طاقات كامنة ولا تفنى

(اللهم الخلقة التامة). 

كلمة لطالما سمعناها ممن هن حولنا، فإن كان بعضهم يشتهي  الذكر أو الأنثى فإن البعض يقول، اللهم قر أعييننا بأبناء سليمين معافين، ولكن أود أن أقف وقفة ليست بطويلة، ولكن تحمل من الأسى ما لم يشعره إلا من ذاقه

وشعر بمدى التعب بسببه

أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

وإن كان لهذا المسمى ما يبعث في نفسي ونفوس البعض عدم الرضا،

ما كنت أشعره حين أسمع كلمة معاق مؤلمة حد النخاع، فما الإعاقة عندهم

لحرمانهم من حاسة من الحواس أو قدرتهم على الحركة هي الإعاقة

أم وجودهم في مجتمع لا يتقبل وجودهم أحيانا ويحرمهم من أبسط حقوقهم غالبا

بدأت قصتي معهم حين كنت بالرابعة عشر من عمري

كرنفال في جامعة الإسراء هدفه الدمج بين هذه الفئة وطلاب المدارس لرفع مستوى قدراتهم على حد ما قالوا وقتها

لكنهم جهلوا أنهم رفعوا بمستوى قدراتنا نحن

مركز الاحتياجات الخاصة التابع لمخيم الطالبية

كم من قصص النجاح يحوي، كم من الآلام مرت عليه

أصبحت من اللجنة المحلية، تشبعت بهم، بأفكارهم، بأحلامهم بروحهم الطيبة وصفائهم، عرفت الحب بينهم، عرفت معنى أن تعني أنت بضعفك الكثير لأحدهم، وددت لو تخصصت بشيء قد يفيدهم ولكني على الأقل حصلت على لقب بينهم

مركز الاحتياجات الخاصة بمديرته كفاح الحسنات

بقصة نجاحها الكبير، تحدت مجتمع بأسره، كلمات موجعة واتهامات بالقصور ولكنها سارت بدرب العلم، تخصصت بما يحتاج منها مركزها، سارت لتجعل من كل خطوة تخطوها رفعة وسمو للمركز بمن فيه مدربين ومتطوعين وطلاب

يكفيني منها قلبها الكبير، كل مرة أغيب فيها وأعود تأخذنني بأحضانها، تشعرني أنني أملك ما لم يملكه أحد قط

حين تناقشني في أمر ما، كلامها يغلفه الحب والخوف والاهتمام  كأم وأخت وصديقة

لا تكفيني بضع سطور فيها

وأعود لأتحدث عن قصة من قصص النجاح فيه

محمد  فإعاقته لم تقف أمام طموحه، عمل ودرس وتخرج وحصل على بعض الدورات التي تزيد من خبراته وتعزز طموحه وبإذن الله سوف يتيسر له عمل يهيأ له ما يصبو إليه

وصفاء  ففقدانها حاسة السمع والنطق لم يقف أمام طموحها درست وتخرجت وعملت بنفس المركز بتصنيع القوالب الخاصة كمعين سمعي

مركز الاحتياجات الخاصة برسالته السامية التي تقدم صفوف الدمج التي تعزز من قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة

ومقدرتهم على تقديم أنفسهم للمجتمع كأعضاء فعاليين وتوصله لبر أمان، 

لا يعيقون مجتمعهم بل يقدمون له قصص نجاح لا تنسى

وتأخذ منها العبرة

اللهم كانت لك الإرادة بحرمانهم ما حرموا منه، فسهل له سبل العيش بتقبل ومحبة وأمان

( النيرفانا)