ما هي القرصنة البيولوجيوية Biohacking؟

بيولوجيا افعل ذلك بنفسك

لم أصدق ذلك عندما سمعت عنه لأول مرة، فبدأت بالفعل أبحث عنه على الإنترنت، فوجدت إنها حقيقة واقعة. يقولون إن علوم الأحياء يجب أن تكون متاحة للجميع وللاستخدام الشخصي تمامًا مثل الكمبيوتر الشخصي منذ عقود، وذلك بعد أن كان للشركات والمؤسسات فقط. ومثل ما يوجد مصطلح قرصنة واختراق في عالم الكمبيوتر والبرمجيات، كذلك أصبح يوجد مصطلح مثله في عالم البيولوجيا، ولكنه ليس مخيفًا بتلك الدرجة، أقصد المصطلح ذاته، فهي حركة من هواة البيولوجيا تستخدم التقنيات الطبية والحيوية الحديثة في تجارب آمنة على الجسم، وهو تطور اجتماعي جديد ومذهل، يشتمل على العمل بالخلايا الجذعية أو الحمض النووي أو أي شيء يمكن عمله باستخدام تكنولوجيات شائعة من التي يمكن تشغليها في المنزل.

بداية القرصنة البيولوجية

بدأت هذه الحركة حوالي سنة 1988، وهي بذلك ليست جديدة تمامًا، لكن شهرتها بدأت مؤخرًا بالانتشار، ويشرف على ذلك متخصيين أو هواة ممن لم يخضعوا للدراسة والتدريب الجامعي، وذلك في بيئة غير خاضعة كثيرًا لضوابط الحكومات، وهي غالبًا على سبيل الهواية وحب الاكتشاف والفضول وبعيدًا عن الأهداف التجارية والربحية، ويطلق عليه "علم أحياء الهواة" أو القرصنة البيولوجية. والهدف من ذلك نشر ثقافة جديدة مفادها أن الفرد العادي بمقدوره المشاركة في نشاطات المجتمعات العلمية الحيوية من غير أن يحمل شهادات أكاديمية عليا، حيث تتوفر لهم مؤخرًا بعض المعامل والمختبرات البيولوجية الملائمة لهذا الغرض.

في سنة 2005 كتب أحد رواد القرصنة البيولوجية مقالًا في مجلة Wired الأمريكية للعلوم بأنه قد حان وقت المختبر البيتي في المرآب، وفي سنة 2008 تم تأسيس جمعية لهواة الأحياء، وقد أسسها جاسون بوب وماكنزي كاويل وعقدوا أول اجتماعاتهم، حيث أكدوا أن هذا المجال يجب أن لا يقتصر فقط على المتخصصين فيه، ويجب أن يصبح متاحًا لعامة الناس. وتشتمل إيجابياتها على كثير من الفوائد مثل خفض التكلفة والتسلية، ورفع متوسط مدة الحياة، وكذلك التدريب، كما ويجري العمل على صنع وتأمين معدات مفتوحة المصدر متاحة للجميع.

المحاذير والمخاوف والفرص

على الرغم من أنها تبدو حركة طبيعية للأشخاص الهواة، وهي فعلًا كذلك، لكن تتواجد مخاوف متعددة مثل ما يحصل في كثير من مجالات العلوم عندما تتطور، ولكن في هذا المجال بالذات تكون المخاوف أكثر على صحة الإنسان والبيئة والعاملين في هذه المختبرات، حتى إن المخاوف تشتمل على انتشار الأوبئة أو ظهور وحش هجين مثل فرانكشتاين مثلًا، ولهذا السبب حرصت جمعية القرصنة البيولوجية على وضع قواعد أخلاقية للتعامل بهذا المجال، وعملت على توفير إشراف حقيقي، وأن يكون العمل في أماكن بعيدة عن احتمالات الإضرار بالبيئة والسكان والكائنات الحية، وعبر وضع خطط متكاملة.

يمكن القول في النهاية بأنه أمر ممتع وواعد بالفعل، ففي هذه الأيام تجتاح العالم الكثير من حركات التطور المتسارعة التي سوف تنتهي به قريبًا لأن يكون عالمًا آخر جديد غير الذي عرفناه، فلو افترضنا أنه أمكن ضبط تطور هذا المجال والسيطرة عليه، فأين المشكلة؟ وحيث أننا نرى مشاكل وعيوبًا في كثير من التقنيات الجديدة من حولنا، فمن يدري؟ ففي بعض الأحيان يكمن حل مشكلة في صميم ما يظهر أنه مشكلة أخرى جديدة!

 

زاهر طلب
كاتب وباحث

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author