حينما يتوفى الشخص نراه جميعاً ونعلم بذلك ونبكي وندعي له وغير ذلك، نذهب لمراسم الدفن، نرى الجنازة، نرى جثته ،لأنه توفى وانتهت حياته وهذه سنة الحياة.
ولكن عند بقاء الشخص على قيد الحياة يتنفس يأكل يشرب يعمل يمشي يقوم بأعمالهـ كأي شخص حيّ آخر لم يحين أجله ،ولكن هذا الشخص قد تعرض في فترة أو يوم أو لحظة من حياته لـِ موقف، لـِ صدمة، لـِ جرح، لـِ حادث، تسبب بوفاته (وفاة مشاعره) مما حطّم أحلامه، هدم طموحاته، جعل كل الطرق في عينه مُغلقة ؛ لا يعلم أحد بوفاته كيف سيعلمون؟
المشاعر جثة؟
هو حقًّا يبدو على قيد الحياة لكنه ليس كذلك، فما فائدة بقائهـ بلا مشاعر بلا شعور!
لن يسود الحزن حياته ولكنه سيشعر بأن الحزن سيطر عليها لأن اليأس سكنه
ستمر الفرحة ولكن من شدّة يأسه لن يراها ، سينير الله له الدرب ولكن عتمة قلبه ستغشيه ، لن يرى سوى الظلام ليس لأنه يحبه ، ليس لأنه يريده ما اختار الحزن ليكون حليفه، لم يبحث عن الكآبة يوماً ، ولكن الإفراط هو من ألقى به إلى تلك الزاوية المظلمة ، يؤلمنا الجرح الظاهر وتؤلمنا جروحنا الداخلية التي لا يرونها ولا نستطيع أن نخفف ألمها لا بضمادة و لا بمعقم ولا بدواء ، الألم الذي نعانيه مع جروحنا الداخلية يفوق ألم جروحنا الظاهرة ،كما أن الناس عندما لا ترى جرحك لا تهون عليك ولا تواسيك ولا يأتي أحدًا لزيارتك ،كما العزاء بلا معزي .
ينتشلك جرحك من أُنستك ، كما تنتشل شبكة الصياد السمكة .
سيلاحظون تغيّرك ، ومعاملتك وكلامك المزعج بعض الشيء الذي كان دافعه مزاجك السيء.
لا يعلمون كم عركت وكم صارعت من الحزن ، من المخاوف ،من حروبك مع نفسك.
ستتغير حياتك وتصبح حياة مفعمة باليأس .
ستكون بخير بائس مهلك محطم!
حطام على هيئة إنسان حيّ.
أترى كم مؤلم ذلك؟
صراعاتك الداخلية لا يعلم بها أحد ، حروب نفسك لك فقط، أنت القائد وأنت الجيش أنت المجاهد والحزن خصيم ذاتك الحزن أكبر عدو لك ، منتصرٌ واحد في هذه المعركة إما أن تُهزم وإما أنت تنتصر، إما أن تتغلب عليه وإما أن يتغلب عليك ،كن أقوى منهـ وابدأ من جديد ، أنت أقوى من الحزن مهما بلغ مداه خُلِقتَ لتعيش أنت لا ليعيش الحزن هي حياتك أنت تحكم بمشاعرك.
النصيحة الأولى والأخيرة لتجنب موت المشاعر وازن في كل شيء إياك ثم إياك ثم إياك والإفراط ❤
You must be logged in to post a comment.