رفقا بالقوارير

نص قصير يتحدث عن قصة امراة تحاكي قصص العديد من النسوة

لم تكن تألمها نظراته الحادة أو صفعاته لها في كل يوم يعود فيه من الحانة مخمورا يرقص رقصة الديك المذبوح .. ولا كلماته التى تسحق أنوثتها تحت حذاء غطرسته... لم تبال بثوبها الممزّق الملطخ بدماءٍ أقسمت لآلهة الحب أنّها قد استغنت عن الكريات الحمْر والبِيض و البلازما وجعلت منه المكون الوحيد الذي يسري في شريانها... بل لم تأبه لشتات كرامتها المبعثرة على قارعة طريق الحياة الزوجية.. همّها الوحيد وليدها الذي يختبئ وراء خزانة قديمة .. يكتم أنفاسه ويردد بصوت لا يكاد يسمع « لا تضرب ماما»

 

مسحت ما على انفها من دماء ونهضت تنادي ابنها "سامر بني اين انت  "

بحثت عنه في كل مكان الى أن سمعت نجيش بكاء.. طلت من وراء الخزانة وجدته يضع بين الكفين الفكين ...يبكيها بحرقة.. اقتربت منه فقفز الى حضها يحاول بيديه الصغيرتين ان يطرد دموعا نهرها مرارا وتكرارا ألا تلامس عيون أمه لكنها عصية المسامع .. فكان منه الا أن قبل العين اليمنى ولحقت قبله اليسرى وأعاد الكرة مثنى وثلاثا ورباع..و استبدل الطرد بالاستجداء والرجاء .. نظرت في عيني ابنها  ورصته الي قلبها رصا فقال بصوت لازلت عبرات البكاء تخنقه " ماما لقد عصرتني كالزيتونة  " فكت سراحه من بين ذراعيها وانفجرا ضاحكين...  
فرفقا بالقوارير ... وان كنت قارورة مكسورة اجمعي شتاتك لا تسمحي لاحد ان يكسرك ثانية 

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments

You must be logged in to post a comment.

About Author