عندما تسمع صوت غريب او مفاجي أو غير مرئي تفسرها بانها اشباح وأيضا عندما تري أحداث غير مقبولة وغير منطقية فلك كل الحق في تسميتهم أشباحا لأنهم لا يظهروا أو لا يحدثوا ضررا إلا ان ارادوا انواع الاشباح كثيرة منها الانتقامية ومنها المترددة ومنها أيضا اشباح الظلام وأشباح الخوف والرزق ولكن حديثنا اليوم عن أشباح الكتابة
بينما كان الأدب هو عماد الأمة وأساسها يغير شعوب ويحرك قبائل وكانت الكلمة حرب والقلم سيف أصبح أداة لممارسة الهذل والمكاسب والضلال بينما كنت تقرأ للتثقيف عليك الأن أن تفتح نافذة الانترنت وتكتب ما تريد لتقرأ تلك المهازل وتقرأ عشرات المقالات لنفس الكاتب بنفس اليوم فتري هل يكون عبقري للدرجة التي جعلته يكتب كم هذه المواضيع في بضعة ساعات وحتي لو ذلك كيف يحدث هذا إلا أن يكون لديه شبح...
نعم (the ghost writer ) المصطلح الشهير والذي بدأ منذ القرن الماضي بدأ فعليا وقت ظهور السير الذاتية والكتابات الباطلة لمن لا حجة ولا قلم لهم بدأ تحديدا في الستنينيات وهو إحضار كاتب من العادم وكتابة السيرة الذاتية لأحد الرؤساء أو نجوم الفن أو غيرهم ثم بعد ذلك يقوم صاحب السيرة الذاتية بالإمضاء عليها وينسبها لنفسه
شبح لا أكثر فهو كاتب لا وجود له ولا دليل علي مثل كتاباته فلا أحد يعلمه لا تظهر الأشباح إلا للتخويف أو الانتقام أما الكاتب الشبح فهو لا يظهر من الأساس ليس لموته ولكن لأنه أطعم ببعض الأموال التي جعلته يكتب مئات الكتب والمقالات ويكتسب منها رزق بخث
تحدث الكثيرين عن هذا المصطلح وظهر في فيلم (the ghost writer) عام 2010 للمخرج البولندي الأصل وفرنسي الجنسية رومان بولاسكي والذي أخذ عن الكاتب الدنماركي الأصل ريتشارد هاريس صاحب أعمال هاري بوتر (توفي عام 2002) يتحدث الفيلم عن كاتب مغمور دعي لكتابة مذكرات رئيس وزراء بريطانيا ولكنه وجد أن الكاتب الذي قبله مات مقتولا فتري ماذا علم ذلك الكاتب حتي يقتل..
وأديبتنا غالية قباني تكلمت عن ذلك المصطلح الذي انتشر كثيرا في الغرب ولكنه كان يفضح في مدة قصيرة بسبب الصكوك البنكية التي يكتبها الكاتب المزيف للكاتب الشبح يقول أحدهم "كاتب دون اسم كشخص غير موجود" ولكن الأخر كان له رأي مختلف وهو أن اسمه علي الصك البنكي كافي جدا ويقول ثالثهما أنه لو أخذ حكاياتهم وتطلعاتهم كما هي لأصبحت مثال للسخرية بالعالم كله كمدرب رياضي كان يحكي له دائما نفس الحكايات ولكن باسامي أخري فيقوم الكاتب الشبح بعمل الكثير من الجهد والمثابرة لكتابة لائقة حقا بمنصب صاحب السيرة الذاتية الذي من الممكن أن يكون أهم رجل بالدولة بعصره
تقول الكاتبة الحقيقية "جيني إردل" أنها فقط لم تكتب مقالات ولكن أيضا كتبت روايات وسير ذاتية نشرت تحت اسم "نعيم عطالله" الناشر الفلسطيني الأصل وأنها كانت مجبرة علي كتابة مثل هذه الكلمات لأنها كانت أم لثلاثة أطفال وتعول زوجها... ولكن الكثير من الحكايات تقول أن تلك الظاهرة انقضت بمرور القرن الماضي ولكن حقا لا اصدقها أتعلم لما؟!
بمنتهي البساطة لأن حتي يومنا هذا يظهر الكثير ممن يبيعون قلمهم مقابل المادة ويظهر لك صاحب المنتدي الفلاني او الموقع العلاني ويقول لك سأعطيك بالمقالة بضعة جنيهات علي ان تنسب لشخص أخر أما كاتب المقالة الأصلي فما عليه إلا السمع والطاعة ... والأخرين كتاب الأبحاث والرسائل العلمية والذين يتسابقون في كتابتها وبيعها بأي ذمة سيأخذ شاريها شهادته أو درجاته العلمية تحت أي مسمي؟! مسمي الغش والكذب أما كاتبنا فسيظل مجرد كاتب حتي ليس شبحا لأن الشبح لديه شجاعة أخذ الحق والانتقام....
You must be logged in to post a comment.