حوادث العقول

حوادث العقول

 

كتبت الاء قسام 

 

إلى متى ستُنحر رقابنا فوق أرصفة الشارع 

وهل ستبقى أرواحنا فريسة بين مخالب الإستهتار  ؟

 

في كل يوم وأحيانا يؤول الأمر إلى كل ساعة وقد يتأزم بين الدقائق والدقائق حينما نسمع صوت مكابح السيارت يتبعها تكبيرات الجنائز مودعة أهلها في صدمة عارمة تدخُل الحياة

وتخرج معها .

رغم حوادث المرور المروعة التي نشهدها أو نسمع عويل ألم وقوعها والتي باتت تؤدي بأرواح الكثيرين أو تقسم دنياهم ليكملوها بشكل لامعهود وغير طبيعي ، والكثير من الخسائر وحالات الطوارئ . لا زلنا على الصعيد المتناقض ورغم جهلنا الطفيف لبعض الأسباب الحقيقية وراء وقوعهم إلا أننا لم نرَ العِبرة قد تخللت عقول الكثير من السائقين بل نكاد نجزم بأنها ترحلت مع أكفان الموتى ، لا زلنا نشاهد وضعية الطيران التي يضعها بعض سائقي الباصات العامة ، ولا زلنا نشعر بملكية خاصة للشارع لأصحاب السيارات التي تحاول أن تبرز عضلات السرعة المدوية في مسارب ضيقة جداً  ولا زال الإنشغال أثناء التحكم في المركبة يطغى على عملية القيادة .

 

ومن هنا نتساءل إن كانت كل الأمارات الحقيقية والدلائل الملموسة تجوب أرجاء كل بيت وتقعه كبرهان وتحذير يقمع النفس ويشوبها بالكثير من الصمت والتأمل الذي يلف رؤوسنا نحوه حتى يستدرج إلى عقولنا ومض بمخاطر التهور وما يعقبه من أثر وخيم ورغم كل هذا وذاك يصمم الكثير منا في السير تبع مركبهم الخاطئ وعلى النهج الطائش بل ويمتطون فرس أفكارهم يضربون بها حياة الكثيرين وقد تصل الضربة إلى أعناقهم فتتوقف حياتهم أيضًا  !!

 

تُرى هل نسينا أو تناسينا أن أرواحنا أمانة وصحتنا وأجسادنا خير نعمة فهل نُكافِئ الهدية البشرية بالأذية فكيف إذا كانت الهدية إلهية ؟ هل تُكافَأ على هذا النحو من الفعل ؟

 

دعونا نُفكر بعقولنا السليمة ولنخرج من دائرتنا المغلقة إلى الدائرة التي خُلقنا على فطرتنا بحوزتها ثم نعيد ترتيب الأيام بأفعال أكثر اتزانا فبعض التهور قد يدفع المرء ثمنه نهاية تامة يجهل عقباها ولا يُحمد ..

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author