التواصل الغير اجتماعي

التواصل الغير اجتماعي
كلنا لدينا هذه الادوات وكلنا نمضي الساعات الطوال عليها ثم نلعنها ثم نعود اليها طبعا كل ذلك في غضون ساعة فقط، ثم نملها وسرعان ما تذهب ايدينا دون ما نشعر الى الهاتف، اتعلم يا صديقي ان تصنيف الاولويات الان تكاد للسواد الاعظم عند المنازل عند عمل مخطط لتسديد المطلوبات والمصاريف ان فاتورة الانترنت تأتي في المرتبة الثالثة بعد الكهرباء والماء وقبل الطعام نحن لا ننتقد بل كلنا نعاني ونشرب من نفس الكأس وكلنا نشترك في هذه الامور،ولكن لك تتخيل ماذا فعلت مواقع التواصل الاجتماعي في رجل في قومه وقار وله مهابته وكلمته، وهو على ذلك حتى اقتحم تلك المواقع، وبدأ خلف نزواته المكبوتة منذ الازل يصادق ويعلق ويتعلق حتى اصبح بين الاشخاص جسد بلا عقل، في الماضي القريب كان لا يقف لسانه عن الكلام الممتع مع اقرانه واهله، اصبح اليوم في عزله، واصبح يراقب هاتفه اكثر مما يراقب ابنائه، تعلق قلبه، في احد التعليقات من اصحاب الحسابات المستعارة مثلا لا للحصر الوردة البيضاء، دموع المطر، جنة الفردوس، حدث ولا حرج، وشعر بانه يحب نعم يحب صاحبة الحساب وهي في الواقع فتاة لا تتجاوز التاسعة عشر من عمرها وصديقنا طبعا يناهز الخمسين، وهذا من اكبر مساؤئ استخدام وسائل التواصل في عمر متقدم طبعا هنالك اشخاص زارهم مواقع التواصل وقارا وادبا واحتراما ولكن لنقل ان الفئة المستهدفة في هذا المنشور قليلة