أستغرب دومًا كيف لنا أن نحمل في قلوبنا مشاعرًا متناقضةً أشدّ التّناقض... كيف لنا أن نكون مطمئنين وقلقين بآنٍ واحد... كيف لنا أن نحبّ شخصًا ما وبنفس الوقت لا نستطيع أن نتحدّث معه... رغم أن قلوبنا في أشدّ حالات الشّوق له... هذا الشوق الذي عصف بقلوبنا وأحالها رماداً... في كلّ أمرٍ يحدث معي أشعر بأنّ ثقباً جديداً تشكّل في قلبي... رغم محاولاتي السّابقة لترميم الجروح القديمة... رغم الألم الذي ينتابني وأنا أُخيط قلبي المتعب كي يستعيد توازنه من جديد... قلوبنا هشّة... هشّة للغاية.. كلمة صغيرة تطيح بهاأرضا وكلمة أخرى ترفعها للسّماوات العُلا.. فرفقا بقلوبنا يا أحبّة فلم تعد تحتمل ...والنّفس في بركان هائج من التخبّط والضّياع... والرّوح تائهة في بحر الأحزان فلا يد حانية تأخذ بها ولا قلباً محبّاً يرأف بها.
لذا وجد شيء يسمى رسائل تكتب ولا ترسل رسائل تكتب فقط للمعالجة نعم ومن هنا بدأت قصتي مع الرسائل التي لن تصل وسأتركم مع احد تلك رسائل الليلة :
مرحباً
جئت في مُخيلتي اليوم أيضاً
أعلمُ أن الرسائل هذه لن تصل ، ولا أريدُ تهيئة نفسي لوصولها على أي حال
ليس هذا وحسب ، اليوم قد تم عامُنا الخامس عشر دون قُربك ، ولا أعلمُ لما كلّ هذا البعد ، لكنني قوية وما زلت كذلك
تخيل ؟ قد مر على فراقنا خمسة عشر ربيعاً ، وأنا في كاملِ بهجتي دونك
نعم وأؤكدُ لكَ ذلك
فقد أحضرتُ كتاباً اسود اللون ، أسميته نسيان ، أكتبُ فيه ما أشاء لأنساك ، كتبتُ بهِ عدد رموشك الكثيفة المصطفةُ بشكلٍ مثاليّ ، لاسيما عيونُك المُقتبسةُ من بُنّ القهوة السوداء ، كتبت بهِ طولك وعمرك وما تُحب ، وأيضاً أن لونك المفضل الأسود على خلاف لون قلبك الفاتن ، كتبتُ أنك تكرهُ الساعات الفخمة ، وتُحب رائحة العطر الأنيقة الخاصة بماركةِ زارا العالمية ، كتبت أيضاً أنك تكرهُ الجنس الآخر ولا تفضّل وجوده بقربك ، وأنك تُحب الأطفال كما وتصبحُ طفلٌ بقربهم ، كتبتُ أنك جميلٌ وفاتن ، ولا يُهمُك هذا بقدرِ ما يُهمك نقاء روحك
أَتعلمُ ؟ تشبه لقاءنا الأول ، وأشبهُ في حزني خيبة الوداع
أَرأيت أني نسيتُكَ حقاً
ذكّرني ماذا كان أسمُك ؟!
You must be logged in to post a comment.