع.

 مصادر:

https://www.alittihad.ae/article/15978/2016/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D9%8A%D8%A8%D8%AA%D9%84%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84-%D8%B4%D9%8A%D8%A6%D8%A7%D9%8B-%D8%B5%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%8B-%D8%9F

https://www.mayoclinic.org/ar/first-aid/first-aid/basics/art-20056707

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

معلم لغة إنجليزية ومترجم وصحفي حر وكاتب محتوى صحفي وتقني وأدبي