الكلام الطيب مرتبط بعضه ببعض .. والكلام الخبيث منفصل بعضه عن بعض

 

الكلام الطيب مرتبط بعضه ببعض .. والكلام الخبيث منفصل بعضه عن بض

العلم .. والثقافة .. والمدنية .. والحضارة ؟

إن كثيرا من الناس ، البسطاء .. وبعضا من المتخصصين ، يخلطون بين مفاهيم كل من المفردات ( العلم .. الثقافة .. المدنية .. الحضارة ) ولكن الأمر ليس كذلك ، فإن كنت تبحث عن الحقيقة والدقة في تلك المفردات الهامة فإليك هذا البيان ..    

    فالحضارة هي مجموعة و جملة العقائد ، والمعارف ، والعلوم ، والفنون والأخلاق، والمبادئ ، والقيم ، والعادات ، والتقاليد ، وغيرها من الضوابط والقوانين التي يضعها الأفراد  وتؤثر في حياتهم وسلوكهم ونمط  تفكيرهم .

   أما المدنية فهي النقيض للبداوة والبداوة هي الحياة البسيطة البدائية الطبيعية الغير معقدة في كل أمورها الحياتية والمعيشية من مسكن وملبس ومأكل ومشرب ، والمدنية هي الجانب المادي للحضارة حيث تطبيقات المعارف والعلوم وما توصل إليه الإنسان من اختراعات واكتشافات وتطبيقات بسبب إلمامه بالنظريات العلمية وتحويلها إلى أدوات ووسائل تيسر للإنسان أموره الحياتية المرتبطة بالمسكن حيث تطورت العمارة ، والملبس وتطور الصناعة ، والمأكل والمشرب وتطورهما أيضا .

  أما الثقافة فهي الإلمام واستيعاب كل المنتوج الحضاري من العلوم والمعارف والفنون والتمسك بالمبادي والأخلاق والقيم والعادات والسلوكيات والضوابط التي يرتضيها المجتمع واحترام القانون السائد فيه ، إذا توفر ذلك في فرد فهو مثقف وإذا توفر ذلك في معظم أفراد المجتمع ، فهو مجتمع مثقف . وهو أيضا متحضر أي يواكب الحضارة ويستفيد من معطياتها .

  إذن فالحضارة والمدنية وجهان لعملة واحدة ، وجه نظري وهو الحضارة والعلم ، ووجه عملي تطبيقي لهذه النظريات في صورة تكنولوجيا ووسائل وأدوات معينة للإنسان وتيسر له أمور الحياتية .

  أما العلم الحق فهو هذه النظريات التي ثبت صحتها ، فكل نظرية ثبت صحتها بالدليل والبرهان القاطع والتجربة فهي العلم ، والذي يجب أن يكون نافعا ، ليعيش البشر في تقدم مستمر ودائم . 

   وعلى هذا فمن ألم بالعلوم المختلفة دينية " بما تشمله من عقيدة وأخلاق ومبادئ وقيم وتقاليد وعادات وألم بالعلوم الاجتماعية والإنسانية والطبيعية التي أفرزتها الحضارات المختلفة فهو مثقف ، وأن المجتمع الذي انتفع بهذه العلوم وسخرها لخدمة البشرية فهو مجتمع متحضر ومتمدن قد ارتقى بذلك من مرحلة البداوة إلى عصور التقدم والرقي .

  أما العلم الذي لا ينفع ولا يفيد أصحابه – حتى ولو كان قطعي الثبوت - فلا يرقى بالإنسان إلى التحضر والمدنية ، فندعوا أن يعيذنا الله منه كما دعى الرسول المصطفى الكريم ربه قائلا " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ". ومن تعلم أو ألم بهذه العلوم  دون الاستفادة منها فهو الجاهل ، ولا يصح أن ينعت بأنه مثقف ؛ لأن الثقافة إلمام بالعلوم والاستفادة منها كما أوضحنا .

وشكراً .. وااااااااااااااااااا .. إلى لقاء .

بقلم أ. عبد الشافي أحمد عبد الرحمن  

 

 

 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author