استيقظت كطفلة صغيرة ، تضخ الإثارة والمغامرة الدم في عروقي . نظرت من النافذة الى أشعة الشمس الساطعة والسماء الزرقاء الشاسعة والغيوم الساحرة . كان خروجي بحرية اليوم ، دون أي مسؤوليات او قيود يبعث في نفسي الطمأنينة والسعادة.
بدأت أقفز وأقفز كطفلة ،وأركض بفرح وإثارة،واطلقت لنفسي العنان،لم يعد العمل ولا العمر يقيدني في تلك اللحظات.
في مكان ما على طول الطريق تذكرت طفولتي ؛هنا كنت العب مع صديقاتي؛هنا كنا نقفز ؛وهناك كنا نسرد الحكايات.
على مدى هذه الحقول ركضنا ووقعنا مرارا؛ فبكينا حينا وضحكنا حينا اخر.
لم يكن البكاء في تلك اللحظات سوى نوعا من الدلال،وما كان الضحك سوى تعبيرا عن السعادة الحقيقية التي كنا نعيشها.
جلست تحت ظل شجرة كبيرة تمتد اغصانها بعمق في الفراغ.ويمتد من حولي بساط من العشب الاخضر المزدان بازهار الحنون الجميلة .
يا للروعة !يا للجمال! ما أجمله من شعور .
بدأت لا شعوريا اعود الى التفكير في الواقع الذي نعيشه فاحسست ببعض القيود، وشعرت بانني امشي على حبل ضيق بين هذا العالم المزدحم بالاحداث والعمل الشاق وبين الحياة الحرة غير المقيدة المليئة بالمرح والإثارة التي يعيشها الاطفال .
في لحظة ما يحن كل منا الى حياة الطفولة،فلا مانع من ان يعيش الإنسان حياته بالغا تارة،وطفلا تارة اخرى ؛فكل انسان تجد في داخله طفل يضفي على حياته شيئا من السعادة والتحرر من القيود .
فلنعش حياة استثنائية؛ ننطلق يوما بالجد والعمل ونبحث يوما اخر عن الطفل الذي في داخلنا فننطلق بعيدا عن ضغوطات الحياة.
في خضم ذكرياتي ايقظني صوت رقيق عذب اشعرني بالسعادة؛ انه صوت العصافير تزقزق في اعلى الاشجار،كانت تصدر صوتا شجيا يبعث النشوة في النفس.كان الجو المنعش يجبرني على التصرف كطفلة لا تعرف من الدنيا الا اللعب .
استلقيت على العشب الاخضر واطلقت العنان لافكاري حالمة بمستقبل مشرق .
Mariam
You must be logged in to post a comment.