الكاتب والصحة النفسية

هل الكاتب مريض نفسي أم فنان؟

إجابتنا علي ذلك السؤال تحتمل أولا  تعريف الصحة النفسية فهي مجموعة من الإجراءات والتعليمات التي يتبعها البعض للمحافظة علي صحة عقله ونفسه وهي الطريقة التي يتناول بها الفرد موضوع معين والتغلب أيضا علي مشكلاته.

 ومعرفة من أمامنا انه صحيح نفسيا من عدمه يتوقف علي  عدة عوامل منها شخصية الإنسان نفسها والعوامل البيئية المؤثرة به، مدي تأثره بالعوامل الخارجية المسببة للإحباط والاكتئاب،القلق علي الذات أو الاخرين المقربين أو القلق من المستقبل واخيرا العدائية وسلوك الفرد مع غيره وفي الأغلب مع نفسه.

يصف الكثيرين الكتاب بأنهم المرضي الغير اسوياء الهاربين من عالمهم إلي الكتابة الناقلين أحزانهم علي أوراق بكتاباتهم ويراهم الأخرين أولئك ذوي الغياهب المنحلون أخلاقيا عالمهم محمل بالكثير من الغموض والظلام لذا يتم وصفهم بالمرض النفسي أو الانحلال الأخلاقي

أما الكاتب الحقيقي  لا أحد يعلم ما في نفسه حتي لو كان مثله بنفس العمر والظروف والاختلافات والتشابهات الكاتب هو الذي يشعر بالقيود حوله يشعر بالكلمات كالقيود لن تنفك إلا عندما تنقل إلي أوراقه بأحب أقلامه إليه الكاتب او كما يسميه مجتمعه الماجن ذلك الذي ينقل الصور كما يراها كمصور الفوتوغرافيا الذي ينقل الواقع بعدسة كاميرته ولكن الكاتب يضيف ما لا يبوح به الآخرين يضيف الخواطر والحزن والفرح يضيف تلك الكامنجا المؤثرة علي الكلمات والمواقف بأكملها.

ليس الكاتب بمريض نفسي أو منحل خلقيا الكاتب هو من خلق لا يرتاح إلا عندما  ينقل تلك الخواطر إلي الأوراق لا يشعربالسواء النفسي إلي عندما يجد الأوراق المناسبة التي تقدم له حلول مشكلاته هو من يجد الفن حقا في كل شئ حوله حتي لو كانت كلمات بسيطة من أقرب الأشخاص لقلبه.