مرض الشهرة

إن الجميع لديه هاجس وحب لذاته البعض تترجم ذاته له نفسها من خلال أن تكون محط أنظار والبعض من خلال أن يشتهر حتى ولو كانت هذه الشهرة بالوهم بل حتى لو كانت بما يخالف عقيدته أو عاداته أو قيمه، إن صدى "الأنا" في النفس كبير ويهيج لديها من المعارف الكثير.

  القضية هنا قضية سلوك نعم ولكنه سلوك قد ينتقل إلى صناعة الوهم والتجارة بالوهم، ومع مكان متكامل الآن يوجد للناس ليرتوي الكثيرون من شبق ونهم الشهرة وهذا المكان يتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي باختلافها، بات هناك ما يدعو للقلق لأن الكثيرين قد تشبعوا بما لم يعطوا فقد اجتمع مع الأنا كذلك الكذب المدهش في إضفاء صفات على الذات ليست حقيقية فإذا به يعيش بالوهم ويجعل من حوله يسعى ليكون في ذات وهمه! 

 

إنها تجارة رابحة رائجة لمحاولة أن تكون على نظام (خالف تعرف) وهي مثل رجل يقال أنه سمع في بيت الله الحرام أن الناس تمدح العلماء والأئمة من مثل الشافعي وأحمد فقال لنفسه: والله لأشتهرن كما اشتهروا، فإذا به يبول في بئر زمزم حتى يعرف!! أمثال هؤلاء ممن يدخلون من الباب الخلفي من الشهرة من يريدون شهرة إعلامية حتى وإن كانت مشهرة أبي لهب في القرآن فإنه لا إشكال لديهم.

 

هنا لا بد أن يكون هناك دراية حول ماذا أريد؟ ولم أشتهر؟ وهل الشهرة أمر أطلبه لنفسي أم يطلبه الناس مني بعد أن أحقق أمرا مهما في ذاتي؟ إجابة أي شخص عن هذه الأسئلة ووعي المشاهد والقاريء لما حوله وأن يكون صاحب فكر حصيف لا من يدور وراء كل تافه وما لا ترفع له العين علاج ناجع لعلاج هذا المرض الذي بات يفتك حتى بالأطفال! إذ لا تعجب أن حلم أحدهم أن يكون يوتيوبر مشهور! وهذا ومثله ومع السقوط الأخلاقي في بعض البرامج يجعلك تعرف حجم الخلل ....

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author