سكنتنا الآلام فعشقناها

اعتادت اصابعي أن تنسج حروفا لا تعنيها واعتاد قلبي أن يشعر بما ليس فيه حين يقف وقفة المدهوش أمام شعور أحدهم

ليسطر لبعضهم كلمات لمن هم أهله 

حين كنت ع تلك الطاولة وحدي في ذاك المقهى وقد استهلكت كامل شحن هاتفي

قررت أن اكتب لنفسي قررت أن افرغ مكنوناتها ع الورق

فعجزت  أن اكتب             

كما عجز كل من حولي عن فهمي

عجزت ان اكون انا ولو لمرة واحدة مع نفسي 

تكابلت علي مشاعر كثيرة لا أدري اياها يخصني

تركت دفتري واقلامي

نظرت من النافذه وبلا احساس انهمرت دموعي

كيف لكل تلك الأحداث أن تمر بي، كيف لكل تلك العواصف أن تفشل باقتلاعي

جاء النادل ليسألني أن كنت أرغب بفنجان أخر وقبل أن أجيب

قالت سيدة عجوز، ربما كانت تجلس بمقعد قريب:

نعم لا بأس احضر فنجانين من القهوة، وأحرص على أن تجعل السكر منفصلا إلى جانبيهما

نظر الي النادل، نظرة المتسائل، كانت أشرت له بايمائة ايجاب

جلست العجوز بجانبي

قالت بصوت حنون رقيق:

يا ابنتي هي حياة وليست سباق وانت لست في معركة

ليس هنا رابح وخاسر

لديك ما تعيشي لأجله، احرصي على السعادة أينما كنت

قلت : لكن

قالت : لا أود سماع شيء ولا أن تخبريني بأي شيء

فتاة جميلة بحسنك، بالرقه هذه والحنان الذي ينبع من عيناها

مهما تكن مشكلتها فهي قادرة على حلها

كل المشكلات يا عزيزتي لحاملي نبضك حلها النظر للجزء المملوء من الكأس،

قلت،: كلامك جميل

قالت : بل أود أن أرى جمال إبتسامتك فهي أجمل من كلماتي

قلت : غريبة هي ثقتك بي

قالت : يا عزيزتي تجارب الحياة تعلم نعيش بالأمل، لنا نصيبنا من السعادة والحب والرزق

فلمن الكدر

فأني والله رأيت فيك نفسي في شبابي

وأود لو تخرجين من مستنقع هذه الأفكار قبل أن تصلي لعمري

قلت : وماذا عن الذين غادرونا فجأه دون إنذار وروحنا معلقة بهم

قالت : وأين إيمانك يا حبيبتي

قلت : أين إيمان تقصدين

قالت : يا حبيبتي لم توجد الحياة لنتعلق بغير الله

لم تجد لنعلق سعادتنا بيد أحد، أنا لله وأنا اليه لراجعون

فكيف تحزنين والله السند والله المعين والله يبقى عن يغادر الجميع

حضر النادل بالقهوة

وضعت العجوز فنجانها وحلتهُ بمعلقة سكر

ثم أردفت حين ترين المرارة بحلقك والروح تؤلمك فلا يضريك الاقتراب من ربك، الإيمان به

أن تجدين إيمان محمد صلى الله عليه وسلم حين فقد إبراهيما

و الأمثلة كثيرة يا عزيزتي

عودي إلى بذرتك وأعملي بإيمان وعاهدي الله على بداية جديدة يكون الله فيها من تجوب له المحبة والطاعة والايمان

غادرت العجوز تاركة على شفاهي ابتسامة

ونفس تواقة للانشغال بما يستحق عما لا يستحق ويضير

ولا أكون كذاك الذي فقد زوجته والجنين وهو يلهث ويركض وراء سراب ووهم

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
Islam ibrahim - يوليو ٢٣, ٢٠٢٠, ١٢:١٣ ص - Add Reply

أجمل م قرأت ابدعتي

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

About Author