الصداقة هي أجمل ما قد نوهب في حياتنا ، فما أروع أن يكون لدينا شخصا نشاركه الفرح فيزداد ونشاركه الحزن فيقل يحمل عنا ونحمل عنه يشعر بحاجتنا اليه فيكفينا ونشعر بحاجته فنكفيه نحن كائنات عاطفية لا بد لنا من التواصل والحب والقبول للأخرين...
لقد لاقى المفكرين والأدباء العرب من التجارب في حياتهم ما يغني التجربة الانسانية ويعزز مفهومها للصداقة واذ نستذكر بعضا من هؤلاء فنذكر لكم:
مصطفى صادق الرافعي: واعلم أن ارفع منازل الصداقة منزلتان: الصبر على الصديق حين يغلبه طبعه فيسيء إليك ثم صبرك على هذا الصبر حين تغالب طبعك لكي لا تسيء إليه ، الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها، وإذا غاب أحسست أن جزءاً منك ليس فيك.
وهذه نظرة تبدو عميقة جدا ولكنها لا تقل عمقا عن رأي أحمد خالد توفيق:
"معنى الصداقة هو أنني تلقائيًا أراك جديرًا بأن أئتمنك على جزء من كرامتي."
أما في قول الكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة:
متى أصبح صديقك بمنزلة نفسك فقد عرفت الصداقة.
وأما في ذكرنا الصداقة فلا بد لنا من أخذ نظرة مي زيادة صاحبة الكتب الكثيرة في مجال الصداقة والصديق ومفهومهما اذ قالت
مي زيادة: فنحن مهما تنكَّر لنا معنى الصداقة الصافي، ومهما غدر بنا الغادرون فعلمونا الحذر، فإننا لا نستطيع إنكار احتياجنا العميق إلى الصديق؛ لأن لدينا مرغمين كمية من المودة والوفاء والتسامح والغفران والتضحية لا بد من تصريفها وإنفاقها لتزيد بالعطاء غنًى، وعند من نصرفها وعلى من ننفقها إلا على الأشخاص الذين نراهم جديرين بأنبل ما عندنا من فكر، وأصدق ما لدينا من عاطفة .
فالصداقة معين على الآلام ومثار للمسرات، وهي نور الحياة وخمرتها، وكم تكنُّ من خير ثقافي وعلمي للنابهين!
وحسبكم أنتم أنكم بإيمانكم بالصداقة توجدون الصداقة، وبممارستكم أساليب الصداقة إنما تكوِّنون خميرة الصفاء والصلاح والوفاء
والصداقة في الدين الاسلامي تبنى على الصدق والخير والتكافل لا المشاعر فقط اذ قال الفاروق
عمر بن الخطاب: عليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء.
وأخيرا ان الصداقة مواقف قبل الشعور واهتمام قبل المصالح وحب على العلات وتجاوز عن الزلات ومتى فقدت شعورها المتبادل تختفي مخلفة وراءها في النفس ندوبا لاتشفى
You must be logged in to post a comment.