فلسفة الخير والشر

الخيرُ لغوياً ضد الشر، وجمعه "خُيور", ومنه قول: "خِرْتَ يا رجلُ"، فأنت خائُر, وأيضاً قول: "وهو خيرُ منك وأخيرُ" , وقوله تعالى: ﴿تجدوه عند الله هو خيْراً﴾؛ أي تجدوه خيراً من متاع الدنيا. والخَيْر: الرجل الكثير الخَير وجمعها أخيارُ وخيارُ، و"الخيراتُ" جمع خَيْرَة وهى الفاضلة من كل شيء
لكن السؤال الذي وجب طرحه هل أن فعل الخير هو فعل الشيء لذاته الذي يعود بالمنفعة على فاعله أم أنه فعل يتعدى فاعله ليحقق المصلحة الجماعية التي تحقق اتفاقا بين الأنا والانا الآخر؟؟

                                      
برأيي أن فعل الخير وإن كان في ظاهره يراد به مصلحة نفعية.. فإن تلك البراغماتية، تسكن بواطنه بشكل أو بآخر.. ففعل الخير قبل أن يكون فعلا نفعيا يرجع بالإيجاب على الطرف المقابل، أي الأنا الآخر.. فإن تلك النفعية تتحقق للأنا نفسها قبل أن تتخطى عتبة ذواتنا إما من الجوانب اللاهوتية التي يعتبر فيها المسلمون أو النصارى أو اليهود... أن قيامهم بفعل الخير هو في أصل الفعل خير لأنفسهم يحصلون من خلاله على مصلحة براغماتية (أي الجنة والثواب ) وإن كانت هاته مصلحة مرجئة ليوم الحساب ففي مفهومهم الديني أنهم سينالون الثواب لا محالة


وأما في الجانب النفسي أي أن فعل الخير يدفع بالنفس للشعور بالطمأنينة والراحة وقد تفوق سعادة الفرد الفاعل للخير سعادة المفعول له فالأول قد ارتقى لمرحلة السعادة التي كانت نتاج فعل الخير أما الثاني وإن شعر بنوع من السعادة لتطبيق فعل الخير عليه فإنه لا يستطيع أن يصل لدرجة السعادة التي حققها فاعل الخير ففعل التفكير في طريقة رد الفعل أو الشكر قد تأخذ جزءا كبيرا من تحقيق شعوره بالسعادة

Enjoyed this article? Stay informed by joining our newsletter!

Comments
Tasneem Shaker - يوليو ٧, ٢٠٢٠, ٤:٤٨ م - Add Reply

المقال رائع جدا

You must be logged in to post a comment.
bassma - يوليو ٧, ٢٠٢٠, ٧:٤٢ م - Add Reply

شكراااا حبيبتي

You must be logged in to post a comment.

You must be logged in to post a comment.

About Author