أمي تكرهني؟!

اليوم أتم طفلي عامه السادس ولكن فرحتي ببدئه عامه الجديد لم تكتمل، فقد أحسست بحرقة غريبة في خلجات صدري وعلمت أن ما قلته لأمي يوماً لم يكن حقيقة. 

ذهبت مع طفلي لشراء لعبةٍ لعيد ميلاده وأراد أن يأخذ أكثر مما سمحت له، ولكن حين رفضت مبررة وجود ذات الألعاب في دولابه رأيت حزناً غير مسبوقٍ في عينيه وسمعته يتمتم بصوت منخفض أنتِ لا تحبينني، حينها فقط تذكرت ذلك اليوم الذي قلت فيه لأمي أنتِ تكرهينني وسمعت اجابتها بأذني كأنها تقولها مرة أخرى بصوتٍ أقوى لن تعرفي  حتى تنجبي.

في هذه اللحظة ادركت أنها لم تكن تكرهني وأن التربية ليست بالأمر الهيّن، آسفة يا أمي فاليوم أدركت أنكِ أردت مني الوصول للقناعة.

كانت تعلم أن الدنيا لن تعطيني كل ما أشتهي وأتمنى وأرادت أن تجعل مني سعيدة بما أملك فقط، وهو ما أردته لفلذة كبدي. 

أي بنيّ اني لأعتصر حزناً لحزنك، وإنه ليؤرقني مأربك ولكن قسوة هذه الحياة أشد وطأةً من قسوتي عليك، ما أريده لك أعظم من طموحك الطفولي ورغباتك الصغيرة. 

إن أفضل ما نقدمه لأطفالنا أن نعلمهم كيف يسعدوا حتى وإن لم يحصلوا على ما يريدون، وعلينا أن نتذكر دائماً  أن أطفالنا يتعلمون من أفعالنا لذلك وجب علينا أن نعلم أنفسنا اولاً كيف نحافظ على سعادتنا مع كثرة المغريات في الحياة.

علينا دائماً أن نذكر ما نملك وما يملكه أطفالنا من ايجابياتٍ ومميزات، بذلك نساعدهم على النظر إلى الجانب الممتلئ من الكوب وان نحمد الله دائماً وأبداً على نعمه علينا فالحمد أولى طرق التعبير عن الامتنان والشعور بالقناعة ذلك الكنز الذي لا يفنى. 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
Aya albeer - يوليو ١٤, ٢٠٢٠, ١:٥٠ ص - Add Reply

مبدعة

You must be logged in to post a comment.
Islam ibrahim - يوليو ١٤, ٢٠٢٠, ٢:٠٧ ص - Add Reply

🌹🌹💯

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

About Author