ماهية الذات

الطفولة ، تلك الفترة المهمة والمصيرية في حياة جميع البشر. حيث يتم فيها تكوين الذات و بلورة الصفات، فيبدأ الإنسان شيئاً فشيئاً بالشعور بذاته و تكوين تصور واضح لمعالم حياته .و من هنا يبرز السؤال الأهم حول الذات و ماهيتها ؟و ما هي أوجه التشابه و الإختلاف بين ذاتي و ذات الآخر؟ الذات:إنها خليط و مركب متجانس ، تتحد فيه عدة عناصر و ترتبط بروابط خفية مكونة المادة الحيوية و التي بدورها تعمل على إعطاء النفس البشرية صفاتها التي تميزها عن غيرها ، و ما الذات سوى انعكاسنا في الوجود و أثرنا في الأشياء و أثرها فينا. والمتتبع لحال البشر، يجد أن لكل إنسان طريقة معينة للتعبير عن ذاته، كما أن لكل شخص بصمة مختلفة و سحر مختلف . وهنا يظهر لنا تعريف آخر للذات، إذ من الواضح أنها تلك الفطرة التي جُبلنا عليها والتي جاءت معنا منذ لحظة الولادة و سترافقنا حتى آخر نفس لنا في هذه الحياة. و قد يتساءل البعض كيف يمكنني اكتشاف ذاتي والشعور بها؟ والجواب هو : أن أول طرق اكتشاف الذات هو التأمل في اللاشيء و التأمل في كل شيء فلقد منحنا الله عز وجل العقل الذي يميزنا عن سائر مخلوقاته ، حيث يعتبر مصدر الوعي و الإدراك و التمييز عند بني البشر. من هنا يبدأ البحث عن ماهية العقل و قدراته و مسؤولياته و حدوده، و هل من الممكن أن يكون العقل وحده هو المسؤول عن وعينا و إحساسنا بذواتنا أم أن هناك قوة و محرك خفي وراء ذلك الشعور العظيم بالذات؟ من رحمة الله بنا أنه عندما خلق الخلق لم يكلفنا ما لا طاقة لنا به، فلقد جعل لنا العقل لِنُمَيِّزَ و نتمَيَّز به . إنه المحرك الأساسي والمصنع الطبيعي لأفكارنا و شعورنا بذواتنا . ويبقى السؤال الأهم إن كان هناك ما يؤثر على عقولنا و ذواتنا في آن واحد؟ إنه الإلهام والوحي الإلهي ، كيف لا؛ أوليست البشرية هُديت و عُمِّرت بالوحي؟ إذاً حتى نكتشف ذواتنا فمن الضروري علينا أن نستشعر أهمية و دور الإلهام الإلهي في توجيه و دعم خطواتنا في رحلة بحثنا عن الذات .

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author