اللغة العربية : النشأة والمكانة

نشأتها :  اللغة العربية أقدم اللغات ، فهي عميقة الجذور ، ضاربة في التاريخ القديم ، فبعض الباحثين ينسبها إلى اللغات السامية ، وبعضهم يتعامل معها بصفتها أم اللغات السامية أو( سيدة اللغات) ، نظراً لوجود العديد من العناصر المتشابهة التي احتفظت بها العربية من اللغة السامية الآم أكثر من أي لغة أخرى  ، فقد احتفظت منها بالعديد من الأصوات والعديد من الظواهر اللغوية ، والعديد من علامات الإعراب التي فقدتها اللغات الأخرى .اوهي أكثر المجموعة السامية انتشاراً في العالم ، ويعود أصل أقدم نصوص عربية عثرعليها إلى القرن الثالث بعد الميلاد ، وهي نصوص شعرية تتميز ببلاغة لغتها وأسلوبها الراقي ، ووزنها الشعري المنتظم .

لغة الضاد :  سميت اللغة العربية بلغة الضاد لوجود حرف الضاد الذي تميزعندما دخل العجم الإسلام عرفت القبائل العربية أن هذا الحرف هو الوحيد الذي لا يوجد في أي لغة من لغات العجم وتلعثمهم عند النطق به ، لذلك نجد الكثير من الشعراء تغنوا بحرف الضاد بل وأشاروا إليه في بعض قصائدهم سواء في العصر القديم كالمتنبي أو شعراء العصر الحديث مثبدل فخري البارودي ، وها هو أحد الشعراء يقول فيها :

     بلاد العرب أوطاني             من الشام لبغدان

    ومن نجد إلى يمن               إلى مصر فتطوان

   لسان الضاد يجمعنا             بعدنان وقحطان

وهذا أحمد شوقي مفاخراً بلغة الضاد :

  إن الذي ملأ اللغات محاسناً            جعل الجمال وسره في الضاد

لغة القرآن : يكفي اللغة العربية شرفاً لم تحظ به  لغة أخرى في العالم أنها لغة القرآن المحفوظ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، المعجز بآية منه ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن غلى أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً )الإسراء 88

انتشرت اللغة العربية في العالم انتشاراَ كبيراً بحيث ينطق يها مئات الملايين من المسلمين لأنها لغة القرآن ، فهم يستخدمونها في العبادات كالصلاة وتلاوة القرآن .

لقد وسعت اللغة العربية كتاب الله لفظاً وغاية  ،وهي حافلة بالماضي المشرق بأدبها وثرائها وخصوبتها . قال تعالى : ( إنا انزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون ) يوسف 2، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب : ( تعلموا العربية فإنها من دينكم ) .

لغة أهل الجنة : قال تعالى عن أهل الجنة : ( دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخردعواهم أن الحمد لله رب العالمين)  يونس 10.العربية : عروس الزمان وحسناء الأوان ولغة أهل الجنة .

مكانتها في القرآن :  لم يرد في القرآن الكريم  آية صريحة أوحديث شريف صحيح يبين مكانة اللغة العربية أو اللسان العربي ، ولكن وردت آيات كثيرة في كتاب الله ذكرت اللغة العربية ، من ذلك على سبيل المثال قوله تعالى : ( بلسان عربي مبين ) الشعراء 195 أي لتنذر قومك بلسان عربي واضح . وقال تعالى : (ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون 27 قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون) 28 الزمر. وقال ايضاً : ( كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون ) فصلت 3، وقال سبحانه وتعالى : ( وكذلك أنزلناه قرآناً عربياً وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرى ) طه 113. وغيرها من الآيات كثير .مما زاد  من مكانة اللغة العربية أن القرآن الكريم نزل بها وكذلك الوحي على سيدنا محمد ~صلى اللع عليه وسلم ~ ولا تؤدى الصلاة وهي ركن أساسي من أركان الإسلام في جميع بقاع العالم إلا باللغة العربية سواء أكان المسلمون عرباً أم لا ، مما رفع من شأنها وزاد من أهمية الاهتمام بها ، وضرورة الحفاظ عليها ، حتى أصبحت لغة إنسانية عالمية ، وهي لغة السياسة والأدب والعلم أيام الحكم الإسلامي .

قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة :إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل ولجانها الرئيسة فيها ، ومما جاء في القرار : ( إن الجمعية العامة تدرك ما للغة العربية من دور هام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته ، وهي لغة يتحدث بها أكثر من 420 مليون ونصف عربي فضلاً عن نصف مليار مسلم حول العالم ، وعليه تم اختيار الثامن عشر من شهر كانون الأول ( ديسمبر ) من كل عام يوماً عالمياً للاحتفال باللغة العربية . وكان أول احتفال باليوم العالمي للغة العربية هو الذي أقامته اليونيسكو عام 2012

العربية لغة الابتكار والتجديد ، وهي اللغة الوحيدة بين اللغات التي حافظت على وجودها منذ نشأتها حتى اليوم ، وستظل كذلك ما بقي القرآن الكريم بين أيدينا وفي صدورنا بأمر الله تعالى .