الخذلان

كل ما في الأمر أننا إعتدنا على الخذلان، فنخاف الثقة مجدداً .

الخذلان بعد الثقة يسلب منك حسن النيه بالجميع ، يجعلك لا تثق ولا تأمن أحد ، تفكر وتحلل ألف مره قبل أن يدخل شخص إلى حياتك ، لتصبح شخص ينظر للآخرين بنظره مختلفة و عميقة. تصون العهود و تحفظ الأمانة تقدم الخير للجميع ومع ذلك يأتيك الخذلان و الطعنة من أقرب الناس إليك، وقتها ستدرك تمامآ أن لا أحد يصون العهد غيرك و أنك الوحيد الذي ظلمت نفسك، ستبقى بمفردك بعيدآ عن الأنظار تقضي يومك بين الكتب و الموسيقى الهادئة و عند حلول الليل ستعود تلك الذكريات اللعينة تُخيم على أفكارك و تمضي ليلتك بحمى الماضي.

حينما تصاب بالخذلان ستعرف معنى التبلد، إنعدام الثقة، البرود، شرود الذهن و عدم النوم، ستصبح شخصية غريبة حتى عن ذاتك فندبة و أثر الخذلان مؤلمة جداً.
ألقاب من كل جهة كلمات قاسية و صفات جديدة تطغى عليك، جميعهم يشاهدون و لا يعجبهم ذلك التغير لكن لا أحد منهم يسأل لماذا؟ لماذا أصبحت هكذا؟
أصبحت أخشى الأقتراب، الضحكات المزيفة، الدخول المفأجئ، أكره الأصوات الصاخبة و نور الشمس .

قلاعٌ من الوَدَّ شيدها الزمان بيننا أسوارها حصينة، إرتفاعها شاهق و كلها حب و إهتمام لكن ضربات متتالية هدمت ذلك الوَدَّ و أصبحت من قلاع إلى أطلال ذات ذكرياتٍ يشكُ في صِدقها، تلك الضربة كسرة ما تبقى من الروح بات الجسد هزيل و الملامح ذابلة، العيون فقدت لونها و السواد حاضنها من كل إتجاه و الأنامل تَخَطّ الوجع بدفتر الأيام.

الجحيم لهم هؤلاء الذين خذلونا و تركونا بالمنتصف.

و آخر ما نقوى على قوله:
اللهم أرزقنا السند الذي لا نخشى الآرتكان عليه وأبعد عنا أذى الخذلان الذي يأتي بعد آطمئنان وثقة.

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author