الدراسة الاستطلاعية

الدراسة الاستطلاعية في ....البحث العلمي

 

 

مقدمة

إن مكانة العلم والمعرفة في المجتمع تلعب دورًا مهمًا وكبيرًا في عملية انتشار المعرفة والبحث العلمي، كما أن مواقف المجتمع والأشخاص تجاه الإبداع والابتكار والتغيير والإصلاح هي عناصر أساسية للتنمية والتقدم العلمي، وأن تحقيق نسق فعال للبحث العلمي للبحث العلمي يتطلب توفر النوايا الصادقة والرغبة الحقيقية في تحقيق التقدم في جميع نواحي المجتمع.   

يعتمد كثير من الباحثين قبل أن يعتمدوا خطة بحثهم وتطبيقها بشكل رئيسي إلى إجراء ما يُطلق عليه بالدراسات الاستطلاعية، والتي يتم إجراؤها على عدد غير كبير من الأشخاص بغرض التحقق من فائدة البحث الذي سوف يجريه بحيث يوفر الجهد المحتمل بذله والوقت قبل البدء في إجراءات البحث بشكل قاطع، وحتى يستطيع الباحث أن يَعرف العقبات التي تعيق تطبيق إجراءات الدراسة ومن ثم يستطيع أن يَعثر على الحلول الملائمة للعقبات المحتمل أن تعترض طريقه أثناء تنفيذ الدراسة، أيضًا يتمكن الباحث من خلال الدراسة الاستطلاعية من تجريب أدوات البحث ومعرفة مدى ملاءمتها لموضوع بحثه، وكذلك معرفة عينة البحث. ، و هذا ما لفت انتباهنا في تسليط الضوء على الدراسة الاستطلاعية لمعرفة بعض جوانبها فما هي الدراسة الاستطلاعية ؟ و ماهي أهم إجراءات تطبيقها؟

 

ماهية الدراسة  الاستطلاعية  :
1-1 تعريف الدراسة  الاستطلاعية  :
تسمى أيضا بالبحث الكشفي أو الصياغي و فيه يلجأ الباحث لإجراء دراسة استطلاعية عندما يكون مقدار ما يعرفه عن الموضوع قليلا جدا لا يؤهله لتصميم دراسة وصفية و ذلك عن طريق إجراء منهجية محددة تتكافل لتحقيق أهداف الدراسة  الاستطلاعية  و تمثل هذه الدراسات أو الأبحاث في الغالب نقطة البداية في البحث العلمي بشقيه النظري و التطبيقي .
- البحث الاستطلاعي أو الدراسة العلمية الكشفية الصياغية  الاستطلاعية  ، هو البحث الذي يستهدف التعرف على المشكلة فقط. وتكون الحاجة إلى هذا النوع من البحوث عندما تكون مشكلة جديدة أو عندما تكون المعلومات عنها ضئيلة، وعادة ما يكون هذا النوع من البحوث تمهيدا لبحوث أخرى تسعى لإيجاد حل للمشكل.
- الدراسة  الاستطلاعية  أو الكشفية كما يتضح من اسمها تهدف إلى استطلاع الظروف المحيطة بالظاهرة و كشف جوانبها و أبعادها وأحيانا ما يطلق على هذا النوع من الدراسات ” الدراسات الصياغية “ من منطلق أن هذا النوع من البحوث يساعد الباحث و زملائه من صياغة مشكلة البحث صياغة دقيقة تمهيدا لبحثها بحثا متعمقا في مرحلة تالية أيضا لكونها تساعد الباحثين في وضع الفروض المتعلقة بمشكلة البحث التي يمكن إخضاعها للبحث العلمي الدقيق.[1]
إذ يستحسن قبل البدء في إجراءات البحث و بصفة خاصة في البحوث الميدانية القيام بدراسة استطلاعية للتعرف على الظروف التي سيتم فيها إجراء البحث) ،إذن البحث الاستطلاعي أو الاستكشافي هو مرحلة أولى يجب تجاوزها قبل الخوض في نوع آخر من البحوث. إذ يساهم هذا البحث في زيادة الألفة بين الباحث و ميدان البحث.


1-2 أهمية الدراسة الاستطلاعية:
تتمثل أهمية البحث الاستطلاعي بالنسبة للبحوث في انه:
- يسهم في توفير قدر من المعرفة حول الموضوعات المختلفة للأبحاث خصوصا تلك التي لم يسبق دراستها.)
- يقدم رصيد من الفروض و يضع أمامنا نوعية التسهيلات المتوفرة لإجراء البحوث ففي كثير من الأحيان يكون البحث الاستطلاعي هو المدخل لدراسة متعمقة حول الموضوع الذي تناوله البحث الاستطلاعي وهو بذلك يمثل نقطة البداية لكثير من البحوث الجديدة.
- يزيد من ألفة الباحث بالظاهرة.

1- 3أهداف الدراسة الاستطلاعية:
يمكن تحديد أهداف الدراسات الكشفية فيما يلي:
1- بلورة موضوع البحث أو الظاهرة موضوع البحث التي يختارها الباحث و صياغته بطريقة أكثر إحكاما بغية دراستها بصورة أعمق في المستقبل.
2- تحديد المفاهيم الأساسية ذات الصلة بالموضوع الذي اختاره الباحث للدراسة أو البحث.
3- تنمية الفروض و ذلك ببلورة مشكلة البحث او صياغتها في صورة فروض علمية أو تساؤلات.
4- إيجاد مرتكز و قدر من المعرفة ينطلق منه الباحث في بحثه المتعمق.
5- التعرف على الجوانب المختلفة لموضوع البحث أو الدراسة.
6- يمكن تحديد جوانب القصور في إجراءات تطبيق أدوات جمع بيانات البحث و يمكن تعديل تعليمات هذه الأدوات في ضوء ما تسفر عليه الدراسة  الاستطلاعية  .[2]
7- ممارسة تطبيق الاختبارات وتحديد الصعوبات و محاولة حلها.
8- يمكن تحديد ما تستغرقه الدراسة الميدانية من وقت.

 

2- خطوات و أمثلة الدراسة  الاستطلاعية  :
2-1 خطوات الدراسة  الاستطلاعية  :

1- تلخيص تراث العلوم و الميادين المختلفة ذات الصلة بمشكلة البحث و هو ما يعرف باستعراض التراث:
و يقصد بها تلك الإعمال التي قام بإجرائها باحثون آخرون و غالبا ما ينصب اهتمام الباحث في استعراضه للتراث على معرفة المنهجية و الجوانب النظرية و الفروض المتضمنة في الدراسات السابقة و التي ستساعده حتما في إجراء بحثه.


2- استشارة ذوي الخبرة العلمية و العملية:
هم أهل المشورة و الرأي، و هم أناس تتاح لهم فرص الوقوف على المؤثرات الهامة في مختلف المواقع و العلاقات و السلوك الإنساني وواجب على الباحث عند اختيارهم أن يراعي على توفر بعض الشروط منها :
- إن تمثل العينة المختارة التي سيقابلها الباحث الفروع و التخصصات ذات الصلة بموضوع بحثه كافة.
- أن يكون أفراد هذه العينة من بين الأشخاص الذين مضوا وقتا طويلا في مجال خدمة البحث.
- أن يكونوا من ذوي السمعة الحسنة والفكر السديد والحاسم.
3- دراسة وتحليل الحالات المثيرة للاستبصار: ويقصد بها الحالات الفردية ( أفراد، جماعات ، مواقف ) والتي يمكن أن تلقي الضوء على مشكلة البحث فيجب على الباحث الحصول على اكبر قدر ممكن من البيانات التي تسمح له بالتمييز بين السمات العامة المشتركة بين عدد كبير من الحالات و من أمثلتها:
- الحالات محدودات المعالم للظاهرة المدروسة.
- انطباعات الغرباء في المجتمع الجديد.
- انطباعات الأفراد الهامشيين.
- الأفراد الذين يشتغلون مراكز اجتماعية متفاوتة.
- الحالات المرضية.
- الجماعات في فترات الانتقال.

 

2-2 اهم مصادر جمع البيانات في الدراسات  الاستطلاعية  

الدراسات التي تناولت عددا من الجوانب الفردية القريبة من موضوع البحث الموجودة في الكتب والرسائل العلمية سواء أكانت مطبوعة أم غير مطبوعة، بالإضافة إلى النشرات والدوريات العلمية والصحف اليومية، ويساعد هذا الاستعراض الباحث على الكشف عن النتائج التي توصل إليها الباحثون السابقون، وكيفية معالجتهم لمشكلة البحث التي يرغب الباحث بعلاجها.

1.    الوقوف على المنهج أو الطريقة التي يمكن من خلالها معالجة مواقف المشكلة، وكيفية التغلب على صعوبات المشابهة لها في المشكلة.[3]

2.    الوقوف على مصادر البيانات التي يكن يعرف عنها أي شيء.

3.    بالإضافة إلى ذلك فإنها تساعد الباحث على تكوين نظرة تاريخية عن مشكلة البحث العلمي.

4.    كما أنها تمد الباحث بأفكار جديدة ومداخل لم يسبق له دراستها.

5.    كما تمكن الباحث من تقويم جهوده في البحث العلمي.

6.    ويختار الباحث في العادة عينة من ذوي الخبرة العلمية والمهتمين بموضوع بحثه العلمي ويجب أن تتوفر في هذه العينة مجموعة من الشروط منها:

7.    أن يكونوا من الأشخاص المهتمين بالفروع والتخصصات التي ترتبط بموضوع الحيث، وأن يكونوا قد أمضوا وقتا طويلا في مجال خدمة البحث.

8.    كما يجب أن تكون سمعتهم حسنة، ورأيهم معترف به.

9.    ويختار الباحث مجموعة من الحالات المثيرة للاستبصار، والتي من خلالها يتم تزويد الباحث بمعلومات مهمة حول الموضوع الذي يرغب بدراسته، حيث يقوم الباحث بتوجيه مجموعة من الأسئلة إليهم في النواحي التي يريد معرفة المزيد عنها، ويدخل في هذه الحالة الأشخاص الذين يزورن مجتمع البحث لأول مرة، وذلك لأنهم أكثر حساسية بخصائص المجتمع الجديد من الأشخاص الذين ولدوا فيه.

كما يدخل ضمن هذه الحالات أيضا الأفراد الهامشيون والذين يعيشون على هامش الثقافتين، والأفراد الذين يشغلون مراكز اجتماعية مختلفة، وينظرون إلى الأمور من زاوية مراكزهم، بالإضافة إلى ذلك يدخل ضمنها الحالات المرضية، والحالات التي تعيش مرحلة انتقالية من مرحلة لأخرى.

2-3 ما هي سمات الدراسات  الاستطلاعية  

يوجد للدراسات الاستطلاعية مجموعة من السمات ومن أبرز سمات الدراسات الاستطلاعية:

تعد الدراسات الاستطلاعية أقل دقة، كما أنها مرنة في التصميم، وذلك نظرا لغياب عدد كبير من معالم البحث عن الباحث.

بالإضافة إلى ذلك فإن الدراسات  الاستطلاعية  لا تحتوي على فروض، ولكنها عبارة عن مجموعة من التساؤلات الغير فرضية والتي يمكن للباحث أن يقوم باختبارها في دراسات وصفية أو تشخيصية لاحقة.[4]

ينبغي أن تَكون أهداف الدراسة الاستطلاعية مرتبطة بالهدف، كما يجب معرفة وتعيين العامل النهائي الذي سوف يقع الاختبار عليه، كما انه الدراسات في الاستطلاعية ينبغي أن يَكون تركيز الباحث على الهدف وليس على الأهمية الإحصائية.

 

 

خاتمة

و خلاصة القول هو تعمل الدراسات  الاستطلاعية  في علم الاجتماع  على حل مشكلة غير محددة المعالم، وهذا ما يميزها عن الدراسات الوصفية التي تعمل على جمع بيانات عن ظاهرة تغلب عليها سمة التحديد في حال تمت مقارنتها مع الدراسات  الاستطلاعية  ، وهذا ما يميزها عن الدراسات التشخيصية والتي تعمل على جمع بيانات ظاهرة محددة بشكل دقيق.

كما يطلق على الدراسة  الاستطلاعية  اسم الدراسة الكشفية، أو التمهيدية أو الصياغية أو التمهيدية أو الكشفية، وتعد الخطوة الأولى في سلسلة البحث الاجتماعي، ويتوقف العمل في مراحل البحث الأخرى التي تأتي بعد مرحلة الدراسة  الاستطلاعية  على البداية الصحيحة والملائمة التي تخطوها هذه الدراسة.

ويتم التركيز في الدراسات  الاستطلاعية  على اكتشاف الأفكار الجديدة والاستبصارات المتباينة التي تساعد الباحث لكي يفهم مشكلة الدراسة.

ويلجأ الباحث إلى الدراسات  الاستطلاعية  عندما يكون الموضوع الذي يدرسه موضوعا نادرا، ولا يكون لديه معلومات وبيانات تساعده على القيام بإجراء دراسة وصفية له، ولهذا فإن الدراسة  الاستطلاعية  تفيد في زيادة معرفته ألفته لموضوع بحثه العلمي، وذلك حتى يتسنى له الدراسة بشكل أعمق.

 

قائمة المصادر و المراجع
عبد الباسط محمد حسن (1966)، أصول البحث الاجتماعى، لجنة البيان العربى، القاهرة،

 2- على عبد الرازق جلبى، (1999) تصميم البحث الاجتماعى، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية.

 3- أنواع الأبحاث أو الدراسات | العلوم الاجتماعية  hamdisocioblogspotcom/…/blog-post_46

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

Related Articles
About Author

بشير طالب جامعي تخصص علم اجتماع تنظيم وعمل