ما زالت الدراسات العالمية تحذر على الدوام من مخاطر تدخين الأرجيلة وآثارها السلبية على الصحة وخصوصاً على الجهاز التنفسي والهضمي والدماغ والأعصاب والأسنان وحتى آثار تدخينها على البشرة. وتعد مخاطر تدخين الأرجيلة أضعاف مخاطر تدخين السجائر العادية.
يزداد انتشار تدخين الأرجيلة بشكل مستمر وخصوصاً بين فئات الشباب على الرغم من معرفة الكثيرين بالمخاطر المؤذية لتدخينها. ففي مدينة عمان العاصمة الأردنية تنتشر عادة تدخين الأرجيلة في المقاهي والمولات والمطاعم في جميع المناطق الغنية والفقيرة حتى أنها أصبحت عادة اجتماعية "برستيج" لتمضية وقت الفراغ خلال الجلسات مع الأصدقاء.
وقد أعلن مركز الحسين للسرطان عن نتائج دراسة جديدة قام فريق مختص من كوادر المركز وقد كانت النتائج مهمة لإظهار الآثار الخطيرة على الصحة خصوصاً على الجهاز التنفسي والعضلات وتسببها لمرض السرطان وغيره من الأمراض العديدة.
نتائج دراسة مركز الحسين للسرطان:
كشفت الدراسة التي قام بها قسم مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان في عام 2017 عن ازدياد ظهور أعراض متصلة بأمراض الجهاز التنفسي في شريحة الشباب الذين يدخنون الأرجيلة بشكل مستمر. حيث قال الدكتور عاصم منصور مدير عام مركز الحسين للسرطان أن المركز من خلال سعيه الحثيث على نشر الوعي بين المواطنين الأردنيين لتجنب أي عادات سيئة لدى الشباب وذلك للحفاظ على صحة جيل الشباب ليكون جيلاً يتمتع بصحة جيدة لتحمل مسؤولياته الوطنية في المجتمع الأردني. وأكد الدكتور منصور أن المركز لن يتوانى عن دوره الريادي في التثقيف والتوعية من أجل التصدي لآفة التدخين التي تفتك بجيل الشباب، وذلك بتطبيق قانون منع التدخين وعدم التراخي في هذا الموضوع.
الأمراض التي تسببها الأرجيلة:
أوضح الدكتور فراس الهواري رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة ومدير مكتب مكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان بأن النتائج كانت صادمة كشفت عن زيادة في ظهور أعراض أمراض الجهاز التنفسي المزمنة لدى فئة الشباب ممن يدخنون الأرجيلة بشكل منتظم. حيث تم عمل مقارنة صحية بين 69 شاباً تتراوح أعمارهم بين 18-24 سنة من المدخنين مع نفس العدد من غير المدخنين الذكور حيث تم قياس الجهد الرياضي للقلب والرئة على مدار سنتين. وقد ظهرت أعراض على الشباب المدخنين مثل السعال وضيق النفس وزيادة إفراز البلغم والتي قد تبدو أنها أعراض غير خطيرة، ولكنها تعد أدلة واضحة على وجود مشاكل في الجهاز التنفسي وكذلك بينت الدراسة أن قراءات وظائف الرئة أضعف لدى الشباب المدخنين.
زيادة في الوزن وضعف عام:
ويقول الدكتور الهواري "وجدنا أيضاً أن هناك انخفاضاً في قدرتهم على ممارسة النشاطات الرياضية والبدنية، وبحسب الدراسة يمكن أن يتسبب تدخين الأرجيلة بإرهاق مبكر للعضلات وضعف عام."
وكشفت الدراسة أيضاً أن مدخني الأرجيلة عندهم زيادة في الوزن بما يقارب 6 كغم مقارنة بغير المدخنين، وهذا عكس ما هو متعارف عليه عند مدخني السجائر، لكن زيادة الوزن أمر متوقع نظراً إلى آلية تدخين الأرجيلة لفترة طويلة، وعادة ما يتخللها تناول وجبات ومشروبات.
أثر تدخين الأرجيلة على الأسنان واللثة:
أظهرت دراسة سويدية نشرت في صحيفة طب الفم Journal of Periodontology وهي من أشهر المجلات الطبية العالمية، حيث قامت بالتأكد من العلاقة بين أمراض اللثة وعادات تدخين الأرجيلة والسجائر، وبينت أن أضرار تدخين الأرجيلة تمتد على صحة الأسنان واللثة أيضاً حيث قامت بفحص 262 شخصاً تم تقسيمهم إلى عدة مجموعات من مدخني الأرجيلة ومدخني السجائر وتم فحص اللثة والأسنان وصحة الفم. وبينت الدراسة أن هناك زيادة بمقدار 5 أضعاف في مخاطر التسوس وأمراض اللثة عند مدخني الأرجيلة مقارنة بمدخني السجائر، في حين أن نسبة زيادة المخاطر لدى مدخني السجائر كانت 4 أضعاف مقارنة بغير المدخنين. قام بهذه الدراسة فريق من الباحثين في معه كارولينسكا في مدينة ستوكهولم السويدية.
محتويات تبغ الأرجيلة:
وقد أظهرت دراسات جديدة احتواء تبغ الأرجيلة على كميات كبيرة من المواد السامة المسببة للسرطان، والتي لها آثار خطيرة على صحة المدخنين بما في ذلك: الأضرار بأجهزة حيوية في الجسم: فقد تم العثور على مستويات عالية من أول أوكسيد الكربون في دم المدخنين وهذا يضر بإمدادات الأوكسجين لخلايا الجسم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين ويضر باللياقة البدنية.
وتدخين الأرجيلة مرتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض الإنسداد الرئوي وأمراض أخرى خطيرة. وتسبب مكونات التبغ مثل القطران والزرنيخ والكروم والرصاص والبنروبيرين أمراض مختلفة من السرطان مثل سرطان الرئة واللثة والشفاه والمثانة. ومدخنوا الأرجيلة عادة ما يتناقلون الأرجيلة فيما بينهم وبذلك فإنهم يعرضون أنفسهم لأمراض معدية مثل هريس الشفاه والسل وكثرة الوحيدات العدوائية وغيرها وهم ايضاً معرضون لخطر الإصابة بالإكزيما والالتهابات الجلدية التي تظهر على أصابع اليد بسبب مسك بربيش الأرجيلة.
المراجع:
You must be logged in to post a comment.