بينهما برزخ لا يبغيان

تحدث القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً عن ظاهره فيزيائيه لا يمكننا مشاهدتها بأعيننا وقام العلماء باكتشافها في نهاية القرن التاسع عشر هذه الظاهرة هي معجزه لانها تحدث داخل البحار ومستحيل رؤيتها بالعين حتى عند الوصول لمكان حدوثها. 

ههذه الظاهرة هي وجود فاصل بين المياه المالحه والمياه العذبه عند إلتقائهما في مكان ما هذا الفاصل يحول دون امتزاجهما معاً. 

ورد ذكر هذه الظاهرة في ثلاث آيات في القرآن الكريم قال تعالى:(مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح اجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً) [سورة الفرقان].

وقوله تعالى:(أمن جعل الارض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزاً أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون) [سورة النمل].

وقوله عز وجل :(مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فبأي آلاء ربكما تكذبان) [سورة الرحمن].

اختلف علمان التفسير في تفسير الحاجز أو البرزخ فذهب العلماء إلى رأيين :

الأول :قال أن الحاجز هو كيان مادي م؛ اهد وهو اليابسة.

الثاني: قال أن البرزخ هو حاجز معنوي يمنع اختلاط مياه البحر مع مياه النهر عند إلتقاءهما.

الرأي الأول بعيد عن الحقيقة لأن سورة الرحمن تؤكد أن البرزخ ينشأ عند إلتقاء ماء البحرين لذلك لا يمكن تفسير البرزخ على أنها يابسه. 

يتجمع 97٪ من مياه سطح الأرض في محيطات وبحار على شكل ماء مالح أما المياه العذبه فتكون على شكل جليد في القطبين وثلوج في المرتفعات ومياه جوفيه ومياه سائله في البحيرات والأنهار والجداول وبخار الماء في الغلاف الجوي. 

تشير الدراسات إلى أن 50٪ من سكان العالم يعتمدون على المياه الجوفيه لشربهم وري المزروعات وسقاية المواشي والمياه الجوفيه تكون على شكل أنهار جوفيه تجري تحت سطح الأرض وتصب في البحار والمحيطات والأنهار وتلتقي بشكل مباشر بمياه المحيطات والبحار المالحه إلى أعماق كبيرة تحت سطح مستوى البحر وكان المفروض أن هذه المياه الجوفيه العذبه تتلوث بمياه البحر شديدة الملوحه بسبب هذا الالتثاء ولكن ذلك لم يحدث ولم يعرف السبب الذي يحول دون هذا التلوث. 

أول من لاحظ وجود حاجز بين المياه العذبه ومياه البحر المالحه العالم الهولندي غيبن في عام 1888 والعالم الألماني هيرزبيرغ عام 1901 وقد تمكن العالمان كل واحد بشكل مستقل من اشتقاق علاقه تحدد عمق الحاجز عن سطح البحر وسميت هذه العلاقه باسمهما غيبن - هيرزبيرغ وتعتمد هذه العلاقه على حقيقة أن كثافة الماء المالح تزيد عن كثافة الماء العذب وبناء على هذه الحقيقه وجد العالمان أن عمق الحاجز الموجود بين المائين تحت سطح البحر يصل الى أربعين ضعف إرتفاع مستوى الماء العذب فوق سطح البحر وهذا يعني أن هذا الحاجز لن ينشأ اذا تساوى مستوى الماء العذب مع مستوى الماء المالح. 

هذا الحاجز المائي يكون على شكل جدار يحيط تماما بكامل المياه العذبه من جهة الماء المالح ويبدأ أعلاه من سطح البحر المالح ويمتد إلى الأسفل بشكل منحني بإتجاه المياه العذبه الى أن يصل إلى قاع المياه العذبه. 

هذا الحاجز يمنع منعاً باتاَ إنتشار جزيئات الملح من الماء المالح إلى الماء العذب وهو ما يخاف قانون الطبيعه الذي ينص على أن جزيئات الماده في السوائل والغازات تنتشر من الوسط الأكثر تركيزاً إلى الوسط الأقل تركيزاً. 

والحاجز هو منطقة لها سمك محدد يهبط فيها تركيز الملح بشكل تدريجي من مستواه جهة الماء المالح الى مستواه في جهة الماء العذب وحركة الماء في الحاجز محدود جداِ لذا يعتبر ماء راكد وتتعرض المواد العضوية في داخله للتعفن وتنبعث منه رائحة كريهه لذلك سمي بالماء الآسن أو الكريه. 

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author