مزِّق كراسة أهدافك .. طريقك لتحقيق أهدافك 2021

لا تتعجب ليس في العنوان خطأ، ولم ألجأ له كفخ لزيادة مشاهدات المقال، فأنا آخر من يفعل ذلك، ولكن الأمر حقيقي، فلعلك طالعتَ أو ستطالع على مشارف هذا العام الجديد أحد النشطاء على قنوات اليوتيوب من يقول لك على الطريقة الفعالة لكتابة أهدافك هذا العام بكراسة الأهداف.

دعني أقول لك مزِّقها .. نعم، الأمر لا يتحمل مزيداً من الأوراق والكراسات المطوية داخل الأدراج أو الملقاه على أحد الرفوف! .. السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف قديم ومعمول به ويحقق نتائج رائعة، وليس شراء هذه الكراسة لهذا الغرض سوى مضيعة للوقت، الكراسات لها استعمالات أخرى.

ركز معي ..

أوضحت نتائج أحد استطلاع الرأي في سنة ما أن 3% فقط أبدوا رضاهم عن تحقيق أهدافهم السنوية، وأن 97 % غير راضين ولم يحققوا أهدافهم، فضلا عن أن ثلث هذه النسبة نسوا أهدافهم أصلاً.

 ما سأقدمه لك في هذا المقال هو طريقة لتغيير تفكيرك أنت وليس مجرد كلام على ورق قد لا يتجاوز الورق، وكذلك هو خلاصة تجارب معمول بيها وناجحة بإذن الله.
دعنا أولاً أن ننسف الاسباب التي تحول دون تحقيق أهدافك وتمنعك من الوصول إليها، وهي 7 أسباب فقط، ولحسن الحظ أن الحل سيكون في 3 خطوات فقط .. أظن أن الأمر بسيط .. إذاً تابع معي  

 

اسباب عدم وصولك لهدفك في الحياة:

 

السبب الأول: أن يكون هدفك غامض

كثير من الناس لو سألتهم عن أهدافهم في الحياة ستكون الإجابة كالتالي: أن أكون غنياً - أن أكون سعيداً – أن أشتري سيارة - أن أحصل على مجموع عالي ... كل هذه الأهداف بالمناسبة أهداف عامة وغامضة، وبالتالي سيكون طريقك لتحقيقك هذا الهدف غامض ومشوش، إذاً يجب أن تحدد هدفك بشكل واضح ودقيق.

 

السبب الثاني: الشك

كثيراً من الناس يترك لوساوسه العنان لتصور له كل العقبات والعراقيل التي ستواجهه من قبل حتى أن يشرع في التحرك نحو تحقيق هدفه، وتساوره الشكوك والتساؤلات .. ماذا لو فشلت؟ .. ماذا لو خسرت رأس مالي؟ ... وهكذا، لا تقلق الحل بسيط وسيأتي ذكره في النهاية، نحن الآن نحصر الأسباب فقط.

 

السبب الثالث: التسويف

التسويف ذلك اللص الذي يسرق العمر والزمن، تجد أسهل كلمة على أي شخص لديه مهمة أو واجب يومي أن يقول: بعدين - بكرة .. إن كنتَ من هؤلاء الناس لا تيأس، الحل في السطور القادمة.

 

السبب الرابع: عدم الالتزام

بالرغم أنك ممكن تجد شخص محدد هدف واضح وبيشتغل عليه ، إلا أنه غير ملتزم بشكل جدي، هذا الشخص يرى أنه قد بذل ما في وسعه ولكنه فشكل ولم يصل، فيُحبط ويتراخى ولا يسعى لإستكمال مشواره. هذا أيضاً له حل.

 

السبب الخامس: التشعب

هل ممكن أن نسير في طرق متعددة متوازية في نفس الوقت؟ بمعنى: هل رأيت شخص يقطع بسيارته شارع الهرم وشارع فيصل في نفس المشوار؟ بالطبع لأ ..

لا تحاول أن تعمل على أكثر من هدف واحد في كل مرة، أن تنشغل بهدف واحد فقط وتحققه ثم تبدأ بتحقيق هدف آخر، أفضل من أن تنشغل بعشرة أهداف ولا تحقق أي منهم.

 

السبب السادس: الأعذار

الأعذار شماعة من لا حيلة له .. أترضى أن تكون عديم الحيلة؟! .. أترضى أن تكون مستضعف وعاجز؟! .. أتقبل على نفسك الفشل وأنت ترى الضرير قد حفظ كتاب الله، والعاجز قد اجتاز بحر المانش، ومقطوع الأطراف أحد أكبر وأشهر المحاضرين والمحفزين في العالم؟!! .. أظنك لا تقبل هذا، وقد أنعم الله عليك بالصحة والعافية والنعم .. أتفق معك أن ظروف البلد سيئة، ولكن دعني أُفاجئك بأن شعوب دول العالم الأول أيضاً يختلقون الأعذار في ظل ظروف بلدهم المهيئة وحسن معيشتهم الاقتصادية، إذاً فلا دخل لظروف البلد، ولا ظروف والديك، ولا حالتك السيئة، ولا مرتبك المتدني، وإن كثرة ذكر هذه الأعذار يرسخ لديك فكرة العجز والاستكانة والقعود عن تحقيق أهدافك.

والظروف إن كانت سيئة فهي سيئة على الكل، فلما نجد من هم تغلبوا عليها وحققوا أهدافهم، ونجد آخرون تقاعسوا!!
فلا تدع الأعذار والظروف سبباً واهياً لتأخرك وانهزامك.

 

السبب السابع: عدم معرفة التعامل مع الانتكاسات
نحن متفقين أن الحياة مفروشة بالأشواك والعقبات والعراقيل، وأن الإنسان لا يحصل على ما يريده بسهولة وأن الطريق غير مفروش بالورود، ومع وجود هذه العقبات تحدث الانتكاسات، فإذا تعلمنا كيف نتعامل مع الانتكاسات مكننا ذلك من النهوض وإعادة المحاولة والتغلب عليها.

هذه هي السبع اسباب التي تؤدي لعدم تحقيق أهدفك، وكما أخبرتك أن علاجهم سهل بأمر الله ولا يتطلب منك دفتر لكتابة أهدافك وتسطير خطواتك، العلاج في ثلاث خطوات:

 

1-      اعرف إلى أين تذهب
من قال أن أصحاب المشاريع الناجحة كان لديهم خريطة توضح لهم جميع خطواتهم المستقبلية بشكل مسبق؟! .. فقط هم لديهم هدف واضح هناك بعيد على القمة، ولكن الطريق المؤدي إليه غير واضح، المسار الذي يقطعه الشخص الناجح هو عبارة عن خطوات متتالية، لا يرى فيها الخطوة الثانية إلا بعد أن يخطو الخطوة الأولى، تماماً مثل رياضة تسلق الجبال، المتسلق كل ما يراه وما يسعى للوصول إليه هو قمة الجبل (الهدف)، ولكنه لا يرى ولا يعلم أي مسار يسلكه في طريقه للصعود، ولا يعلم أين سيضع قدمه في الخطوة رقم 3 وهو مازال على الأرض.

2-      كن واثقاً في الله مؤمن بنفسك
لا تدع الشك يتسلل إليك حول قدراتك لتحقيق أهدافك، الله سبحانه يقول "وكان حقاً علينا نصر المؤمنين" فقط آمن بقدرة الله فيك واسعى ولا تقف.

3-      حدد هدف صحيح
ماذا نعني بالهدف الصحيح؟ وهل هناك هدف خطأ؟ .. بكل تأكيد، الهدف الخطأ هو أن تضع أمامك الهدف العام والنهائي وتنشغل به وتُطيل النظر إليه، وتنشغل عن تأدية المهام اليومية أو أقول الخطوات اليومية التي ستوصلك لهذا الهدف النهائي.
ماذا يعني هذا الكلام؟ .. دعني أوضح بمثال: أنت شخص يوتيوبر تُقدم محتوى وهدفك أن تصل لـ 100.000 مشترك في نهاية العام، هذا هو الهدف النهائي الذي تسعى للوصول إليه .. تمام، ولكن اسمح لي أن أطلب منك أن تضع هذا الهدف النهائي في خلفيتك الذهنية ولا تركز عليه، ولكن ركز على الأهداف والخطوات الصغيرة كأن تقوم برفع فيديو كل ثلاثة أيام بعد أن تجتهد عليه، ساعتها ستصل لهدفك النهائي بالتركيز على الأهداف أو الخطوات الصغيرة فقط.
لو إنت طالب وهدفك هو الحصول على مجموع كبير يمكِّنك من دخول كلية الهندسة، ساعتها ضع هذا الهدف في الخلفية ولا تركز عليه، ولكن إجعل هدفك وتركيزك إنك تذاكر كل يوم ساعتين زيادة.


فقط كل ما عليك أن تعرف إلى أين تتجه (هدف واضح)، ثم صدق نفسك أنك تسطيع (آمن بقدراتك)، ثم قسم الهدف الكبير إلى مجموعة أهداف صغيرة تستطيع تحقيقها والعمل عليها، على شكل خطوات خطوة فخطوة نحو الهدف، تماماً كالشخص الذي يتسلق الجبال نحو القمة .. دمتم بخير ونجاح ويقين.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author