المرأة قلب أم عقل ؟!
هناك من يرى أن بوابة المرأة قلبها .. فيدخل منه ليسقطها أو ليعلو بها فوق السحاب !
وهناك من يرى أن قوتها تكمن في عقلها .. فكم من بلد تحكمها امرأة وكم من بلدان في وقتنا الحالي تُسيّرها امرأة
وأنا أرى أن المرأة ذات عقل و قلب فكم رأينا حروباً قامت بسببها على مر التاريخ ، وحروبا توقفت وهمدت بسببها أيضاً ....
وكما نرى المرأة في عصرنا الحاضر باتت أساس المجتمع والأيدي العاملة به ... فلقد برزت بعض النساء بأدوارٍ مختلفة ، مُعلنةً عدم قدرتها على الوقوف في قطارِ الحياة كالمتفرج فقط ، فهي أولا تنهض بأمومتها وهذا السبب الأول والاهم لنهضة المجتمع والحضارات والأمم ،فهي التي تقدم الاستقرار العاطفي والنفسي والاجتماعي لأفراد الاسرة ، حتى تصنع منهم أشخاصاً مُتّزنين أصحاب قيمٍ ترفعُ المجتمعَ وتعلو به عالياً كأنها الطير .
فهي المسؤولة عن العمل من داخل المنزل ومن خارجه
من تربية وتأدية الواجبات المنزلية إلى بناء مجتمع ومباني بقوة ساعدها وعقلها .
ولا ننسى قول الشاعر حافظ إبراهيم :
الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتها أعددتَ شعبًا طيّبَ الأعراقِ
ويذخرُ تاريخنا الإسلامي بالكثير من الأمثلة التي أظهرت دور وأهمية المرأة فهي لم تكن عضو جاهل إنما قائم على العديد في نهضة العلم، كأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والخنساء الأديبة والشاعرة ، والعالمة فاطمة بنت محمد بن أحمد السمرقندي.
وإذا انتقلنا إلى عالمنا الحاضر فنرى الكثير من النساء ممن تركن بصمة تاريخية ومستقبلية لا يسعنا إلا أن نقف لها وقفة كبرياء وشموخ لأجلهن ، فعلى سبيل المثال "ماري كوري" السيدة العظيمة التي أجادت وبرزت في مجال الفيزياء والكيمياء ، ونالت جائزتَي نوبل في العلوم ، هذه المرأة بولندية المولد ولدت في السابع من نوفمبر عام 1867 وماتت عام 1934.
كذلك ابنتها " آيرين " التي اتّبعت آثار خطوات أمها واكتشفت مع زوجها "فردريك جوليو"، عناصر الإشعاع الصناعي وحازت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1935 أيّ بعد سنة واحدة من وفاة والدتها.
ولا ننسى المهندسة المعمارية العراقية زها حديد ، قد تفردت بمجموعة من الإنشاءات المعمارية الغريبة والمتميزة حول العالم، حيث صممت العديد من البنايات في أوروبا وآسيا وأمريكا، وتركت عدداً من المشاريع المعمارية التي لا تزال تحت التنفيذ، مثل جسر أبوظبي في الإمارات ومحطة إطفاء الحريق في ألمانيا.
و الكثير الكثير من هذه النماذج نساءٌ مثلُنا ملأ الله تعالى عقلهنَّ حُبّاً للتعلّم وتقديم كل ما نملك من مميزات قد وُضعت في جوف إحدانا، فكما الرجل لا يستغنى عنه لبناء المجتمع كذلك أنت عزيزتي إعلمي أنه إذا غبتِ غاب مجتمعٌ بأكمله .
You must be logged in to post a comment.