يعيشون على جبال من الذهب...لكنهم فقراء!

تخيلوا أن هناك من يشترى كل ما يحتاجه من منتجات بالذهب، ويتمنى العديد أن يكون معهم لاعتقادهم أن هؤلاء يمتلكون سيارات فارهة وقصورا ضخمة، ولكنهم فقراء رغم جبال الذهب التى يعيشون عليها!

هذا هو الحال فى الكونغو، حيث يلجأ الفقراء في الكونغو وفي أغلب الدول الغنية بالذهب إلى التعدين غير القانوني، ينقبون عن المعدن الأصفر ويستخرجونه بطرق بدائية ثم يبيعونه في السوق السوداء، حيث يصل فيها سعر الذهب إلى نحو 20% من سعره الحقيقي، فمثلا إذا كان سعر الجرام الواحد يبلغ خمسين دولار فإن تجار السوق السوداء يشترونه بعشرة دولارات فقط، لكن السلطات الحكومية لا تقف مكتوفة الأيدى، فما أن يعثر هؤلاء الفقراء على منجم للذهب إلا وتصل السلطات للموقع وتطرد من فيه، وتستولى على في حوزة هؤلاء الفقراء من تراب ثمين، وتحوله إلى موقع قانوني للتعدين، بحجة أنه واقع فى أراضي مملوكة للدولة.

تحتل الكونغو المركز الخامس على مستوى قارة أفريقيا في إنتاج الذهب لعام 2019 بنحو 39 طن سنويا، فيما تأتى جنوب أفريقيا في المركز الأول بحوالي 160 طن، تتبعها غانا ب 120 طن، وكان المركز الثالث من نصيب السودان ب 100 طن، وتحتل مالي المركز الرابع بنحو 46 طن.

وقد يتساءل البعض لماذا يعيش سكان الكونغو حياة بائسة رغم أن بلادهم تغرق بالذهب؟ وذلك يرجع إلى النزاعات بين الميليشيات المتناحرة على استخراج الذهب، وسيطرتها على المناجم غير القانونية، ويضاف إلى ذلك الأطماع الخارجية في ثروات الكونغو الثمينة، كل ذلك منع السكان من التمتع بخيرات بلادهم.

وما أشبه الحال في الكونغو بحال أولئك الأشخاص الذين يعيشون في الأجزاء النائية من الأمازون الفنزويلية، حيث ينتشر التعدين غير القانوني بكثرة لدرجة أن التجار في هذه المنطقة يتعاملون بالذهب كبديل للعملة المحلية، التي يقولون أنها عديمة القيمة نظرا للتضخم المفرط الذي تعيشه البلاد منذ سنوات، فمثلا بلغ سعر علبة التونة خيطاً واحداً من الذهب، أي ما يعادل (1/10) عُشْر جرام من المعدن الأصفر أو ما يعادل ستة دولارات، ولا يوجد عمال مناجم أغنياء، فربما يعثر بعض الأشخاص على الذهب بالصدفة، وفي العام الثاني يخسرونه كله.

 

قد يظن البعض أن رحلات البحث عن الذهب في هذه البلدان سهلة جدا، لكن فى الواقع أنها تستغرق شهور للحصول على جرامات قليلة من المعدن الأصفر، حتى أن هناك بعض الأشخاص حول العالم يفقدون أرواحهم داخل المناجم في رحلة البحث عن الثراء.

 

المصادر:

https://www.skynewsarabia.com

https://www.bbc.com/arabic/world-56281294

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author