-طبيعة المواد الاجتماعية : يطلق مصطلح المواد الاجتماعية على
مجموعة المناهج المدرسية في التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية وعلم
الاجتماع والاقتصاد ودراسة المجتمع والفلسفة والمنطق وعلم النفس
والأخلاق، وكلها مواد بحكم طبيعتها تعالج المجتمع وواقعه وآماله
وتطلعاته وماضيه وحاضره ومستقبله .
فمثلا التاريخ : يعنى بهذه العلاقات والمشكلات والسلوك متبعا نشأتها
وتطورها، والنتائج التي ترتبت على هذا التطور، ويربط ما كان في
الماضي على ما هو كائن في الحاضر من هذه العلاقات والمشكلات
والسلوك، وتبرز فيه أدوارالبطولة والجهاد والتضحية والقدوات .
كما تعنى الجغرافيا: بهذه العلاقات والمشكلات وميادين السلوك مع إبراز
علاقتها بتفاعل الإنسان مع بيئته الطبيعية.
والتربية الوطنية: تهتم كذلك بهذه العلاقات لكن من ناحية تنظيمها
والإشراف عليها، وموقف الفرد منها ومن الجماعة، وموقف الجماعة منها
ومن الفرد، ودور السلطات المنظمة أو الموجهة لهذه العلاقات .
ويدرس علم النفس: حاجات الإنسان وميوله وقدراته ومهاراته، واستعداداته
وتفكيره وتصوره وتخيله واتجاهاته وتعلمه، وأثر الوراثة والبيئة في
الإنسان وأفعاله .
والفلسفة: فلا يمكن أن نبعدها عن مواقف الحياة وموضوعاتها التي منها
الخير والشر، والقدرة والإرادة الحرة والعقل والمادة والمثل العليا والتفكير
والحقيقة .
وبناء على ما تقدم فالمواد الاجتماعية بصورتها هذه تتصل اتصالاً وثيقا
بواقع الحياة وما فيها من ظواهر مختلفة، وتهيء مجالات متنوعة تساعد
على النمو الاجتماعي المنشود،وبدراستها تساعد على نمو الطالب نموا
متكاملاً.
والعلوم الطبيعية لها قيمة اجتماعية تظهر في التطبيق العملي لها في
وسائل الاتصال والنقل وفي الأدوات والاختراعات المختلفة التي تستخدم
في كثير من نواحي الحياة، كما تظهر في علاقة الكيمياء بالصحة والعلاج،
والرياضيات لها تطبيقات على علاقات الإنتاج والتوزيع والاستهلاك
والمصارف والأسواق المالية وعمليات البيع والشراء...
أما التربية الفنية : فتظهر أهميتها في ميادين السلوك والناحية الجمالية وتهذيب النفس وصقل المشاعر، والتربية الرياضية تؤثرفي العلاقات والمشكلات وبناء النفس والعقل والجسم.
مما سبق نستنتج أن المواد الدراسية المختلفة تتصل بصورة أو بأخرى بالعلاقات الاجتماعية وبالمواد الاجتماعية ويمكن أن نربطها بما يناسبها في حياتنا اليومية .
-علاقة المواد الاجتماعية بالمواد الدراسية الأخرى :
إن المواد الاجتماعية والعلوم الطبيعية تشتركان معاً في دراسة ظواهر
البيئة الطبيعية، فالمواد الاجتماعية تدرسها من ناحية التفاعل بينها وبين
الإنسان ومشكلات هذا التفاعل وتأثيره في سلوك الإنسان.
والعلوم الطبيعية تدرسها من زوايا مختلفة في ميادين الطبيعة والكيمياء
والفلك كما أن العلوم الطبيعية كي تنفع البشرية، تستفيد من نتائج دراسات
المواد الاجتماعية وتصبغ أبحاثها بصبغة اجتماعية هادفة، كما أن المواد
الاجتماعية تستفيد من العلوم الطبيعية الأسلوب العلمي في التفكير والبحث
وتستخدمه في دراساتها .
على سبيل المثال هناك علاقة وثيقة بين من يدرس في مقرر الجغرافيا من
ثروات معدنية ومواد أولية وتوزيعها في أقطار الوطن العربي كالحديد
والنحاس والنفط ومدى استخدامها في الصناعات المختلفة وأثر ذلك في
أحوال الوطن العربي الاقتصادية والاجتماعية، ويمكن دراستها من حيث
تركيبها الكيميائي وخواصها الطبيعية وتمولها إلى عناصر أخرى مركبة
والعمليات والتفاعلات الكيميائية التي تؤدي إلى ذلك.
وهنا يمكن الربط بسهولة بين الجغرافيا والعلوم لكي يكون التعلم مترابطا
فيربط التلميذ بين الدراسة الطبيعية للمعادن وبين أهميتها في الصناعية
ودورها في الاقتصاد الوطني والاقتصاد العالمي.
وهناك علاقات للمواد الاجتماعية ترتبط بالرياضيات مثل دراسة
المساحات والمسافات واختلاف الزمن باختلاف خطوط الطول، وعدد
السكان، ودرجات الحرارة والرطوبة وكميات الأمطار...الخ )
فضلاً عن إمكانية إفادة الرياضيات في مسائلها في أوجه النشاط البشري
المختلفة في البيئة المحلية وفي المجتمع بشكل عام.
وحيث أن التاريخ هو سجل أعمال الإنسان، والأدب هو سجل أفكار الإنسان
وعواطفه، فكيف يمكن فهم أي من هذين السجلين بدون الآخر ،فمن يطالع
قصة "المعذبون في الأرض" للدكتور طه حسين أو "يوميات نائب في
الأرياف" لتوفيق الحكيم،فإن تلك الأعمال ستلقي أضواء هامة على تاريخ
مصر قبل ثورة 1952 وأحوال الشعب المصري في تلك الفترة.
لذا فالتاريخ لا يقف عند حد أعمال الإنسان، والأدب لا يقف عند حد أفكاره
وعواطفه، فالتاريخ يتضمن عادة الأفكار والعواطف، والأدب لا يتردد في
وصف الأعمال كما أن القصص التاريخي قد يكون أكثر إقناعاً من
التاريخ، وأنه يصور جو الحوادث تصويرا أدق .
أما بالنسبة للغة العربية فإن المواد الاجتماعية تتطلب قراءة تضمن شرحا
من دون اختصار، كما تتطلب أن يجمع التلميذ معلومات من أكثر من
مصدر، ويدونوها وينصفونها، وبذلك يتدرب التلاميذ على التعبير الصحيح
واتباع الأسلوب السليم ، كما يمكن أن يتعاون مدرسو المواد الاجتماعية
ومدرسو اللغة العربية على وضع خطة مشتركة لتيسير نموالتلاميذ اللغوي
وتشجيعه ودعمه ، كما أن الشعر ديوان العرب حيث حفظ العديد من
جوانب وإنجازات الحضارات السابقة وتاريخها ،وهناك نصوص تتضمن
نواحي جغرافية كالصحارى والسهول والوديان والجبال والأطلال والقمر
والشمس والليل والنهار والأشجار والريح والمطر.
وفي المواد الاجتماعية مجالات متنوعة لعمل رسوم تخطيطية توضيحية
ورسوم بيانية رمزية، وأشكال تقريبية، وخرائط متنوعة ملونة وغير
ملونة، وخرائط بارزة ومجسمة من مواد مختلفة، ونماذج
وعينات صخرية ومعدنية وتربة وتنسيقها، وجمع صور توضيحية
وتنسيقها بشكل فني وجذاب، وكل هذا يفيد كثيراً في ميادين التربية الفنية
ويتيح الفرص للتلاميذ لاكتساب مهارات مرغوب فيها ولتنمية الناحية
الجمالية عندهم.
-التكامل في تدريس المواد الاجتماعية :
التكامل فكرة وسط بين المواد المنفصلة وبين الإدماج التام.
فالمواد المنفصلة تعني وجود حواجز أو حدود لكل مادة من المواد
الاجتماعية لا تتعداها، والإدماج يعني إلغاء هذه الحدود بين المواد
الاجتماعية، لذا فالتكامل هو خطوة وسط بين الانفصال والإدماج، أي أنه
يعترف بوجود المواد المنفصلة كما يعترف بوجود حدود لكل مادة، لكنه
يتخطى هذه الحدود كلما دعت الضرورة إلى ذلك في أثناء التدريس
والتعليم دون أن يدمج المواد بعضها مع بعض .
التكامل يعني التنظيم السيكولوجي للمادة لاالمنطقي ، فبعد البدء باهتمامات
التلاميذ حيث التشويق والإثارة، يستخدم منطق المادة بما يناسب مستواهم
وبالقدر الذي يتطلبه موضوع الدراسة أو المشكلة المطروحة.
وحين يشعر التلاميذ بمشكلة أو بحاجتهم لدراسة موضوع معين، يبدأون في
السعي والبحث عن المعلومات في مجال المواد الاجتماعية المختلفة
ويختارون المناسب منها الذي يشارك في حل المشكلة أو معالجة
الموضوع الذي يتصدون لدراسته، ومن خلال ذلك ونتيجة له يخرج
التلاميذ بمعلومات متكاملة هي محصلة لقراءات ودراسات وبحث في
مجالات المواد الاجتماعية، الأمر الذي يجعل من الدراسة أكثر تشويقاً
للتلاميذ وأبقى فائدة وأثرا .
والمقصود بالتنظيم السيكولوجي للمادة هو تحقيق الشخصية المتكاملة
للتلميذ عن طريق النظر إليه نظرة كلية لا تهتم بالناحية العقلية منه وتهمل
النواحي الجسمية والانفصالية والاجتماعية، أي أن التكامل ينبغي أن يشعر
به التلميذ وتتأثر به شخصيته ويبدو واضحاً في سلوكه قولاً وفعلاً، خاصة
وأنه عضو في مجتمع بشري تتكامل فيه الوظائف والأهداف والمصالح
والحاجات سواء على المستوى البيولوجي أو الاجتماعي.
وإذا كان التكامل في تدريس المواد الاجتماعية يعتمد على ما يوجد لدى
التلاميذ من اهتمامات وميول فيجب على المدرس معرفتها وتوجيه التلاميذ
بناء عليها .
-الأهداف العامة لتدريس المواد الاجتماعية :
هناك أهداف عامة ينبغي على المعلم مراعاتها في تدريس المواد
الاجتماعية، فضلاً عن أن هناك أهداف خاصة لكل مادة منها، هي محصلة
لطبيعة المادة ذاتها. بمعنى أن ما يهدف التاريخ إليه، قد يختلف عما تهدف
إليه الجغرافيا أو التربية الوطنية، وهذا يرجع إلى طبيعة العلم وإمكاناته، إلا
أن أهداف كل منها وحدها لا تعمل مستقلة، بل تعمل في إطار متكامل .
-أهم هذه الأهداف :
١. حصول الطالب على حقائق ومعلومات خاصة :أن لاتكون الحقائق
والمعلومات غاية في ذاتها بل وسيلة تساعد التلاميذ على فهم ظواهر المجتمع .
٢. اكسابه اتجاهات إيجابية وقدرة على السلوك الاجتماعي السليم:
تهدف المواد الاجتماعية إلى اكساب الطلاب اتجاهات اجتماعية مرغوب
فيها ضمن ما تهدف إليه وتقويم السلوكات السلبية التي تتنافى مع قيم
وعادات وتقاليد المجتمع .
٣. تنمية صفات وعادات مرغوب فيها: ومن هذه الصفات والعادات : التعاون، والمثابرة والثقة في النفس والاعتماد عليها والصبر والاتقان
وإصدار الأحكام السليمة على الظواهر ومراعاة التنظيم السليم والمودة مع
الآخرين والتسامح...
٤. تنمية الروح الوطنية عند التلاميذ مع نظرة عالمية تقوي هذه الروح وتدعمها:
ولئن كانت التربية كلها تعمل على تنمية الروح الوطنية لدى التلاميذ، إلا أن
المواد الاجتماعية بحكم ميادينها ونشاطها الخاص تقوم بدور مباشر في
هذه القضية، فهي تساعد التلميذ على فهم خصائص وطنه وامكاناته وفضله
عليه ومعرفة ثرواته وما قامت به بلاده في ميادين الحضارة المختلفة
وفضلها في الميادين الأخرى فيزيد تقديره لها واعتزازه بالانتماء إليها.
وفي المواد الاجتماعية دروس من الفداء من أجل الوطن ودروس في
التضحية والبطولة وكيف تمجد الأمة أبطالها وتخلد أسماءهم على مر
الزمان ويتعلم أساليب الممارسة الديمقراطية عن طريق الانتخابات
المدرسية .
٥. اكساب التلاميذ مهارات متنوعة: ويقصد بالمهارة، ذلك الشيء الذي
تعلم الفرد أن يؤديه عن فهم بسهولة ويسر ودقة، وقد يؤدى بصورة
بدنية ( عضلية) أوعقلية .
والمواد الاجتماعية تشترك مع غيرها من المواد الدراسية في اكساب
مهارات مثل التفكير الناقد وتحليل وحل المشكلات والتعرف إلى مصادر
المعلومات وجمعها وتنظيمها وتقويمها والقراءة والاستماع الواعي
والتحدث والكتابة بذكاء وتفسير الخرائط بأنواعها والرسوم البيانية
والإحصاءات والنماذج والصور، والأحداث الجارية واستخدام مفاهيم
الزمن والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية...
٦. تدريب الطلاب على دراسة المجتمع وعلاقته بالمجتمعات الأخرى:
تتدرج المواد الاجتماعية مع التلاميذ في هذه المدرسة على أنها تنظر إلى
البيئة المحلية على أساس أنهامعمل يلجأ إليه التلاميذ في كل مراحل
دراستهم في المواد الاجتماعية ليتدرجوا في دراسة المجتمع وفهمه،
وليمارسوا ألوان مختلفة من النشاط تتصل بميدان المواد الاجتماعية
وتساعد على نموهم المتكامل المنشود ، ويزداد تدرجهم هذا حتى يدركوا
أبرز علاقات مجتمعهم المحلي بغيره من بقية أجزاء الوطن، وحتى يفهموا
أن حياة الفرد تتأثر بحياة الجماعة، وأن المجتمع يتغير باستمرار.
وكلما درس التلاميذ معلومات عن أجزاء أخرى من العالم، يقومون تحت
إشراف المدرس بعقد موازنات مع وطنهم ولإبراز أوجه الشبه وأوجه
الاختلاف وللوقوف على ما يفيد من خبرات غيرنا في مواجهة الظواهر
المختلفة على نحو فيه مصلحة الفرد والمجتمع، ولمعرفة كيف واجه الناس
الصعوبات والمشكلات، وإلى أي حد نجحت مواجهتها ولماذا ؟
العوامل التي تؤثر في عملية تعلم المواد الاجتماعية:
المادة الدراسية التي يدرسها الطالب:
أ-إذا كانت مادة الدراسة تشمل موضوعات جافة وغير ممتعة فإن أوجه
نشاط التعلم الذي يقوم به الطلاب تكون ضيقة وغير شائقة وبالتالي فإن
الطلاب لا يقبلون عليها، والعكس صحيح .
ب - إن وجود الترابط بين أجزاء المادة الدراسية وبين بقية
الموادالاجتماعية الأخرى وارتباط هذه المواد بحياة الطلاب، من شأنه أن
يساعد على التعلم ويدعمه في ميادين هذه المواد وفيما يتصل بها من
نشاط، وكلما زاد فهم الطلاب لهذا الترابط وزادت أمامهم فرص التعلم زاد
إقبالهم عليه.
ت - إذا كانت مواد الدراسة مفروضة على الطالب دون مراعاة حاجاته
وميوله وخبراته السابقة فإن تعلمه فيها يكون مؤقتاً واستظهاراً سرعان ما
ينساه، أما إذا أتيحت الفرصة أمام الطالب ليختار من مصادر المادة
الدراسية ما يشعر بالحاجة إليه ويناسب قدراته واستعداداته، فإن الطالب
يقبل على التعلم بيسر وشوق وحماس .
الحرية الموجهة في تنظيم مادة الدراسة ووسائلها ووجهاتها:
فحين يشترك التلاميذ في وضع الخطة اشتراكا حرا موجها يتمشى مع
مستوى نموه وحاجاته الملحة وقدراته فإن ذلك يبعث السعادة والسرور إلى
نفسه ويشعره بالاطمئنان فيما يدرسه وما يقوم به من نشاط ويؤدي ذلك إلى
إقباله على التعليم إقبالاً، فقد يقترح التلاميذ ويختاروا بعض الأنشطة
والمشاريع وعمل الخرائط والنماذج وفق ميولهم ورغباتهم وتوجهاتهم فتعم
الفائدة .
شعور التلميذ بفائدة ما يتعلمه:
فعندما يشعر التلميذ بأن ما يتعلمه يفيده فائدة واضحة يلمسها، كأن يشبع
حاجة يشعر بها شعوراحقيقيا ملحاً، فإنه يقبل على التعلم ويشعر فيه بارتياح
ويقبل عليه .
ومعنى هذا أن يحرص المعلم على وجود مجالات مختلفة لنشاط متنوع
يشعر التلميذ فيه شعورا قويا بأن ما يتعلمه يفيده فائدة مباشرة في فهم
الظواهر الطبيعية والاجتماعية وفي علاقاته بالآخرين في كل من الأسرة
والبيئة المحلية والمدرسة.
شعور التلميذ بميل إلى ما يتعلمه:
إن هذا العامل يتصل بالعامل السابق لأن التلميذ يميل إلى ما يشعره بفائدته
. والمعروف أن الميل ييسرالتعلم ويقويه لأنه يجعل التلميذ يقبل على موقف
التعلم ويركز انتباهه عليه دون ملل.
ويترتب على هذا أن نراعي في تدريس المواد الاجتماعية ما ذكرناه عن
الفائدة التي يشعر بها فائدة واضحة مباشرة كي نراعي أن تتصل مواقف
التعلم بميول التلاميذ المشتركة كما تتصل بميولهم الفردية ما أمكن،
كأن يدرس المعلم ميول واتجاهات ورغبات التلاميذ، ويجعل منهم
مجموعات وفرادى متخصصة في أنشطة
معينة، مثل أنشطة رسم الخرائط، أنشطة الرحلات، أنشطة البحث
والاستقصاء، أنشطة المطالعة المنتمية ... ويستفيد المدرس منهم في
المواضيع المختلفة .
وجود هدف واضح للتعلم:
إن التلميذ حين يشعر بأن ما يتعلمه يفيده فائدة يلمسها فإن هذه الفائدة تصبح
هدفا واضحا يقوم التلميذ بنشاط لبلوغه فيسهل التعلم ويصبح أكثر قوة .
طرق التدريس:
إن طرق التدريس التي يتبعها المدرس تؤثر تأثير اً كبير اً في عملية تعلم
التلاميذ في المواد الاجتماعية.
فقد تكون طرق التدريس تقليدية تؤدي إلى سلبية التلاميذ والتجائهم إلى
ترديد ببغاوي ومجرد حفظ واستظهار فقط ، وقد تراعي الطريقة مستوى
نمو التلاميذ وحاجاتهم وميولهم وقدراتهم وخبراتهم السابقة وتعتمد على
نشاطهم الفردي والجماعي المتنوع والذي يشمل جمع المعلومات من أكثر
من مصدر، وعمل رسومات وأشكال توضيحية وجمع عينات ودراستها
والقيام بالربط والاستنتاج وعمل موازانات والوصول إلى أحكام عامة
مناسبة،وتطبيق المعلومات أو تتبعها في الحياة وبذلك يصبح التعلم أكثر
عمقا واستدامة .
ويمكن لطرق التدريس أن تصبح مشوقة وميسرة للتعلم وتجعله أكثرعمقا
واستدامة إذا راعى المعلم فيها بعض من الأساليب التالية:
- قيام التلاميذ وتحت إشراف المدرس بالمشاهدة والاستفسار فيما يتصلون
به في البيئة كالظواهرالطبيعية المختلفة والسوق والمزارع القريبة
والمصانع والمعارض والمتاحف والمؤسسات والمنظمات المختلفة مع
مراعاة مستوى نمو التلاميذ في توجيه مشاهداتهم .
- انتهاز الفرص لتوجيه التلاميذ إلى الاشتراك بما يناسبهم من مشروعات
الخدمة في البيئة المحلية ولتشجيعهم على الاتصال ببيئتهم المحلية .
- البدأ بالكل أولاً في الدراسة مع الاهتمام بإدراك المعالم الرئيسية ثم
الانتقال بعد ذلك إلى دراسة الأجزاء شيئا فشيئا .
- قيام التلميذ بدراسة الظاهرة في جميع الحالات والأوضاع التي توجد فيها
بحيث يؤدي هذا إلى إدراك التلميذ بعض المعاني أو العلاقات التي لم
يدركها من قبل، فيشعر بأنها كشف جديد بالنسبة له.
- توجيه التلاميذ إلى إدراك ما تشترك فيه الظواهر أو الموضوعات من
عناصر أو صفات .
- سير الدرس وفق الأسلوب العلمي في التفكير مع مراعاة مستوى نمو
التلاميذ، وإشعار التلميذ بأنه لديه نقص في معلوماته أو أفكاره أو أحكامه
بخصوص ما يدرسه وفي غمرة هذا الشعور وهذه الرغبة الشديدة يوجه
المدرس تلاميذه إلى تحديد المشكلة، وفرض فروض مناسبة وجمع
المعلومات وإيجاد الحلول لها .
- العناية بتوجيه التلاميذ إلى قراءات مناسبة تضاف إلى الكتاب المدرسي
وتساعد على زيادة الوضوح والفهم.
- العناية باستخدام الوسائل التعليمية المناسبة التي تشوق التلاميذ وتصبح
مصدرا هاما لكثير من المعلومات التي يحتاجونها والتي تقرب المفهوم إلى
أذهان التلاميذ.
ومن هذه الوسائل: العينات، النماذج، القصص، الصور، الرسوم التخطيطية
التوضيحية، الأفلام السينمائية،
الحاسوب، الانترنت، الخرائط، الكرات الأرضية، الصحف، المجلات،
التقارير، النشرات والإحصاءات والرسوم البيانية.
- مراعاة أن تكون في الدرس الواحد عدة أساليب، مع وجود مستويات
مختلفة بهدف التشويق وكسر الروتين والملل وتجديد النشاط وإيصال
المعلومات إلى التلاميذ بطرق وأساليب مختلفة.
- أن تراعي طرق التدريس ما بين الطلاب من فروق فردية في قدراتهم
على التعلم وسرعتهم فيه وما يثير هذا التعلم من عوامل مناسبة مختلفة .
الجو المدرسي: ضرورة الابتعاد عن الجو المدرسي التقليدي الذي يركز
على الحفظ والاستظهار، وضرورة خلق جو مدرسي يعتمد على استخدام
أساليب ووسائل مختلفة مناسبة لمستويات الطلاب، وأن تكون فيه عناية بما
يقوم به التلاميذ من نشاط فردي أو جماعي في الصف والمدرسة والجولات
والزيارات والرحلات، مع توجيه التلاميذ إلى تطبيق ما يمكن تطبيقه لما يتعلموه .
إدراك التتابع والاستمرار في عمليات التعلم:
إن تعلم التلاميذ يصبح ميسورا وعميقا حين يدرك أن ما يتعلمه له أسس في
خبراته السابقة، وأن ما يتعلمه يساعده على التعلم بعد ذلك، أي حين يدرك
التلميذ أن في تعلمه تتابعا واستمرارا .
اتصال المعلم بالتلميذ ككل:
إن التلميذ كأي فرد من الأفراد، إنما هو وحدة تتكامل فيه نواحيه الذهنية
والجسمية والانفعالية والاجتماعية، وعلى ذلك فإنه يستجيب ككل في أي
موقف من مواقف التعلم، ولكن استجابته تكون بدرجات مختلفة، أي أن
التلميذ يتعلم عدة أشياء في وقت واحد ولكن تعلم بعضها يكون رئيسيا وبعضها عرضيا .
You must be logged in to post a comment.