نظرية كولبيرج في النمو الأخلاقي

نظرية كولبيرج في النمو الأخلاقي

- لورنس كولبيرج (1927-1987)

لورنس كولبيرج عالم نفس أمريكي ولد في مدينة نيويورك، التحق بجامعة شيكاغو وحصل على أعلى العلامات في اختبارات القبول مما أهله للحصول على شهادة البكالوريوس في مجال علم النفس خلال سنة واحدة فقط، ثم أكمل دراسته الجامعية حتى وصل إلى مرحلة الدكتوراه، التي بدأ من خلالها عمله في مجال علم النفس التطوري، أخيرًا تمكن كولبيرج بعد دراسات عديدة وأبحاث أجراها من خلق فرع جديد للأبحاث سمي "بعلم النفس التطوري - مجال الأخلاق".

- مقدمة في نظرية النمو الأخلاقي 

تأثر (كولبيرج) بالعديد من نظريات علم النفس لكن النظرية الأساسية التي كانت بمثابة الدافع الأساسي والمحرك للبدء في أبحاثه كانت (نظرية بياجيه للنمو المعرفي)، تعد هذه النظرية مصدر الإلهام الأساسي الذي تبناه كولبيرج لتطوير وصياغة نظرية النمو الأخلاقي. 

يرى (كولبيرج) في نظريته أن النمو الأخلاقي للفرد أحد أهم جوانب نمو الشخصية في المجال الاجتماعي، لأن الأخلاق هي أساس حفظ النظام والقانون بين أفراد المجتمع في كافة مجالات الحياة. 

اعتمد (كولبيرج) طريقة السرد القصصي لعرض نظريته بشكل سلس وذكي، ففي كل قصة كان يطرح معضلة معينة مليئة بالصراعات تجمع بين القواعد الاجتماعية والقانونية العامة وبين الحاجات الإنسانية الخاصة بكل فرد.

- مراحل النمو الأخلاقي تبعًا لنظرية كولبيرج 

أدرج كولبيرج العالِم (نظرية النمو الأخلاقي) تحت ثلاثة مستويات رئيسية; يتضمن كل مستوى مرحلتين من مراحل النمو، إذ تمثِل كل مرحلة منها خطوة مهمة في نمو التفكير الأخلاقي للفرد.

(المستوى قبل التقليدي)

وهو المستوى الأول في النظرية وفيها يتمركز الطفل حول ذاته، فالطفل في هذه المرحلة لا يهتم بنظرة المجتمع لأفعاله، بل يهتم بما قد يحصل عليه بعد انتهاء الفعل، هل سيحصل على مكافأة أم سيحصل على عقاب، ينقسم هذا المستوى إلى مرحلتين أساسيتين: المرحلة الأولى تتلخص بعملية الطاعة لتجنب العقاب وفيها أن السلوك محكوم بنتائجه والفرد يستجيب للأوامر حتى يتجنب العقاب.

أما عن المرحلة الثانية من المستوى الأول فتتمثل في الطاعة للحصول على مكاسب مادية فالسلوك محكوم بنتائجه، يكمن الفرق هنا أن الفرد يستجيب للأوامر حتى يحصل على   الثواب والمكافأة.

(المستوى التقليدي)

المستوى الثاني ل(كولبيرج) في نظريته هو المستوى التقليدي وفيه يتحول التركيز من المصلحة الذاتية إلى العلاقات والأنظمة الاجتماعية، عندها يسعى الفرد للامتثال للقوانين والمعايير حتى يحصل على قبول اجتماعي مناسب في بيئته.

يتبنى المستوى التقليدي مرحلتين أساسيتين، في المرحلة الأولى (الولد الطيب والفتاة الطيبة) إذ أن السلوك هنا محكوم بنظرة المجتمع، فالفرد هنا يسعى لتلبية توقعات الآخرين والحصول على رضاهم.

أما في المرحلة الثانية ففيها يكون التوجه نحو المحافظة على القانون والنظام الاجتماعي; هدف الفرد هنا يتركز حول النظام العام والحفاظ عليه وليس الحصول على القبول الاجتماعي فقط.

(المستوى ما بعد التقليدي)

في هذا المستوى يرى كولبيرج أن الفرد يسعى لتطبيق وتعميم معاييره و مبادئه الأخلاقية على جميع الأفراد من مختلف البلدان والثقافات وليس فقط على الأفراد المتواجدين في بيئته.

تتضمن المرحلة الأولى فكرة العقد الاجتماعي وتعني أن الفرد ينظر للقيم والآراء الشخصية على أنها نسبية وأن المصلحة العامة هي الأهم.

المرحلة الثانية من المستوى الثالث تعتمد المبدأ الأخلاقي العام (العالمي) وهو أن الصواب والخطأ يحددهما ضمير الفرد ومبادئه الأخلاقية بشكل نسبي وبما يقتضيه الموقف، فالفرد من الممكن أن يخرق القانون العام من أجل تحقيق مصلحة انسانية ضرورية.

ووفقًا ل (كولبيرج) تعتبر هذه المرحلة الأعلى في النمو الأخلاقي وهي صعبة التحقيق فلا يصل إليها جميع الأفراد، فمنهم من يفشل أخلاقيًا ويقف النمو عند أي مرحلة من المراحل السابقة.

انتقادات في نظرية كولبيرج

انتقد العديد من الباحثين في مجال علم النفس هذه النظرية وكان من أكبر الناقدين لهذه النظرية الباحثة، المساعدة والتلميذة السابقة لكولبيرج (كارول جيليجان)، ترى (جيليجان) أن النظرية تستند على الطبقية بشكل كبير والبحث من خلال استخدام الرجال والفتيان البيض من الطبقة العليا.

ويرى (كولبيرج) أن النساء قاصرات في تفكيرهن الأخلاقي، وفي انتقاد (جيليجان) اقترحت أن الذكور والإناث يفكرون بشكل مختلف بعيدًا عن فكرة أن النساء قاصرات في تفكيرهن الأخلاقي.

وتعكس النظرية نموذج غربي للعدالة قائم على الفكر الفردي، وهذا تحيُز ضد أولئك الذين يعيشون في المجتمعات غير الغربية التي تركز بشكل أقل على الفردية، ويجادل النقاد بأن نظرية (كولبيرج) لا يمكنها أن تقوم بتفسير العديد من هذه التناقضات.

المراجع

• عبد المعطي، حسن وقناوي، هدى. علم نفس النمو، دار القباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة (2000).

• .Portraits of Pioneers in Developmental psychology, 277, 2012

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author