الخير يعود يا أبي

الخير يعود يا أبي

إلى أبي رحم الله روحه، أبي الرجل الصالح، يحبه الجميع الكبير والصغير، أبي هو المثل الأعلى، كم أنا فخورة بك يا أبي، أود أن أخبرك إني أسير على نهجك، أتذكر كلماتك، ضحكاتك، ومزاحك أصبح حكايات تروى للأطفال لناخذ منها العبرة والحكمة.

كان أبي يملك مصنعاً للملابس، واشترى مزرعة كبيرة، كان يبيع الجزء القليل من المحاصيل ويوزع باقي المحاصيل على الأقارب والجيران، يكفي أن يسمع دعواتهم وهم سعداء، لماذا أنا فخورة بك؟ 

توفي والدي وهو في عمر ٦٣ عام، حيث كان يدعو الله أن يموت وهو يعمل وتراب الشارع وهو ذاهب الى عمله عالقاً بقدمه، لم أكن أفهم حينها كلماته، لكن فهمتها عندما شعرت بأني قريبة من الموت، فهمت حينها بأن أبي لا يريد الموت أثناء جلوسه، عاطلاً عن العمل والعطاء.

و في يوم الجمعة ذهب والدي للتسوق وذهب إلى صلاة الجماعة مع المصلين، وكانت آخر صلاة له في المسجد، وعندما عاد الى المنزل، وافته المنية وانتقل إلى رحمة ربه، عاد إلى من يحبه، كم حزنت عندما فقدت رمز الحنان و الأمان، وكل شيء جميل.

قبل وفاة والدي كانت لدي العديد من المشاكل ومرض زوجي وكان أبي مطلعاً على تفاصيلها،  وتركت أمري إلى الله ، قدم لي أبي الحل الصعب وهو أن اكون صاحبة القرار، فتركت الأمر لصاحب الأمر، قبل وفاة والدي أرسل لي رسالة بريدية، تتضمن دعاء الرسول "ياحي ياقيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله لا  تكلني الى نفسي طرفة عين"

 أبي أني أسير على نهجك حفظته وادعو به، خيراتك وأفضالك تعود إلينا يا أبي، وإن هذه البركة التي تحل علي إلى يومنا هذا هي من خيراتك وفضل رب العالمين، مات متوكلاً ومن مات متوكلا فهو حسبه، حيث أن العمل الصالح، يعود والحسنة بعشرة أمثالها.

نم يا أبي في هناء وسلام، وأعمالك الصالحة تبقى لك في الجنة، لذلك يا أحباب القلب العمل الصالح في الجنة ويبقى مفعوله للأبناء في الدنيا، وعقول المثل :  اعمل الخير وارميه بالبحر

ربما كان المقصود أن تطعم السمك، أمزح طبعاً، إنما أدعوكم للابتسامة الطيبة، وانصحكم بعدم الندم على خير، ان كان علماً أو فكرة ، الخير باق في الدارين، وصدق وعده والحق يعود.