كانت تعيش سيدتان في قرية بعيدة واشتهرتا بشدة الدهاء، ولشدة مكرهما اتفقتا أن يتباريا ومن منهن ستكون الأشد دهاء.
قالت الأولى: أترين ذاك التاجر ؟؟؟
قالت الأخرى: نعم ، ماباله ؟؟؟
قالت : جميع من في القرية يتحدثون عن حبه لزوجته وأن لا أحد في الدنيا كلها يستطيع أن يفرقهما أبدا مهما حاول ، أنا سأفرقهما بين ليلة وضحاها، ضحكت الأخرى ساخرة منها ، لن تستطيعي مهما حاولتي .
هنا زاد إصرار تلك السيدة الماكرة ، وفكرت طويلا كيف ستثبت لتلك الحمقاء في نظرها بأنها الأشد دهاء ومكرا.
فكرت طويلا إلا أن وصلت إلى حل لا يكاد يخطر ببال شيطان ، ذهبت وقد اتفقت هي وتلك السيدة بأنها ستلتقي بها في السوق التقتا فأمسكت يدها ، وأخدتها لدكان ذاك التاجر، الذي كان يبيع الملابس والحلي ، وقالت لها: لا تتفوهي بأي كلمة مهما رأيتي، فقط انظري وتعلمي، قالت الأخرى: كما تريدين.
وقفت وأظهرت لذاك التاجر بأنها حائرة لشدة جمال بضاعته ، وأنها تريد شراء قطعة على ذوقه لحبيبة ابنها التي ستزوجه إياها بعد أن تتحسن أوضاعها، سألها التاجر عن مواصفاتها واختار قطعه ملابس تناسب تلك المواصفات التي طلبتها، ولكنها كانت أشد مكرا فقالت له: أريد معها حلي مناسبه أيضا لأن ابني يحب تلك الفتاة حبا جما ويريد أن يشتري لها شيئا جميلا ليبقى ذكرى منه وهذه خالته قد رافقتني إلى السوق بناء على طلبه كي آخذ رأيها أيضا كي نختار معا لتلك الفتاة لباسا يناسبها، اختار لهما التاجر قطعه حلي تناسب ذاك الثوب وتتناسب مع نقود تلك السيدة خرجت السيدتان من دكان ذاك التاجر، وأخذت تضحك تلك السيدة الماكرة وتقهقة من شدة الفرح ، نظرت الأخرى لها وقالت: ما بالك ؟؟؟؟
قالت : تعالي معي
قالت الأخرى: إلى أين؟؟ قالت: إلى بيت ذاك التاجر ، نظرت إليها نظرت وهي حائرة وقالت: هيا سأذهب معك لأرى ما أنت فاعله
دقت تلك السيدة باب زوجة التاجر ،فخرجت امرأة شديدة الجمال،قالت السيدة: كيف حالك يا ابنتي هل استطيع الدخول؟ كنت بالسوق وانا متعبه أريد شرب الماء فبيتي بعيد وانا أشعر بتعب شديد قالت تلك الزوجة الصالحة: نعم تفضلي يا خالتي ، سأجلب لك الماء ولكي ترتاحي قليلا أنت وتلك السيدة فقد ظهر عليكم التعب والمشقه ، انتظراني هنا ريثما أحضر لكما الماء البارد جلست السيدة الماكرة ووضعت ذاك الكيس على الفراش أحضرت زوجة التاجر الماء،شربت السيدتان الماء وشكرتا تلك الزوجة على حسن استقبالها لهما وهمتا مسرعتان بالرحيل.
انشغلت زوجة ذاك التاجر بتنظيف البيت ولم تنتبه بأن وراء زيارة هاتان السيدتان حيلة ماكرة برهنت الثانية للسيدة الأولى بأنها الأشد ذكاء ودهاء وقد كانت تحمل في نفسها مكرا وخداعا واصرارا بأنها أشد منها حنكة ودهاء وخبثا
أتى التاجر كعادته ليرتاح قليلا ، ويتناول الغذاء مع زوجته الفاتنه، ويرجع إلى دكانه كما يفعل كل يوم
ذهبت الزوجة لإحضار الغذاء ، وجد التاجر على الفراش كيسا، دفعه الفضول لفتح ذاك الكيس ورؤية ما بداخله، حين فتح الكيس رأى ذاك الفستان وتلك الحلي التي اشترتها السيدتان وقالتا بأنها لحبيبة إبن إحداهما وأنهما اشترتهما ليهديها لمحبوبته، صرخ التاجر على زوجته وطلقها ونعتها بأنها خائنة ، وبقي حزينا وحائرا طوال الوقت لانه لطالما أحبها حبا جما وهي كذلك.
هنا وقد تاحت الفرصة أمام السيدة الأخرى بعد أن انتاب الغرور السيدة الأولى بأنها الأشد ذكاء ودهاء عمدت إليها وقالت لها: الآن حان دوري لأريك من منا الأكثر دهاء
في اليوم التالي تواعدت السيدتان والتقتا بنفس المكان في ذاك السوق ذهبتا لذاك التاجر، وقالت: يا بني لقد نسينا الكيس الذي اشتريناه منك منذ أسبوع عند سيدة لا نعرفها ونريد نفس الثوب والحلي التي اخترناها لأننا خجلنا من كرم تلك السيدة وحسن معاملتها وقد قلنا بأن نقدمه لها كهدية لحسن استقبالها لنا بعد أن كنا نشعر بالتعب واستقبلتنا بكل لطف وقدمت لنا الماء وجعلتنا نرتاح ، فرح التاجر فرحا شديدا بأن زوجته لم تفعل أي شيء يسيء له ،وبأنها كانت تبادله الحب ولا تكن له سوى الوفاء، وشعر بالحزن لأنه اتهمها باطلا ، وهم مسرعا لإرجاعها لعصمته وقد ملئت قلبه السعادة
هنا نظرت تلك الماكرة لتلك الأخرى الأشد مكرا ودهاء منها وقالت لها: اعترف لك بأنك أفضل مني، وأني ليس بيدي حيلة أن أفعل مثلما فعلتي والشيطان أكد كلامها وبرهن بأنه ليس له حيلة مع هاتين الماكرتين المخادعتين.
You must be logged in to post a comment.