"العثور علي جثة لفتاة في مقتبل العمر مذبوحة ..الجثة بدون لسان والقاتل مجهول".
.......................................................
"مصرع رجل الأعمال علام الوزيري في حادثة طريق ولم يتبين اي شبهة جنائية".
.......................................................
"مصرع كريم الشاذلي :وجد الشاب كريم الشاذلي (بن رجل الأعمال منصور الشاذلي ) محترق بشقته بحي المعادي الحريق ناتج عن تسرب غاز ولم ينجو الا طفلته"
.......................................................
-"بحلم أبقي فنانة كبيرة الناس كلها تعرفني وتشوفني كل ما امشي يتكلموا عني أد ايه هبقي محظوظة جداا"
-تلك الكلمات التي بدأت بها أميرة يومها الجلل ذو الأحداث العظيمة كعادتها كل يوم تذهب لمرآتها وتحادثها بساعات وهي احدي المرات التي تمارس أميرة أحد المشاهد السينيمائية أمام المرآة واستأنفت :"النهاردة هقابل المخرج نفسي أوي يختارني وابقي بطلة الفيلم" واستعدت ليومها وغادرت ..أميرة الفتاة بين الصغر والكبر التي أتمت عامها الحادي والعشرين منذ شهر واحد فقط تتمتع بجمال ليس له مثيل جمال قيل عنه ساحر – ولم يكن احد يعرف انه ساحر بالفعل – كانت تحمل عنين ما ان تنظر اليهم حتي تري موج البحار و السماء يلتقيان في كائن واحد ليست بالطويلة او القصيرة قمحية اللون ناعمة البشرة تحلم بتحقيق أحلامها وأهمهم ان تكون ممثلة كبيرة..إحدي عاداتها اليومية التحدث لمرآتها من صغرها فإن المرآة كان لها ذكري خاصة لديها كانت هدية مميزة من شخص مميز ففي عامها العاشر جلبها لها جدها -رحمه الله – وتوفي بعدها مباشرة -لم تكن تعلم خبيئتها – الجدير بالذكر ان من يومها واصبحت اميرة اميرة للحد الذي لا حد له.
-دخلت أميرة مكان التصوير "اللوكيشن " وقابلت المخرج "فهد علام" شاب لم يتجاوز الثلاثين من عمره لديه كل الصفات الرجولية التي تميزه واكثرها "تفاحة آدم" الي غير اناقته المعتادة ،المثير للدهشة انه ما أن رآها حتي أعطي لها دور بطولة فيلمه الجديد "البنات والصيف" فقد اشتهر بمثل هذه النوعية من الأفلام المثيرة – كأغلب زملائه في وقتها – عادت اميرة وبها فرحة كمن ملك السماء والأرض معا وعليها أن تستعد لأول دور من أدوارها الفنية او أدوار حياتها كما تقول إلي ان فاجأتها "ليلي " صديقتها القديمة بزيارة مفاجئة "ليلي" لم تكن صديقة فقط لأميرة ولكنها كانت بمثابة الاخت منذ الصغر.."ليلي" فتاة ما أن تراها حتي تري بها الجمال بوجهه الاخر ذلك السمار المضي بعينواتان خضرواتان وتكسوهما عوينتين تخبئ تحتهما الجمال الفاره وخصلات شعر سوداء تكسوهما بحجابها الابيض لميلها الي نزعة دينها
ليلي: وحشتيني يأميرة فينك مختفية ليه؟!
أميرة : معلش بقي يا ليلي بس اصلي مشغولة زي ما انتي شايفة بحضر الفيلم الجديد بتاعي .
ليلي : بردو روحتي للمخرج دا؟!
أميرة : يووووه بقي يا ليلي ماخلاص بقي المخرج دا من أحسن المخرجين في البلد ودا بجد دور عمري ما كنت أحلم بيه
ليلي: أميرة انا مبرتاحش للراجل دا وتصمت ثم تسأتنف كلامها بنظرة حدة لأميرة..وفهميني بقي اشمعنا دا اللي روحتيله ملقتيش غيره يعني ؟؟
أميرة: اه قولي كدة بقي اممم وانتي ايه اللي مزعلك اوي كدة ؟! انتي في حاجة مخبياها يا ليلي
توترت ليلي وبدا علي ملامحها الضيق والغضب : لا طبعا هخبي ايه انا خلاص حذرتك منه واعملي للي انتي عايزاه بقي
نظرت لها ليلي نظرة تفهما ليلي جيدا
ليلي : طيب انا همشي بقي عشان اتاخرت مع السلامة
-بهذه الكلمات انتهي لقاء الصديقتين سريعا علي غير عادة ليلي وقررت النزول سريعا قبل ان تشدد المعركة بينهما تعلم صديقتها ما تخبئه حقا وهي لم تكن مرحب بها من الأساس .. لم تكن أميرة بالحالة الجيدة التي تستدعي فيها صديقتها فتركتها تذهب وبالفعل بدأت أميرة تصوير مشاهدها في الفيلم الجديد وكانت علاقتها بالمخرج " فهد علام " تأخذ أطوارا غريبة لم يكونا صديقين او حبيبين او حتي مجرد علاقة عمل لم يستطع احد تصنيفها اقرب وصف لها كانت منفعة متبادلة "أميرة " تلك الفتاة الجميلة التي يمتلكها هو من خلالها يحظي بالكثير من العلاقات وفهد كان الطرف الراضخ دوما لها لم يكن يستطع ان يرفض لها أي شئ (لسبب غير معلوم) حتي دعته أميرة لبيتها...
-في بيتها الذي يظهر كأنما تسكنه الأشباح والموتي في اضاءته كأحد البيوت القديمة ويتميز بأثاثه الكلاسيكي الذي يمتلأ بالمرايات وليست فقط المرايات ولكن أيضا امتلأ بالخمور والسجائر والموسيقي الشاذة كاحد تقاليد حفلة انتهاء تصوير الفيلم الساقط "البنات والصيف" وبها جميع طاقم العمل وفي حجرة من حجراته نظرا لتزايد الشجار بينهما تقف اميرة امام مرآتها وتتحدث الي فهد الذي يجلس خلفها في سريرها وتنظر له بتحدٍ من خلالها
أميرة: "فهد انت فعلا جبت بطلة جديدة لفيلمك"
فهد:" بطلة جديدة ايه بس وفيلم ايه انا لسه مخلص فيلم"
أميرة :"فهد انت سيبت الناس كلها وملقتش غير ليلي؟!! "
فهد: "ليلي ؟! ليلي مين "
أميرة : " فهد متستعبطش ليلي صاحبتي او نقول ليلي مراتك بقي كنت فاكرني مش هعرف صح بس ازاي اذا كنت انا جيتلك امثل عشان انت جوزها اساسا "
فهد:"اهدي انت بس كدة مقولتيليش بقي المراية يا حلوة جبتيها منين"وكانت تحاوطه نظرات أميرة الشريرة المتطايرة
أميرة :" مراية ايه انت بتقول ايه ؟" كانت تعلم انه علم ما تخبئه ..فكيف لا يعلم وان المرآة من بيته وحجرته ؟!
-فيقاطعها "فهد" منقضا عليها غاضبا:"انتي لو مقولتيليش حالا جايباها منين انا هقتلك انتي فاكرة نفسك ممثلة بجد ولا ايه من يوم مشوفتك وانا عرفت انها عندك انطقي قبل ما اخلص عليكي"
أميرة : "انت بتقول ايه انا معرفش حاجة لو المراية عجباك خدها سيبني حرام عليك هموت فايدك".
-فيتركهها " فهد" غير مصدقا لها وينتظر حتي ينتهي الحفل ويقوم بنقل المرآة لبيته وما لم يكن بحسبانه أن أميرة صديقة المرآة بل وخادمتها المطيعة أيضا.
فهد يجلس أمام مرآته في بيته متذكرا قبل احدي عشر عاما:
ذلك الرجل ضخم الجثة المتقدم به العمر فحقا لا يقل عمره عن الستون عاما فشعره الابيض يدل علي زيادة سنوات عمره ووجهه ينم عن جبروته وهو يوجه تهديد لوالده:
منصور الشاذلي :" ابعد عني وعن شغلي يا علام انا بحذرك هاذيك وانتي متعرفش اذيتي شكلها ايه"
علام الوزيري:يضحك مقهقها" انت فاكرني هخاف منك خلاص انت راحت عليك يا منصور انت فاكرني ايه دي فلوسي وتعبي داانا اقتلك قبل متفكر تخسرني ولا تقرب لحد من اهلي".
وهنا يدخل عليهم " فهد"غير مصدق ما يحدث بالداخل
فهد :" في ايه يا بابا مين الراجل دا؟"
فينظر له علام بوجه محتنق وبنظرات امتعاض
منصور الشاذلي بنظرات السخرية والانتصار:" انا حذرتك وقولت اللي عندي واحسنلك تبعد بدل .."
وينظر لعلام نظرة يعملها جيدا ويشير فيها لفهد ويتركه ويغادر المكان بأسره
.......................................................
"مصرع المخرج "فهد علام" وقصة زواجه السري من احدي الفتيات "
-تلك كانت عناوين الصحف المصرية التي كانت تقرأها أميرة باسمة بضحكة صفراء فالآن انتهي أكبر مخاوفها.
"أنا مش مصدقة اللي حصل بس عمري مفقدت ثقتي فيكي كل مرة بتفرحيني اكتر واكتر كل مرة قوتي بتزيد اكتر بداية من جدي لحد فهد"
-لو يكن انعكاسها هذه المرة بالمرآة ولكن كانت الصورة مبهتة غير واضحة المعالم ..لم تكن أميرة ولم يكن بشريا او حتي جان (فالعفاريت لا تقتل سيدي ) كانت ملابس أميرة فقط دون روح او وجه او أية معالم..
"كلهم يستاهلوا يموتوا مفيش حد حبني بجد كله كان بمصلحة وبس كلهم كانوا وحشين جدي الراجل الكبير اللي يا عيني الناس فاهمه انه محترم لا وأنه مات قضاء وقدر كمان أحلي حاجة أنك تشتغل وتقول كل حاجة قضاء وقدر المراية الجميلة هدية جدي اللي قتل " علام الوزيري " ومش بس لا دا خد فلوسه ومنصبه وبيته وجايبك ليا يا مرايتي"
تتذكر أميرة ذلك اليوم تقف هي وابيها أمام جدها ويناوله الدواء فقد تأخرت حالته كثيرا:
منصور : "انت متأكد يا كريم اني الدوا دا جرعته زادت"
كريم : "طبعا يا بابا دا الدكتور بنفسه موصي علي كدة هزوده من نفسي يعني"
فينظر له منصور متعجبا خائفا : ماشي ياابني انا هنام شوية تعالي يا أميرة اما اسلم عليكي قبل متمشي
ومن ثم تذهب أميرة مع ابوها لأمها
كريم : "ادخلي جوا يا أميرة عايز ماما في كلمتين "
لتجده يخبر أمها بكل ما فعله وانه حقا كان الدواء الخاطئ ذو الجرعات الزائدة فقد قتل والده
نعود لأميرة ومرآتها:
وبعديها بابا اصله اللي مصدق يموت ابوه ويدخل مراته يرميها في المستشفي بردو يلا الله يسامحه اما لقيت البيت بيتحرق مرة واحدة وانا نايمة ..هاهاهاهاها ميعرفش ان انا اللي فتحت البوتوجاز وسبت الباقي لسيجارته ولا يعيني مدرستي الجميلة اللي فكرت بس انها تزعقلي في يوم عشان معملتش الواجب مش عارفة ليه لقوها منتحرة ولا ليلي اللي عاملة فيها صاحبتي وهي هتموت وتاخد مكاني في كل حاجة حتي فهد هي اللي اختارته عشان يموت زيها شوفته عنيها كانت بتتغير او مقول اسمه اصلها كانت مراته مش بس كدة لا كانت اسهل واحدة تموت الاتنين شبه بعض كلهم كلهم يستاهلوا كل اللي حصلهم مكنش ينفع لسانهم يتكلم تاني ابدا"
خرج " فهد" في نفس يوم الحفلة محادثا ليلي في الهاتف :
فهد": أميرة عرفت كل حاجة ياليلي "
ليلي:"انت بتهزر صح لا لا فهد ا لحقني أميرة مش هتسبني انا مكنش قصدي اعرف كل دا عنها لا هتموتني يا فهد".
فهد:"لالا انا كشفتها خلاص وهي هتخاف من دا مستحيل تقدر تقرب لحد فينا دي كمان خلتني اخد المراية بسهولة"
ليلي:"اسمع كلامي يا فهد انت متعرفهاش زيي".
فهد:" ليلي خلصنا بقي اقفلي دلوقتي عشان سايق واما اروح هكلمك"
-ولم يكن يعلم انها اخر مرة سيحادثها فيها
-بعد دقائق في بيت ليلي ذلك البيت ذو الاثاث العصري يدق جرس الباب فتنتفض ليلي خوفا ولكنها توقعت ان تكون زيارة فهد ولكنها رأت قالتلها أمامها بل وفتحت لها وقضت اخر لحظات حياتها قبل ذبحها ومثلما حدث معها حدث مع فهد فكانت تلك نهايتهما
-صرح كبير بناؤه قديم الي حد ما نقترب منه لنري لافتته "مستشفي الشفاء للطب النفسي " يظهر طبيب يبدو عليه ملامح الشيب فقد غزا الشعر الابيض رأسه
الطبيب:"ادتيها الدوا يا مريم "
مريم : "أيوه يا دكتور بس البنت كل يوم بتقعد تقول كلام مش مفهوم ماما بابا المراية ليلي فهد هقتلكوا"
الطبيب : " مسكينة فعلا يا ما قولت لابوها لكن مسمعش كلامي "
مريم :"يعني ايه يا دكتور مسكينة ازاي دي قتلت 4 واخرهم المنتج اللي لاقوه في شقتها مدبوح "
الطبيب :" ايوة مسكينة من زمان قولت لباباها اللي كان صاحبي دي بتبص في المراية كتير وهتبقي زي مامتها مصدقنيش وسواس قهري حالتها وسواس قهري خلتها تبص في المراية كل شوية وتفهم انها كدة بتستمد ثقتها منها وخلتها تصدق ان فعلا اللي جوا المراية غير اللي براها فعاشت في المراية"
حتي نظر لها باشفاق وانطلق لم يري السكينة التي كانت تخبئها تحت مخدتها فاخذتها ونظرت لأحد الجدران الفارغة أميرة: وحشتيني اوي يا مرايتي ..وقطعت رقبتها..
تمت
You must be logged in to post a comment.