حكاية مجنون

حكاية مجنون

 

قصة من وحي الواقع المرير وليست من الخيال، انتشرت في الآونة الاخيرة الكثير من الأمراض النفسية والعقلية، نتيجة الضغوطات المعيشية في وضعنا الراهن، فقدان العقل أصبح موضة العصر، الهوس الاكتئاب الفصام جنون العظمة.

 

ما السبب الذي أودى بنا إلى هذه الحال؟؟ 

لماذا الشباب يفقدون عقولهم وهم في سن الزهور، في سن يفترض أن يكون سن العطاء والتحدي وروح المنافسة ؟

 

تساؤلات تجول في خاطر كل أب وكل أم قد ترى فلذة كبدها يفقد عقله، بعد أن كان شعلة من النشاط والحيوية والثقافة، هل البطالة السبب؟؟

هل ضيق الحال هو السبب؟؟

نقول دائماً وابداً الحمدلله على كل شيء، لكن الأمر يزداد سوءاً، قد تكون رغبتهم بالزواج؟ وإكمال نصف دينهم؟

لكن متطلبات الزواج في الوقت الحاضر مكلفة ولا يستطيع تحملها البعض؟ 

يحلمون في مشاريع كبيرة، يطيرون إلى السحاب في مخيلاتهم ، يركضون نحو السراب، والسبب ببساطة لا يوجد رأس مال ؟؟

ما باليد حيلة، المال لا يكفي حتى لمتطلبات ربع مشروع، ثم ماذا؟؟

 

ينتكس الشاب، يشعر بالإحباط، يفقد الأمل، يتقوقع على ذاته، يكره الإختلاط، يهمل نفسه بيته مظهره، يشعر البعض بأنه ليس على طبيعته،  ويتهامسون مريض، مجنون، متوحد، والكثير من الأسماء والألقاب التي لا معنى لها ، عندما يصاب بأحد الامراض النفسية إنه مرض من الله وأكدت الدراسات العلمية على وجوده، ومن أعراضه هو الخروج عن الواقع والحياة في عالم اللامنطق، يطلق عبارات غريبة ليست من حياتنا، مثلا أن الوطن بخطر، وأنه هو سيحميها، أن الفئران في كل مكان، يرقصون على الموسيقى.

 

 نعم هذا مرض موجود في الحقيقه ومن علاماته الهلاوس البصرية والسمعية، ينطق بمواضيع عندما تسمعها تقول لو يصمت أفضل، كما يقول أن الناس كلها مجانين، وهو العاقل الوحيد، لا يعرف أنه على خطأ، يؤكد صحة كلامه، لذلك يشعر الناس بأنه مختل، وحينها تنتشر الأقاويل ابني محسود، ابني مسحور، ابني مجلوب؟؟ تتراود الأفكار الشريرة في عقولهم، قد يكون عاشقاً لكنه لم يستطع أن يفي بوعده لفقر حاله، يترك العمل، ويفشل، لا ننكر وجود الحسد فهو مذكور بالقرآن ، لكن لا يعني ذلك أن نلقي اللوم دوماً تحت مسميات الحسد، الأهل ينكرون حقيقة الحال ظناً منهم أن هذا هو الأفضل، أي إخفاء حالته الصحية، لكن هذا هو الخطأ الفادح أن نتأخر في العلاج وأن يصبح الحال أتعس.

 

ومن هنا تبدأ الاقاويل والقصص هذا مرض وراثي؟  لن نزوج أولادنا من بناتهم؟ لن نزوج بناتنا لشبابهم؟ الله وحده الذي يعلم ما في القلوب، لا تثقلوا على أهل المريض بثرثراتكم الواهية، يجب أن تضع نفسك مكانه لا سمح الله قد تعود إليك أو تصاب أنت أو أحد أولادك ، لذلك لا للشماته، أو المعايرة، أو الخوف من الإرتباط بهم، وربي يكتب الشفاء للجميع.

 

انتظروني في قصص من الواقع الأليم.

 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
Islam ibrahim - يوليو ١٣, ٢٠٢٠, ١:٤٨ ص - Add Reply

رائعه جدا... ابدعتي

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

About Author